أعلنت اللجنة المُنظمة لمؤتمر برشلونة العالمي للهواتف، أحد أكبر الأحداث السنوية في صناعة التكنولوجيا، إلغائه، بسبب تفشي فيروس كورونا. ويأتي هذا الإعلان بعدما أعلنت أكثر من 10 شركات تقنية كبرى عدم حضورها الحدث، وذلك في ضوء استمرار خطر انتشار المرض المُميت. وقالت اللجنة المُنظمة للمؤتمر، في بيان، الأربعاء، إنه “مع الأخذ في الاعتبار البيئة الآمنة والصحية في برشلونة والبلد المضيف”، فإنه تم إلغاء الفعالية، لأن القلق العالمي بشأن تفشي فيروس كورونا وقلق السفر والظروف الأخرى تجعل من المستحيل انعقاد الحدث. وكان من المقرر تنظيم المؤتمر العالمي للهواتف في برشلونة في الفترة من 24 إلى 27 فبراير/شباط الجاري. وعادة ما يستقطب الحدث عادةً أكثر من 100 ألف مشارك وأكثر من 2400 شركة، بما في ذلك أكبر اللاعبين في قطاع التكنولوجيا، الذين يستغلونه في إطلاق منتجات جديدة وعرض أحدث ابتكاراتهم. وقبل أيام قالت اللجنة المنظمة للمؤتمر إنها ستمضي قدمًا في تنظيمه، لكن بحلول الأربعاء، أعلن عدد كبير من شركات التقنية تراجعهم عن الحضور، بما في ذلك أمازون وإريكسون وسنوي وإنتل وإل جي، وآخرين. وكانت نوكيا آخر شركة تنسحب من أكبر حدث في العالم للهواتف المحمولة، قائلة إنها اتخذت “قرارًا حكيماً” بإلغاء مشاركتها بدلاً من تعريض موظفيها لخطر فيروس كورونا. وأدى تفشي المرض بالفعل إلى إلغاء أو تغيير أو تأجيل عدد من الأحداث في آسيا. على سبيل المثال، تم تأجيل سباق الفورمولا 1 المُقرر في 19 أبريل/نيسان في شنغهاي بالصين. وتنعكس أوضاع فيروس كورونا في الصين بشكل مباشر على صناعة التكنولوجيا، لأن التصنيع في هذا القطاع يتركز إلى حد كبير في المنطقة. وتعتمد العديد من منشآت الإنتاج على العمال المدربين تدريباً عالياً والبنية التحتية الحيوية التي لا يمكن نقلها بسهولة إلى بلد آخر. وجاء إلغاء المؤتمر العالمي للهواتف في وقت تستعد فيه دول العالم لطرح تقنية الجيل الخامس اللاسلكية، وسط جدل حاد حول الدور الذي يجب أن تلعبه شركة هواوي في بناء شبكات 5G. وتمارس الولايات المتحدة ضغوطًا على حلفائها لعدم الاعتماد على شركة كمورد لهذه التقنية، بسبب مخاوف من خطورتها على الأمن القومي؛ وهو ما تنفيه هواوي. وتعد شركتا إريكسون ونوكيا من أكبر منافسي هواوي العالميين في 5G، وكان المؤتمر الذي عقد في برشلونة فرصة مهمة للترويج لمنتجاتها.
مشاركة :