وضع رؤساء تحرير الصحف المحلية متاعبهم اليومية مع الصحافة جانباً، وجالوا في رحلة تاريخية داخل متحف قصر السلام، أمس، حيث أعادوا إلى أذهانهم ذكريات الماضي وجماله بتفاصيله وأسراره الدقيقة، بحضور رئيس الشؤون المالية والإدارية بالديوان الأميري رئيس اللجنة التنفيذية لإنشاء وإدارة المراكز الثقافية عبدالعزيز إسحق، ورئيس الشؤون السياسية والاقتصادية بالديوان الأميري يوسف الرومي، والشيخة منى الجابر.الجولة، التي شارك فيها رئيس التحرير الزميل وليد الجاسم، مع رؤساء تحرير الصحف المحلية، شملت الاطلاع على محتويات المتحف من مقتنيات ووثائق تاريخية، لتوثق تاريخ هذا القصر وتاريخ الكويت عبر حكامه، حيث يحكي تاريخ الحضارات وأهميتها الجغرافية، كما كان شاهداً أيضاً على ذكرى الاحتلال الغاشم لدولة الكويت العام 1990 والتخريب والدمار الذي لحق بهذا المتحف.وكان المتحف شاهداً على تاريخ الكويت العريق، منذ هجرة العتوب، إضافة إلى توثيق حكام الكويت، والعلامات الفارقة في تاريخ البلاد، من معارك قديمة، أبرزها معركة الرقة، والموارد القديمة من تجارة الترانزيت وتجارة الخيل واللؤلؤ، إلى بدء استكشافات النفط، وصولاً الى تصدير أول شحنة. واستمع الوفد إلى شرح وافٍ عن كل ما تضمنه المتحف، من شابات كويتيات تحدثن بتمكن وخبرة، حيث شرحن ما ضمه المتحف من مقتنيات الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله، ومرحلة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد وتاريخه.كما عُرض فيلم وثائقي، مؤثر جداً، انهالت معه الدموع من عيون رئيسة جمعية الصحافيين فاطمة حسين وعدد من الحضور، فكانت علب المحارم الورقية بانتظارهم لمسح دموعهم التي مزجت بين آلام الغزو وذكرياته وفرحة التحرير، وجهود أبناء الكويت أثناء الغزو ومراحله، وصولاً الى تحرير الكويت بتحالف دولي غير مسبوق قوامه 34 دولة.ويحتوي المتحف على نحو 98 فيلماً، ونحو 270 من الأعمال المطبوعة «الغرافيكس» وكذلك المجسمات المختلفة التي يبلغ عددها نحو 59 مجسماً، إضافة إلى مختلف أنواع وسائل عرض المقتنيات التي تزيد على الـ70، ويتم استخدام وسائل العرض بأحدث التقنيات التكنولوجية لإيصال المعلومات التاريخية باللغتين العربية والإنكليزية لزوار المتحف.ويتكون المتحف من أربعة أدوار «سرداب - أرضي - أول - ثان»، حيث يشمل السرداب مكتبة إلكترونية متصلة بالمكتبة المركزية للديوان الأميري، إضافة إلى مناطق مخصصة للبحث العلمي، ومكاتب للموظفين ومخازن وغرف خدمات وغيرها.أما قصر السلام، فسردت الشابات قصته منذ بدء بنائه من قبل الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، وصولاً إلى اكتماله، وقرار الشيخ عبدالله السالم، رحمه الله، تحويله قصراً للضيافة، ومن خلاله تم استعراض حكام وأباطرة ورؤساء وشخصيات زارت هذا القصر التي وصل عددها إلى أكثر من 166 شخصية، الذي خضع للترميم في الثمانينيات، قبل أن يصيبه الدمار في الغزو العراقي الغاشم، فيما يجري الآن الترميم الجديد من خلال الديوان الأميري لإحياء هذا المبنى التاريخي، مع الحفاظ على روح القصر واستخدام مواد مطابقة للمواصفات. أما ثريا القصر التي تتوسط البهو الدائري المميز، فقد تعرضت لتلفيات كبيرة جداً، وأرسلت إلى لندن نحو 18 شهرا لترميمها، فعادت قطعة جميلة مميزة تضيء بتاريخ الكويت الحديث. وقد تميز العرض بالرقي من خلال حوائط وطاولات عرض.ويقع متحف قصر السلام على شارع جمال عبدالناصر، وفيه مدخل لكبار الشخصيات يطل على شارع الخليج العربي، ويؤدي إلى قاعات استقبال كبار الزوار، وكذلك البهو الرئيسي الذي يشتمل على «عرض بئر التاريخ»، كما يشمل أيضاً معرض «تاريخ القصر» وتمت إعادة بعض القاعات الى ما كانت عليه عند إعادة إنشائه، مع إضافة أدوات العرض التاريخي لكبار الشخصيات التي زارته، وقاعة تمثل الدمار الذي لحق به جراء الغزو العراقي، وقاعة لعرض بعض التحف الثمينة التي يحتويها القصر.ومن الأحداث التي يحتفظ بها القصر لذكرى الغزو، السياج الحديدي المكتوب عليه «القاعة الحمراء» حيث وضعه الغزاة العراقيون للقاعة التي استخدموها لتعذيب المعتقلين.وفي ختام الزيارة، توجه رؤساء التحرير وأعضاء مجلس إدارة جمعية الصحافيين بالشكر للديوان الأميري ومشاريعه التي تعيد إلى الحياة ما يجب أن يعود. عن القصر والمتحف سبب بنائه ﺗﻢ ﺗﺼميم وﺑﻨﺎء ﻘﺼﺮ السلام كقصر ﺳﻜﻨﻲ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺳﻌﺪ اﻟﻌﺒﺪاﻟﻠﻪ، رحمه الله، ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨيات ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ. وﻣﻊ اﺳﺘﻘﻼل اﻟﻜﻮﻳﺖ العام 1961 ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺣﺎجة ﻟﻮﺟﻮد ﻗﺼﺮ ﻟﻠﻀﻴﺎﻓﺔ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻮﻓﻮد اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﺗﺘﻮاﻓﺪ ﻋﻠﻰ دوﻟﺔ اﻟﻜﻮﻳﺖ، بعد الاستقلال وﺑﻌﺪ اﻧﻀﻤﺎﻣﻬﺎ اﻟﻰ ﻫـﻴﺌﺔ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻘﺎم اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ اﻟﺴﺎﻟﻢ ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ ﻣﻠﻜية القصر للدولة، وﺗﻢ ﺗﻜﻠﻴﻒ وزﻳﺮ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ آﻧﺬاك اﻟﺸﻴﺦ ﺟﺎﺑﺮ الأﺣﻤﺪ ﺑالإﺷﺮاف ﻋﻠﻰ إﻧﻬﺎء أﻋﻤﺎل اﻟﺒﻨﺎء.166 ملكاً ورئيساًاﺳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺼﺮ أول زواره العام 1964، وﻋﻠﻰ ﻣﺪى 26 ﻋﺎﻣﺎً زار اﻟﻘﺼﺮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 166 زاﺋﺮاً ﻣﻦ أﺑﺎﻃﺮة وﻣﻠﻮك ورؤﺳﺎء دول، وأﻫﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ. دمار وإعادة ترميمﺗﻌﺮض اﻟﻘﺼﺮ ﻟﻠﺪﻣﺎر أﺛﻨﺎء اﻟﻐﺰو اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻓﻲ العام 1990، ﻓﺤﺮق وﻧﻬﺒﺖ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻪ. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﺮ اﻟﻘﺼﺮ ﺑﻔﺘﺮة ﻣﻦ الإﻫﻤﺎل واﻟﻨﺴﻴﺎن ﻗﺎرﺑﺖ 23 ﻋﺎﻣﺎً، ﺣﺘﻰ العام 2013 ﺣﻴﺚ قام الديوان الأميري بترميم اﻟﻘﺼﺮ وﺗﺤﻮﻳﻠﻪ اﻟﻰ ﻣﺘﺤﻒ ﻳﻮﺛﻖ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻜﻮﻳﺖ، ﻓﺘﻢ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﻗﻄﺎع اﻟﺸؤﻮن اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺼﻤﻴﻢ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ والإﺷﺮاف على هذا المشروع الوطني المهم. وﻓﻲ أﺑﺮﻳﻞ 2019 ﺗﻔﻀﻞ ﺴﻤﻮ الأﻣﻴﺮ ﺑﺎﻓﺘﺘﺎح ﻣﺘﺤﻒ ﻗﺼﺮ اﻟﺴﻼم واﻟﺬي ﻳﻀﻢ ﺛﻼثة ﻣﺘﺎﺣﻒ رﺋﻴﺴية، هي ﻣﺘﺤﻒ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻋﺒﺮ ﺣﻜﺎﻣﻬﺎ، وﻣﺘﺤﻒ ﺗﺎرﻳﺦ ﻗﺼﺮ اﻟﺴﻼم، وﻣﺘﺤﻒ اﻟﺤﻀﺎرات اﻟﺘﻲ ﺳﻜﻨﺖ أرض اﻟﻜﻮﻳﺖ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻗﺴﺎم ﻣﺴﺘﺤﺪثة كاﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ واﻟﻜﻮرت ﻳﺎرد واﻟﻤﻌﺎرض اﻟﻤوﻗﺘﺔ واﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻤﺘﻌﺪدة اﻷدوار متحف تاريخيﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ ﺗﻢ ﺗﺮﻣﻴﻢ ﻗﺼﺮ اﻟﺴﻼم وﺗﺤﻮﻳﻠﻪ اﻟﻰ ﻣﺘﺤﻒ ﻳﺠﻤﻊ ﺗﺎرﻳﺦ ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺬي ﻳﻤﺘﺪ اﻟﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 300 ﺳنة، ﺗﺤﺖ ﺳﻘﻒ واﺣﺪ وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﻮ اﻟﻤﺘﺤﻒ اﻟﺮﺳﻤﻲ واﻟﻤﻌﺘﻤﺪ.
مشاركة :