أحمد سلام يكتب: بمناسبة عيد الحب !

  • 2/13/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في كل عام عشية عيد الحب المحتفي به بمصر بصورة هستيرية  أتوقف دائما عند مشهدين متناقضين في موضع واحد .تهافت علي بائعي القلوب الحمراء والهدايا تزامنا مع زحام علي منافذ بيع اللحوم الحكومية وشتان واليقين أن من هروعوا لأجل اللحوم المدعمة أصدق حديثا لأنهم ينشدون مايقيم الأود في ظل أن معضلة المصريين في أيامنًا هي ستر البطون . !الفئة العمرية التي تتهافت علي شراء الدباديب في مقتبل العُمر والدنيا لم تزل أمامهم وردية وبالأحري سوف يتغير الأمر لامحالة فبعد سنوات سوف تتغير وجهتهم لمنافذ اللحوم المُدعمة بعد أن تتبخرأيام الغرام الوردية . !يقينا لايحتاج الحب إلي عيد ليتذكره البشر بقدر مايحتاج إلي تذكير بأنه من كثرة شرور البشر إلي إندثار قد يصل للفناء.!أحاديث عيد الحب في زماننا تجارية بحتة في أيام ما قبل 14 فبراير من كل عام وهو اليوم الذي يحتفي فيه العالم بعيد الحب أو عيد الفالانتين تخليدا للقديس "فالنتين "الذي عضد المحبين علي ترجمة الحب إلي تلاقي بلاقيود في زمان حُرم فيه التلاقي علي المحبين بحسب القصة الشهيرة التي علي أثرها إحتفل العالم بعيد الحب.بمناسبة عيد الحب تخفيضات تعلن عنها المتاجر تبدأ من الدباديب والقلوب الحمراء التي أضحت أيقونة المناسبة و تمتد لتشمل الملابس ووصلت للأجهزة الكهربائية .!فعلها القديس فالنتين هو قديس من القرن الثالث الميلادي في زمن الإمبراطورية الرومانية بحسب الرواية الشهيرة معضدا للمحبين ليلقي مايكره  وقد إنتهي الأمر بإعدامه  وقد حِيل وقتها بين المحبين وإكمال مسيرة الحب إلي النهاية الطبيعية نأيًا عن آلام البعاد. الحب المحتفي به من أكثرية المصريين بحسب المشاهد السنوية المألوفة للناظرين ايكمن في القلوب ويُستمد من الأخلاق وفهم صحيح الدين ليكون سلوكًا في التعامل وليس أحاديثًا وردية في أماكن قصية تحت جُنح الظلام . !لحب يكمن في القلوب التي تعي معناه فإن لم تشعر به كلت ونال منها السقم لتفقد الإحساس بمقومات الحياة ومن هنا يستمر الشقاء لمن جفي وحاد عن الطريق القويم مُتخذا الغلظة نهجًا ومن هنا لاموضع له في قلوب البشر.ليس إذا للحب عيد وما يحدث نقلا عن القديس فالنتين  بمثابة خروج عن المألوف بمايُجافي طباعنا كشرقيين .!مُجمل القول أن في سبيل الإيمان سكينة وطمأنينة ينعكس أثرها علي سمات البشر, ويبقي الحب  بمفهومه الأعم عاطفة نبيلة لمن يُدركون قيمته, وتبقي الدنيا موحشة مادامت الغلظة هي العنوان .إستطلاع" هلال" عيد الحب شاغل البشر والمبتغي أن يستمر بمفهومه الأوسع ولا يفارق بمثل مانري في مشهد بحق أليم علي نحو يستمر فيه الدعاء بأن يعود الحب لينعكس علي سلوكيات البشر في زمن أضحت فيه القلوب أكثر غلظة من الحجر . !

مشاركة :