خالد جمال يكتب: تعاطف مع الطيار أم كراهية في محمد رمضان؟

  • 2/13/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة كبيرة من التعاطف مع الطيار المفصول بعد أزمته مع محمد رمضان، حتى أن الفنان اضطر أمس لحذف فيديو من على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بعد هجوم متابعيه، ودفاعهم عن الطيار.ويبدو للوهلة الأولى أن الناس تتعاطف مع الطيار الذي تم فصله من عمله بسبب محمد رمضان، لأسباب إنسانية بحتة، كرجل فقد أكل عيشه، ولكن المؤكد أن ارتباط اسم محمد رمضان بهذه القضية منحها مزيدا من الاهتمام والإثارة، بوصفه واحدا من أكثر الفنانين المثيرين للجدل على الساحة اليوم.أغرب ما في هذا التعاطف أن أحدا من رواد السوشيال ميديا لم يهاجم الطيار، أو يشير إلى خطأه الكارثي بالسماح بتواجد أحد ركاب الطائرة، حتى لو كان من المشاهير، بجواره على كرسي مساعد قائد الطائرة، بل وأن يلامس ويستخدم أجهزة القيادة والطائرة في الجو، وهو أمر يعلم علم اليقين أنه مخالف لكل قواعد السلامة والأمان على الطائرات.البعض من رواد السوشيال ميديا يتعامل مع محمد رمضان كخبير في قواعد الطيران، وعلى دراية بهذه المخالفات والقواعد، أكثر من الطيار نفسه، في واحدة من أغرب حالات التعاطف مع المخطئ الحقيقي وهو الطيار، حتى أن البعض يطالب الفنان بإعطائه ملايين لتعويضه، مع الهجوم في نفس الوقت على محمد رمضان، لأسباب تتعلق بأعماله الفنية وحفلاته الغنائية وربما بعض تعليقاته عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي.المثير في الأمر أن كارهي محمد رمضان يأخذون عليه نشر الصور التي التقطها في الطائرة، دون تنفيذ رجاء الطيار بالامتناع  عن نشرها، دون أن يشير أي منهم إلى أن الطيار نفسه، الذي يقدمونه في شخصية الضحية، رغم علمه بخطأه، واعترافه به، فضلا عن محاولته إخفاء الخطأ بطلب عدم نشر الصور.يتعاطف الناس كثيرا مع فكرة قطع العيش، عن أي إنسان، ولكننا هنا إزاء قائد طائرة، ورواتب هؤلاء قد تصل إلى مائة أو مائتي ألف جنيه شهريا، وربما أكثر حسبما أكدت لي إحدى الزميلات، من الصحفيات المراسلات في المطارات، وإذا صدقنا كلام محمد رمضان، في الفيديو المحذوف، بخصوص طلب محامي الطيار 9 ملايين جنيه في الـ3 سنوات الباقية على معاش الطيار كتعويض مادي، فإن هذا قد يؤشر على رواتب قائدي الطائرات، والتي تجعل فكرة "أكل العيش" مستبعدة إن لم تكن كوميدية.لا جدال في خطأ الطيار بشكل جسيم، خطأ استدعى اتخاذ قرار بفصله ومنعه من قيادة الطائرات مدى الحياة، وهو عقاب شديد، بسبب جرم الخطأ، الذي لو حدث في أوروبا مثلا، لفُصل الرجل أيضا، لكنه لم يكن ليلقى الدعم من أي مواطن أوروبي، يعلم قيمة الروح، وقيمة الإنسان، ولا يتهاون في أي أخطاء من هذا النوع، قد تعرض حياة الناس للخطر، عكس ما يحدث في مصر من تعاطف ليس له أي مبرر إلا مبرر واحد، وهو كراهية محمد رمضان.يتحمل محمد رمضان جزءا من كراهية الناس له، ولكنه - في رأيي - لا يتحمل أي خطأ في موضوع الطيار المفصول، والخطأ كله يقع على الأخير كقائد للطائرة وملم إلماما تاما بكل قواعد السلامة.الجزء الذي يتحمله محمد رمضان يتمثل في مواصلة استفزاز الناس، وآخرها في الفيديو الذي نشره اليوم للسخرية من هذه الأزمة، وقبله الفيديو الذي نشره أمس قبل أن يقوم بحذفه لاحقا، بعد شعوره برفض أغلبية متابعيه لما كتب، وهي فيديوهات تستفز بعض كارهيه، المستفزين أصلا من بعض أعماله الفنية، التي ترفع في بعض الأحيان شعار البلطجة والعنف، وأضيف إليها غناءه اللايف عاري الصدر، لذا فإن كارهيه يتعاطفون مع الطيار، ليس لأنه يستحق التعاطف، بل كراهية في محمد رمضان، الذي ورغم نجوميته الكاسحة لم يستطع أن يكسب قلوب الجميع، وهي المنطقة التي أعتقد أنه يجب على محمد رمضان أن يفكر فيها كثيرا.فهل يفعل؟

مشاركة :