المخرج أحمد فؤاد درويش: صناع السينما التسجيلية جزء من أزمتها

  • 2/11/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال المخرج السينمائي أحمد فؤاد درويش، أن جانبا من أزمة انهيار صناعة التسجيلية في مصر، يعود لصناع السينما التسجيلية أنفسهم، حيث باتت معظم الأفلام تحمل قدرا من الرتابة، والتعالي على المشاهد، وهو خطأ يقع فيه الكثيرين، مما جعل السينما التسجيلية تصنف أحيانا على أنها نخبوية، وهذا خطأ يقع فيه الكثير من السينمائيين.جاء ذلك خلال ندوته أمس- الاثنين- بقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، ضمن أنشطة برنامج السينما خلال شهر فبراير، بالتعاون مع "مؤسسة كاميرا للثقافات والفنون" وأدارها فتحي بركات، رئيس مجلس أمناء مؤسسة "كاميرا"، بحضور الكاتب الصحفي محمد المالحي، مؤلف كتاب "٥٠ سنة سينما.. درويش" الذي يوثق المسيرة الإبداعية والفنية للمخرج القدير، وحضور عدد كبير من مثقفي المدينة الساحلية ورواد المكتبة.وأضاف "درويش" ان السينما التسجيلية في مصر تعيش أزمة كبيرة منذ سبعينيات القرن الماضي، نتيجة تخلي الدولة عن دعم صناعة السينما، مؤكدا على ضرورة تفعيل قرار وزيري الثقافة السابقين، ثروت عكاشة ويوسف السباعي، بعرض الأفلام التسجيلية بدور العرض السينمائي، قبل عرض أي فيلم روائي، مثلما كان يحدث طوال فترة الستينيات والسبعينيات، والتشديد على ذلك، في ظل انحسار أعداد دور العرض السينمائي وهدمها وتحول غالبيتها لأبراج شاهقة ومولات تجارية.واصفا الفنان محيي إسماعيل، بأنه من أهم نجوم مصر لكنه لم يحصل على حقه من التقدير المناسب، ولم تستوعب السينما المصرية موهبته الكبيرة بالقدر الكافي، بقوله:" محيي شارك في عملين من أخراجي وإنتاجي، هما فيلمي "اعدام طالب ثانوي" عام 1980 و"حلاوة روح" عن قصة العسكري الاسود للدكتور يوسف ادريس، عام 1989، وهو فنان متمكن من أدواته السينمائية، وما يقدمه من أدوار السيكو دراما، هي أصعب الأدوار التي ممكن ان يؤديها أي فنان، وهو ناجح في هذا النوع من الأدوار، وملهوش زي، مما يؤكد ثقافته وتفرد موهبته".وأشار درويش في كلمته خلال الندوة لمعركته مع الرقابة على السينما، بسبب رواية "العسكري الأسود" للدكتور يوسف إدريس، بقوله:" أشتريت الرواية من الراحل الدكتور يوسف إدريس، وظلت معروضة أمام الرقابة مدة 17 عاما، منذ عام 1977 حتى عام 1989، حتى فوجئت يوما باستدعائي بمكتب وزير الداخلية الاسبق، الراحل زكي بدر، ووجدته ثائرا بسبب رغبتي في تحويل الرواية لفيلم، وأصر على تغيير الاسم، وهو ماتم فعلا وطرح الفيلم باسم "حلاوة روح"، وأصر ايضا على إضافة شخصية أخري، معادلة لشخصية اللواء همت، التي قام بها الفنان الراحل كمال الشناوي، وهو ماتم فعلا".من جانبه قال الكاتب الصحفي محمد المالحي، ان جانبا كبيرا من إبداع "درويش" يتمثل في عزيمته، وأصراره على مواصلة مشروعه السينمائي التنويري الوطني، إنتاجا واخراجا، ممثلا في موسوعة أفلامه عن الحضارة الفرعونية القديمة، التي تبلغ 30 فيلما تسجيليا، تمثل كافة جوانب مصر الفرعونية، والمهن والعادات والشخصيات، وهي "الموسوعة" التي أحتفي المتحف البريطاني بعرضها العديد من المرات، طوال سنوات سابقة، ونال عنها درويش العديد من الجوائز.

مشاركة :