تاييوان 12 فبراير 2020 (شينخوا) وسط الجهود الحثيثة التي يبذلها الصينيون لمكافحة وباء فيروس كورونا الجديد، قام كثير من الطلاب الأجانب الدارسين في الصين بالتعبير عن وقوفهم إلى جانب الشعب الصيني، واثقين بأن الصين ستتغلب على الوباء في نهاية المطاف. وقال طالب الدكتوراه الليبي والد يحيى، الذي يدرس في جامعة تاييوان للتكنولوجيا في مقاطعة شانشي بشمالي الصين، إن "مدينة ووهان هي مدينة البطولة وأريد أن أذهب لزيارتها بعد القضاء على الوباء لمعرفة القصص العظيمة هناك". وتعتبر مدينة ووهان مركزا لتفشي فيروس كورونا الجديد، حيث يبذل عشرات الآلاف من أفراد الطواقم الطبية الصينية والمقيمين فيها أقصى جهودهم لمكافحة الفيروس. وشأنه شأن والد يحيى، يتابع الطالب الباكستاني محمد وليد بن ظفر، الذي يدرس في جامعة شانشي للطب الصيني، أحدث تطورات مكافحة الوباء في الصين. وقال محمد "إنني لم أشاهد هذا التحرك القوي مثلما هو في الصين من قبل"، حيث يجري توجيه المساعدات والدعم من كل أنحاء البلاد الى ووهان بسرعة، وتم بناء مستشفى خلال عشرة أيام فقط، مضيفا: "إنني أعتقد أنه ليس هناك أي تحد يمكنه أن يقهر الشعب الصيني!" ومن جانبه، اطلع الطالب الأفغاني شداب عبدالله السامر الذي يدرس في جامعة تاييوان للتكنولوجيا، على كثير من القصص المؤثرة حول مكافحة الوباء خلال هذه الفترة الخاصة، قائلا إن "الكثير من الملائكة ذات الثياب الأبيض (في إشارة إلى الموظفين الطبيين) يعملون لأكثر من 30 ساعة دون استراحة، كما أن الجمهور يتعاون مع الحكومات بالبقاء في البيت لتجنب تفشي الفيروس...... وكل هذه الأحداث تجعلني أثق بأن الصين ستتغلب على الوباء". وأوضح أن الكثير من الناس في دول أخرى يولون اهتماما كبيرا إزاء وضع وباء فيروس كورونا الجديد في الصين، مضيفا أن "أصدقائي في أفغانستان وتركيا يبادرون إلى التبرع بالمواد إلى الصين". وفضلا عن متابعة تطورات الوباء، يعمل هؤلاء الطلاب الأجانب على التعرف على الاجراءات ذات الصلة بمكافحة الفيروس وترتيب حياتهم اليومية وبرامجهم الدراسية بالتعاون مع الجامعات. وقال بن ظفر إن حياته اليومية طبيعية ولم تتأثر كثيرا بالوباء على الرغم من قيام الجامعة بإغلاق حرمها، مضيفا "يمكنني أن أستغل وقتا أطول لتقوية نقاط ضعفي الدراسية". واستطرد قائلا إنه يقوم بالاتصال بعائلته كل مساء عبر تطبيقات مكالمات الفيديو ليطمئنها. ووضعت الكثير من الجامعات الصينية خطط عمل في ظل الوباء وحددت موظفين معنيين بترتيب الأعمال المتعلقة بالطلاب الأجانب، حيث تقدم الجامعات للطلاب الأجانب أدوات لقياس درجة حرارة الجسم ومطهرات، بينما قامت بعض الجامعات الأخرى بإغلاق حرم الجامعة من أجل ضمان سلامتهم. وقال عبدالله السامر إنهم يقومون بقياس درجة حرارة الجسم مرتين كل يوم وهناك أشخاص مخصصون لتنظيف غرفهم، كما أن المعلمين يحافظون على الاتصال بهم عبر تطبيق الرسائل الفورية "ويتشات"، موضحا أن مثل اجراءات الرعاية المتكاملة هذه تجعله يشعر بالأمان. وبدوره، قال تشاو قوه جيون، أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني في كلية تبادل التعليم الدولي التابعة لجامعة تاييوان للتكنولوجيا، إن الكلية تشتري إمدادات للطلاب الأجانب كل يومين وتقدمها لهم من أجل ضمان معيشتهم اليومية، فضلا عن توفير خدمات الاستشارة النفسية بهدف مساعدتهم على قضاء هذه الفترة الخاصة بسلام. وقال عبدالله السامر انه يركز الآن على إعداد أطروحته التي من المقرر مناقشتها في شهر يونيو القادم، مضيفا أن الكلية رتبت برامج دراسية متعلقة بامتحان مستوى اللغة الصينية على شبكة الانترنت وكلفت طلاب الماجستير الأجانب الممتازين بتقديم إرشادات للآخرين من أجل ضمان دراستهم. وقال "انني الآن آمن ويمكنني المغادرة في أي وقت إذا كنت أريد أن أعود إلى بلدي. وقد نشرت ما حدث هنا على وسائل التواصل الاجتماعي حتى يتمكن المزيد من الناس حول العالم من سماع الصوت الحقيقي". كما أعربت الطالبة النيجيرية أغبا تشينازا فرانسيس، التي تدرس تخصص الحاسب الآلي في جامعة شانشي، عن ثقتها بقدرة الصين على القضاء على الوباء وتجاوز هذه الفترة الصعبة. وقالت ان أمها كانت قلقة عليها كثيرا في بداية تفشي الوباء وكانت تتصل بها هاتفيا ثلاث مرات كل يوم لحثها على العودة، ولكنها أعربت عن رغبتها في عدم العودة، موضحة "إنني عرفتها على الكثير من الاجراءات التي تتخذها الجامعة لحماية صحتنا عبر مكالمات الفيديو وأنا الآن آمنة ولا أريد العودة". وتابعت أنها تستطيع اكمال برامجها الدراسية في غرفتها واجراء تمارين اللياقة البدنية في الصالة الرياضية، وأن حياتها منتظمة كل يوم. وأظهرت بيانات صادرة عن مديرية مقاطعة شانشي للتعليم أن هناك 748 طالبا أجنبيا في المقاطعة حتى يوم 5 فبراير، وغادر 22 منهم فقط في اليوم نفسه. وقال هان روي يونغ، مدير مكتب التعاون والتبادل الدوليين للمديرية "إننا نولي اهتماما كبيرا بكل طالب أجنبي ونعرف مكان كل منهم، وطالبنا الجامعات باتخاذ اجراءات متكاملة لمواجهة الوباء منذ يوم 21 يناير الماضي لكي نضمن أن يعيش الطلاب الأجانب ويدرسوا بشكل آمن وسعيد".
مشاركة :