قال الباحث والناقد مدحت صفوت: إن التيارات الدينية وكثيرين من التنويريين العرب، يتفقون في شعار «لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح أولها»، وإن بدا نفور تنويري من العبارة السلفية، لكنه يظل نفورًا خطابيًا لا أكثر، وتنخرط الممارسة في تحكيم التراث على الواقع الراهن، واعتبار الأول أصلًا، ما يعني أن أغلب التنويرين «سلفيون» في نظرتهم للتراث.وتابع:"إن مساحات الاختلاف بين الدينيين والتنويرين تكاد تنحصر في تحديد أيّ جزء من التراث الذي يجب استدعاؤه، فالخلاف جزئي وليس جذريًا".وأوضح مؤلف كتاب «السلطة والمصلحة»: "أن العودة إلى الماضي للحصول على صك المشروعية، خطوة مربكة يلجأ إليها التنويريون العرب، في مسار السير نحو الأمام تتراجع الرؤى التنويرية خطوة للوراء، تبحث عن أب شرعي للخطاب الوافد، عن جذر يمكن من خلاله تمرير المنتج الجديد، قناع يمرر من خلاله التنويري خطابه "الغريب" عن السياق السائد، استحضار صوت ماضوي يحمل عبء تحقيق النهضة المرجوة.".جاء ذلك خلال ندوة «المسكوت عنه عند ابن رشد» التي عقدت بصالون حركة علمانيون الثقافي.
مشاركة :