الأمم المتحدة 11 فبراير 2020 (شينخوا) أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس يوم الثلاثاء رفض خطة السلام الأمريكية للشرق الأوسط التي صدرت حديثا، واصافا إياها بأنها "اقتراح إسرائيلي-أمريكي". وقال عباس في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي الذي انعقد لمناقشة الخطة "لقد أتيت إليكم نيابة عن 13 مليون فلسطيني للدعوة إلى سلام عادل. هذا كل شيء. أتيت إليكم اليوم لتأكيد الموقف الفلسطيني الذي يرفض الاقتراح الإسرائيلي-الأمريكي". وأوضح أن رفض هذه الخطة يأتي نتيجة ما تضمنته من خطوات أحادية ومخالفتها للشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وأضاف "تلغي الخطة شرعية الحقوق الفلسطينية وحقوقنا في تقرير المصير والحرية والاستقلال في دولتنا. وتضفي الشرعية على ما هو غير قانوني: المستوطنات ومصادرة الأرض، وضم الأراضي الفلسطينية". وقال "أود تأكيد أن هذه الخطة أو أي جزء من هذه الخطة يجب ألا يعتبر مرجعا دوليا للمفاوضات. هذه خطة استباقية أمريكية-إسرائيلية من أجل وضع حد لقضية فلسطين. لقد تم رفضها لأنها تعتبر أن القدس الشرقية لم تعد تحت سيادة دولة فلسطين. هذا فقط يكفي بالنسبة لنا لرفض هذه الخطة". وحذر عباس من أن الخطة ستضع حدا لقضية اللاجئين الفلسطينيين. ستنهي كل أساس لخطة سلام، قائلا إن هذا يعني رفض جميع الاتفاقات والالتزامات لإقامة دولتين على طول حدود ما قبل 1967. وتابع "هذه الخطة لن تجلب السلام أو الاستقرار إلى المنطقة. وبالتالي، لن نقبلها وسنواجه تنفيذها على الأرض". وقال عباس وهو يشير إلى نسخة من خريطة حل الدولتين المقترحة من قبل الولايات المتحدة لإسرائيل وفلسطين، إنها تبدو كأنها قطعة من "الجبن السويسري"، الذي يحتوي على ثقوب كبيرة. وقال عباس "هذا هو ملخص المشروع الذي قدم لنا. هذه هي الدولة التي سيقدمونها إلينا. إنها مثل الجبن السويسري بالفعل". وتساءل "من يقبل منكم أن تكون دولته هكذا؟" وأضاف عباس أن الخطة الأمريكية تتضمن ترسيخ الاحتلال والضم بالقوة العسكرية وتقوية "نظام الفصل العنصري". "هذه الخطة تكافئ الاحتلال، بدلا من محاكمته على جميع الجرائم التي ارتكبها ضد شعبنا وأرضنا". وتابع عباس "في هذا الوقت العصيب وقبل فوات الأوان أود أن أقول للرئيس الأمريكي السيد دونالد ترامب إن الخطة الأمريكية المقترحة لا يمكن أن تحقق السلام والأمن لأنها ألغت الشرعية الدولية." وتساءل "من يمكنه إلغاء الشرعية الدولية، من يمكنه إلغاؤها؟ لقد فعل الرئيس ترامب ذلك. إنها تلغي جميع قرارات الشرعية الدولية. إنها تلغي جميع حقوق الشعب الفلسطيني. بل إنها حتى قررت أن القدس الشرقية لم تعد جزءا من السيادة الفلسطينية. هذا لا يلبي تطلعات حل الدولتين". وقال "أتمنى أن يكون الرئيس دونالد ترامب عادلا ويدعم تنفيذ قرارات الشرعية الدولية حتى نتمكن من الحصول على فرصة حقيقية للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، محذرا "إذا فرضتم السلام، فلن يدوم". وقال عباس إن الفلسطينيين يؤمنون بالديمقراطية ويرفضون العنف والإرهاب: "لن نلجأ إلى العنف أو الإرهاب، بغض النظر عن مدى قوة الهجوم ضدنا. نحن نؤمن بالسلام. نؤمن بمكافحة العنف، وبالتالي لن نلجأ إلى العنف". وشدد على أن الفلسطينيين ليسوا ضد الشعب اليهودي. "كفاحنا ليس مع اليهود. كفاحنا وقتالنا ضد أي شخص يهاجم أرضنا. ندعو إلى وضع حد للاحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية. شعبنا لن يستسلم". وقال إنه مستعد لبدء مفاوضات مع إسرائيل إذا وجد شريكا حقيقيا لصنع السلام في إسرائيل. وأردف "في هذه اللحظة التاريخية، أود أن أمد يدي من أجل السلام مرة أخرى أمامكم قبل أن نضيع هذه الفرصة الأخيرة. وآمل أن أجد شريكا حقيقيا في إسرائيل. كل من يؤمن بالسلام في إسرائيل مرحب به للانضمام إلينا لخلق سلام حقيقي". وأكد استعداده لإجراء مفاوضات تحت رعاية اللجنة الرباعية الدولية (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) وعلى أساس المعايير المتفق عليها دوليا، داعيا المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل. وطالب عباس العالم بالحرص على أمل الشعب الفلسطيني، قائلا "لقد جئت إلى هنا لإنقاذ هذا الأمل". وعقد اجتماع مجلس الأمن بطلب من تونس وإندونيسيا بعد أن كشف ترامب في 28 يناير عن خطة سلام مثيرة للجدل في الشرق الأوسط، تدعو إلى حل الدولتين مع الاعتراف بالقدس كـ"عاصمة غير مقسمة" لإسرائيل. وقوبلت الخطة في التو برفض من فلسطين والعالم العربي ودول أخرى في جميع أنحاء العالم. وقبل اجتماع الثلاثاء، قالت أعضاء الاتحاد الأوروبي الأربعة في المجلس-- بلجيكا وإستونيا وفرنسا وألمانيا-- بالإضافة إلى بولندا التي غادرت المجلس للتو، في بيان مشترك إن الخطة الأمريكية " خرجت عن المعايير المتفق عليها دوليا".
مشاركة :