يبدو أن إيران متخوفة من أن يطل شبح الاحتجاجات من جديد ويلقي بظلاله على البلاد. فقد حذر رئيس منظمة الاستخبارات في الحرس الثوري حسين طائب، المتظاهرين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة غير مباشرة من التحشيد أو الدعوة لاحتجاجات عبر مواقع التواصل، موحيًا بأنهم تحت المراقبة.وهدد في كلمة ألقاها أمس المتظاهرين بمواجهات أمنية عنيفة، قائلاً: «ليعلم الغربيون ووكلاؤهم داخل البلاد أننا لن نظل نراقب فتنهم، إذا كانوا يبحثون عن الفوضى، فيجب علیهم الاستعداد لتلقي ضربات قویة من الجهاز الأمني». بالإضافة إلى المتظاهرين، هدد رئيس جهاز الاستخبارات بالحرس الثوري، نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً: «بمهاراتنا وأدوات الاستخبارات المتطورة، وجدنا إشرافًا على بناء الشبكات، وتغلغلاً من العدو في الفضاء الافتراضي»، في إشارة إلى مراقبة مواقع التواصل، بحسب ما أفادت الأربعاء شبكة إيران إنترناشونال.يأتي هذا التهديد في الوقت الذي قام فيه عملاء استخبارات الحرس الثوري الإيراني خلال الأسبوعين الماضيين بمداهمة أكثر من 10 منازل للصحافيين، وبعد تفتیشها، صادروا أجهزة الاتصالات، بما في ذلك الهواتف، وأجهزة (اللاب توب)، والكمبيوتر.يذكر أن احتجاجات عارمة انطلقت بمعظم المحافظات الإيرانية في نوفمبر الماضي احتجاجًا على قرار الحكومة رفع أسعار البنزين. وامتدت الاحتجاجات إلى 100 مدينة وبلدة وتحولت سريعًا إلى مطالب سياسية شملت دعوة كبار المسؤولين للتنحي. وقد سارعت إيران وقتها إلى قطع الإنترنت، حيث اعتبر مستشار قائد الحرس الثوري علي بلالي، أنه لولا قطع الإنترنت لعمّت الاضطرابات في البلاد.إلى ذلك تستمر الحكومة الإيرانية في التهرب من تحمل مسؤولية قتلى وجرحى احتجاجات نوفمبر الماضي التي راح ضحيتها، بحسب المنظمات الدولية، أكثر من 1500 قتيل.
مشاركة :