حوار:هديل عادل انتهى المخرج والمؤلف الإماراتي فاضل المهيري من كتابة الجزء الثاني من رواية «مملكة الطواويس»، وبدأ العمل على كتابة سيناريو لها، ليحقق حلمه بتحويلها إلى فيلم.تتحدث الرواية عن الغزو البرتغالي للمنطقة والصراع بين الغزاة والقراصنة في أوائل القرن ال 15. عن الرواية والفيلم المنتظر بدأ الحوار مع المهيري.ما الهدف من الجزء الثاني للرواية؟- صدر الجزء الأول بالإنجليزية، ثم بالعربية، وأتممت كتابة الثاني باللغتين، وانطلقت في كتابة العمل بالإنجليزية من أن الجمهور العربي يعرف الكثير عن فترة الغزو البرتغالي لمنطقة الخليج العربي، وأعتقد أن الغرب يجب أن يتعرف إلى هذه الحقبة من تاريخ المنطقة برواية أبنائها.أيضاً اخترت تنفيذ فيلمك «منفى القطط Catsaway» بالإنجليزية، وبأسلوب الرسم التقليدي، حدثنا عن هذه الرؤية.- قررت أن يكون الفيلم ناطقاً بالإنجليزية في مرحلته الأولى قبل دبلجته بالعربية واللهجة المحلية لاحقاً، لأنني أنوي عرضه في السوق الخارجي، بسبب حيويته واستقطابه المكثف للأفلام، مقارنة بالمحلي، لأن شركات الإنتاج الخارجية أصبحت تهتم كثيراً بأفلام الرسوم المتحركة التي تروي قصصاً من ثقافات الشعوب المختلفة.أما بالنسبة لاختيار أسلوب الرسم اليدوي التقليدي في إخراج الفيلم، فجاء بسبب طبيعته، فإذا لجأت إلى تقنية 3D سيكون التناول البصري سطحياً، في حين أن الرسم التقليدي يعبر عن عمق وروح المكان، وكأن المكان له شخصية في الفيلم، وليس مجرد خلفية، وهذا ما تحتاج إليه القصة التي تدور حول مجموعة من القطط السائبة في مدينة أبوظبي تبحث عن مكان للعيش بعد التطور الكبير في مرافقها.تنشغل بالتأليف والإخراج وأحياناً كتابة السيناريو، ألا يستهلك ذلك قدراتك الإبداعية؟- الإخراج هو الأساس بالنسبة لي، وكل مشروع أقدمه له تفاصيل تفرض اختياراته من الإخراج والإنتاج والتأليف وكتابة السيناريو، ولا يمكن أن أتولى كل ذلك في عمل واحد، دائماً أكتفي بأحد هذه الأدوار ليس فقط حتى أستهلك نفسي، ولكن لنجاح العمل أيضاً.هل يترتب على المخرج أن يختار صبغة أو هوية محددة لأعماله، مثلما هي الحال في أفلامك الإنسانية التي تعاملت معها بأسلوبك الواقعي في تناول القصص والقضايا المجتمعية؟- من خلال تجربتي المتواضعة في إخراج الأفلام، أعتقد أن القصة هي التي تختار مخرجها، وأسلوب إخراجها. ولاشك في أن تأثير البيئة ينعكس على رؤيتي الإخراجية، وهذا ما يفسر الصبغة الواقعية لأعمالي.من خلال مشاركتك في الحقل الإبداعي السينمائي، كيف تقيم السينمائي الإماراتي؟ وما العقبات التي تواجهه؟- لابد أن نحدد مكاننا الصحيح في صناعة السينما عموماً، مازلنا في البدايات، ولكن نوعية الجهود المبذولة تبشر بوجود حراك يدفع للأمل بظهور جيل واعد من المحترفين. وأعتقد أن أهم ما يحتسب من إنجازات المرحلة الحالية، ما نراه اليوم في ثقافة المجتمع وتقبله للفكرة وتفاعله معها، لكن المشكلة هي عدم الاستمرارية، وأقصد هنا أن جهوداً كثيرة تبذل لدفع عجلة السينما، ولكنها لا تستمر، مما يضعف من نتائج هذه الجهود، بل ويبددها أحياناً. أيضاً ضعف الدعم المادي يؤثر في الحراك السينمائي الإماراتي.والمطلوب هو إدراج «الفن السابع» تحت مظلة هيئات الثقافة في الدولة ليحظى بالاهتمام والدعم الذي تحظى به أنواع الفنون الأخرى.بدأت توثيق أماكن وذكريات مدينة أبوظبي على حساباتك في برامج التواصل، ماذا عن هذه التجربة؟- بدأت هذا النشاط كهواية وبدافع حبي للمدينة، وتفاجأت بتفاعل الجمهور وبعض الجهات الرسمية، إذ وفرت لي بلدية أبوظبي صوراً من أرشيفها، أيضاً الأرشيف الوطني زودني بلقطات قديمة لشوارع وأماكن حيوية في أبوظبي.
مشاركة :