منشورات القاسمي تصدر «مختارات مسرحية» لسلطان باللغة البولندية

  • 2/12/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج» انطلاقاً من المشروع الثقافي الشارقي، واستجابة من المحافل الأكاديمية الدولية للمشروع، كانت جامعة كاراكاو البولندية سباقة بالاهتمام والاطلاع على مؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة التاريخية والروائية والمسرحية، بعد أن قامت شعبة الدراسات العربية والإسلامية في كلية الآداب بالجامعة بزيارة دارة الشيخ سلطان الثقافية في الشارقة برفقة وفد طلابي كبير، الغرض منه دراسة مؤلفات سموه في الفنون المعرفية الأصيلة، خاصة بعد حصول الشارقة على لقب عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2014. بعد هذه الزيارة تدارست شعبة اللغة والأدب العربي بالجامعة أعمال صاحب السمو حاكم الشارقة، ووقع اختيارها على 4 مسرحيات لترجمتها بقصد الدراسة وتوسيع رقعة الاطلاع على مؤلفات سموه، فتم ذلك على شكل كتاب للنشر بعد أن قام بترجمتها من العربية إلى البولندية من قسم اللغات كل من: البروفيسورة بربارة ميخلاك أستاذة اللغة العربية بمعهد الدراسات الشرقية في كاراكاو، بمعية الأساتذة: د. إيفونا كرول وأنوشكا بالكا لازكك وسباستيان غادوسكي. وقابلت «منشورات القاسمي» اهتمام الجامعة البولندية في التواصل مع «ثقافية الشارقة»، وقامت بنشر هذه المجموعة من المختارات المسرحية لتكون جاهزة للمعارض الأوروبية وللمطالعة أو للإخراج المسرحي، والتي ضمت أربع مسرحيات بعنوان «مختارات مسرحية» مع مقدمة موجزة عن مميزات مسرح سموه، والمسرح في الإمارات عامة، كجزء من اهتمام الجامعة بدرس اللغات وتعميم الفائدة بالترجمة لكي تكون متاحة للقراء والمثقفين والكتاب في بولندا. وبالتأكيد يأتي هذا الاهتمام بمؤلفات سموه المسرحية كونه وظف في متن الشخصية الأسطورية التاريخية المعروفة والذائعة شعبياً كالنمرود إسقاطات على الحياة المعاصرة في العالم العربي وآسيا، كذلك في مسرحيات «هولاكو» و«شمشون الجبار» بينما يذهب بعيداً في تناول قصة شهيرة في تاريخ السرد العربي هي «داعش والغبراء» ويطبق عملياً نتائج بحث مسرحي يرتقي للكلمة والواقع والحياة. مسرحية «النمرود» حلقة من سلسلة كتابات صاحب السمو حاكم الشارقة، التي تطل من نافذة الماضي وصولاً إلى حالات مشابهة وصور متطابقة في الحاضر، وربما في المستقبل، وهو عمل مسرحي يقل فيه الحوار وتكثر فيه المعاني والعبر ويسعى إلى مواكبة الأحداث والقضايا العربية والإنسانية وتقديمها إلى الجمهور العربي والعالمي في أبهى صورة فنية تحمل الفكر والفرجة معاً. أما «داعش والغبراء» فقد اعتمدت حرب «داحس والغبراء» الجاهلية كمادة تاريخية شكلت نواة عمل سموه المسرحي الذي قام على تناص تاريخي تأويلي مع تلك الحرب الضروس التي أكلت الأخضر واليابس، واحتفظت بها ذاكرة الشعر والسرد العربية. وبذكاء التقط سموه اللحظة التاريخية العربية الراهنة من وجود حركات متطرفة مثل داعش وغيرها للربط التاريخي بين عنفين: العنف الجاهلي والعنف الإرهابي المعاصر، فحرب «داحس والغبراء» ولَّدت انقساماً بين بعض القبائل العربية واستمرت أربعين عاماً وخلَّفت عدداً كبيراً من القتلى، بينما حروب المنطقة العربية الحالية هي أيضاً نتيجة العنف والتطرف، خلَّفت كذلك آلاف القتلى والمشردين اللاجئين الذين تشتتوا في مختلف أنحاء العالم. وتعالج مسرحية «شمشون الجبار» من جديد الصراع العربي - «الإسرائيلي»، إذ ينطلق فيها صاحب السمو حاكم الشارقة لتأكيد أحقية الفلسطينيين بأرضهم وبلادهم من قديم الزمن وعبر ما خالط شخصية شمشون من أساطير وقصص ترددت في كتب اليهود وذاعت في الأزمنة الحديثة كاشفاً بفطنة ومعرفة الحقائق التاريخية وداحضاً تزييف التاريخ بحيث تنكشف الحقائق وتظهر النوايا التي أراد بها العدو «الإسرائيلي» أن يكسب الحرب النفسية ضد العرب. أما مسرحية «عودة هولاكو» فهي تعود بنا لموضوع تاريخي مفصلي يتمثل في سقوط الدولة العباسية، فقد أدرك مؤلفها بعد قراءته لتاريخ الأمة الإسلامية أن ما جرى للدولة العباسية قبل سقوطها مشابه لما يجري الآن على الساحة العربية، وكأن التاريخ يعيد نفسه، فكتب هذه المسرحية من منظور تاريخي لواقع مؤلم، وأسماء الشخصيات والأماكن والأحداث في هذه المسرحية كلها حقيقية، وكل عبارة في هذا النص تدل دلالة واضحة على ما يجري للأمة العربية. كذلك فإن استخدام سقوط بغداد خلال عام 1258 على يد جيوش هولاكو حفيد جنكيز خان لفت الانتباه إلى المخاطر الحالية المحدقة بالثقافة العربية التي تواجه الغزو الثقافي وغيره من العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر في القيم العربية الأصيلة، وأنه بذلك يطلق صرخة تحذير ويوجه دعوة لحماية القيم والمبادئ الأصيلة.

مشاركة :