بعد أكثر من 92 عاما من غياب الأعمال غير الناطقة بالإنجليزية عن حفلات الجوائز السنوية، أعاد فيلم "باراسايت" كتابة تاريخ الأوسكار، وذلك بعد فوز الفيلم بجائزة الأوسكار كأفضل فيلم وثلاث جوائز أخرى، وسط فرحة جماعية نادرة استقبلها الكوريون أمس. ويعد "باراسايت" "طفيلي" أول فيلم غير ناطق باللغة الإنجليزية يفوز بجائزة أفضل فيلم في تاريخ جوائز الأوسكار المستمرة منذ أكثر من تسعة عقود، وهو أول فيلم كوري جنوبي يفوز بجائزة الأوسكار على الإطلاق، وفقا لـ"الفرنسية". وفاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو أصلي، فيما نال مخرج العمل بونج جون هو، جائزة أفضل مخرج، وقالت "تشوسون إلبو" أكبر صحيفة في كوريا الجنوبية في عنوان رئيس، "هل تصدق أن" طفيلي" فاز بجائزة أفضل فيلم؟". وأضافت، "أعاد الفيلم كتابة تاريخ الأوسكار البالغ 92 عاما". تصدر "بونج" و "طفيلي" وغيرها من الأخبار المتعلقة بالأوسكار مصطلحات البحث، على مواقع الإنترنت الرئيسة، التي كانت مشغولة بانتشار فيروس "كورونا" في الصين الذي أسفر عن مقتل أكثر من 900 شخص وإصابة عشرات الآلاف، معظمهم في الصين. وقال حزب ليبرتي كوريا المعارض الرئيس في بيان، "إنها أخبار سعيدة مثل الأمطار بالنسبة إلى كوريا الجنوبية التي تعاني الاكتئاب والركود وألقيت في حالة من اليأس بسبب الالتهاب الرئوي في ووهان الصينية". وغرقت وسائل التواصل الاجتماعي في كوريا الجنوبية في رسائل التهنئة، فيما بث الرئيس مون جاي إن تغريدة قال فيها إنه، فخور ببونج وفريقه و"ممتن لهم بشكل خاص على منحهم الشجاعة والفخر لشعبنا الذي يتغلب على الصعوبات". وقد أحبط فيلم "باراسايت" كل التكهنات خصوصا تلك التي أطلقها أشخاص راهنوا على أن أكاديمية جوائز الأوسكار التي تواجه انتقادات دائمة على خلفية نقص التنوع في خياراتها، لن تسلم يوما ما أي جائزة لفيلم آسيوي مترجم إلى الإنجليزية. وكتب أحد محبي السينما عبر "تويتر"، "أنا أبكي من شدة التأثر، أشعر بالفخر الشديد ببونج جون هو، من المذهل أن نسمع خطاب شكر باللغة الكورية". وكتب مستخدم آخر مازحا، "ألا يجب أن نعلن اليوم إجازة لهذه المناسبة؟" ونشر هاري هاريس السفير الأمريكي في سيئول تغريدة عبر "تويتر" جاء فيها "يا للروعة! تهاني للمخرج بونج ولفريق باراسايت وللسينما الكورية"، مرفقا رسالته بصورة لطبق "جاباجوري" الكوري الجنوبي الذي يظهر في الفيلم. أما المخرجة كيم سو- يونج التي قدمت فيلم "باركينج دوجز" من إخراج بونج إلى منظمي مهرجان سان سيباستيان السينمائي عام 2000، فقد عدت هذا الفوز "مستحقا بجدارة". وقالت لوكالة "فرانس برس"، "أتابع عمله منذ 20 عاما وأستطيع التأكيد أنه فنان حقيقي".