أسوان، مصر 12 فبراير 2020 (شينخوا) أكد السيناريست المصري محمد عبد الخالق رئيس ومؤسس مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، على تميز المهرجان بانحيازه لقضايا المرأة، ويساهم في انتاج سينما نسوية. ويقام المهرجان، بمدينة أسوان أقصى جنوب مصر، في الفترة من 10 إلى 15 فبراير الجاري، تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية، ويضم ما يزيد على 50 فيلما من حوالي 35 دولة، حيث تم اختيار 31 منها للمشاركة في المسابقات الرسمية للأفلام الطويلة والقصيرة. وقال عبد الخالق لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن هذا المهرجان يعتمد على أربعة أركان رئيسية ، ويتمثل الأول منها في برامج الأفلام. وأضاف أن الأفلام المشاركة تناقش قضايا المرأة حتى وإن كان المخرج رجل، مؤكدا الانحياز للقضية وليس للعنصر، وأنه لو كانت هناك بعض الأفلام من إخراج نساء ولكنها تتبنى وجهات نظر مضادة للمرأة فإن المهرجان لن يعيرها اهتماما. ولفت إلى أن الجديد في مهرجان الأفلام لهذا العام، أنه "أصبح لدينا القدرة على أن نعرض خلاله ثلاثة أفلام ترشيح أوسكار، وهذا ما لم تكن لدينا القدرة عليه من قبل". وأوضح رئيس المهرجان، أن الركن الثاني للمهرجان يتمثل في "منتدى نوت لقضايا المرأة" مؤكدا أهميته الكبرى ، حيث أنه يجتذب بعض الأنشطة في المنطقة العربية والعالم حول حقوق المرأة وقضاياها. وأشار إلى أن هذا المنتدى يشهد زخما وتفاعلا كبيرا خاصة مع نساء أسوان، وهو يعقد بحضور نسائي من أسوان وغيرها وينتهي بتكريم عدد من السيدات لإثرائهن المجتمع النسائي. وتابع أن الركن الثالث للمهرجان وهو الخاص ببرنامج الورش، الذي بدأ في الدورة الأولى بنحو 70 متدربة ومتدرب، أغلبهم من البنات، وفي هذه الدورة يشارك بالورش 210 متدربة ومتدرب في ست ورش للتدريب على انتاج وتنفيذ الأفلام المعبرة عن قضايا المرأة وهمومها. ونوه إلى أنه من نتاج هذه الورش التي عقدت في الدورات السابقة انتاج شباب أسوان لأفلام روائية قصيرة، مشددا أنهم لم يتدربوا على السينما إلا من خلال ورش المهرجان. وتم خلال المهرجان مشاركة ثلاثة أفلام تسجيلية من انتاج وتنفيذ المتدربين في ورش المهرجان لأفلام المرأة بمهرجان الإسماعيلية بدورة العام الماضي بعد اجتيازها لجان المشاهدة، بحسب السيناريست محمد عبدالخالق. وأضاف أنه " لأول مرة هذا العام ينتج وينفذ من تدرب في الورش لأفلام روائية، وحاليا يتم التصوير في ستة مواقع بالشوارع في أسوان لانتاج ستة أفلام هي مشروعات ورش هذا العام. وأوضح أن هذه الأفلام يقوم بإخراجها نادين صليب المشرفة على برنامج الورش بالمهرجان والمخرجة هالة لطفي عضو لجنة تحكيم مهرجان برلين هذا العام وتقوم خلال المهرجان بتدريب شباب أسوان. وأكد أن الركن الرابع للمهرجان يتمثل في "صالون أبو سنبل للمنتجين"، وهو صالون سنوي ينظم هذا العام منتدى للتعليم والصناعة، يشارك فيه أساتذة الأكاديميات السينمائية، ونقاد السينما، وشباب السينمائيين والمنتجين، والطلبة. وقال عبدالخالق، "لدينا طموحات أكبر مما نحن عليه الأن على الرغم من النجاح الذي حققه المهرجان والتطور الكبير الذي يشهده خلال دوراته الأربع". ولفت إلى أن هناك تعاونا كبيرا مع الصين، موضحا أن دورات المهرجان شهدت مشاركة صينية متميزة ففي الدورة الأولى للمهرجان شاركت أفلام صينية، وكانت رئيسة لجنة التحكيم فيها من الصين، وفي الدورة الثانية كان لدينا أفلام صينية ومنتجين صينيين، وفي الدورة الثالثة شارك فيها روائي صيني وشاركت بطلة الفيلم بالحضور، ولكن هذه الدورة لم تشارك أفلام صينية بالمسابقة الرسمية. وأشار إلى أن السينما الصينية أصبحت الأن ذات حجم هائل، ويخطئ من لا يقترب من سوق الفيلم الصيني، لافتا إلى أن أرقام انتاج السينما الصينية جبارة وتحقق أرباحا هائلة. وتابع قائلا "نحن في مصر كان لدينا في الماضي سينما ضخمة ولكنها تعثرت بشكل كبير، وأعتقد أن جزءا كبيرا من حل أزمة السينما المصرية يوجد لدى الصين، فلابد علينا أن ننقل عن التجربة الصينية ونستفيد من خبراتهم في هذا المجال، ونتعلم ونتعامل معها". وأعرب عن اعتقاده بأن السينما المصرية عندما كان لها طابع نسائي انتاجا وبطولة ومحتوى، كانت السينما في قمتها، وعندما فقدت هذه البوصلة، حدث لها انحراف، وفقدت جمهورها الأسري، وأصبحت تبيع فقط للأطفال والمراهقين. وشدد رئيس ومؤسس مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة على أن عودة السينما المصرية لنسويتها من شأنه أن يعيدها لتألقها، موضحا أنه من هنا بدأت فكرة المهرجان بالتركيز والاهتمام بالمرأة وقضاياها. ويعرض المهرجان أفلاما من حوالي 35 دولة، منها أفلام "بعلم الوصول" و"القاهرة 678" من مصر، و"اليوم السابع" من إسبانيا، و"مواسم العطش" من المغرب، و"غريزة" من هولندا، و"الملا" من روسيا، و"بكاريته" من البرازيل، و"منزل أجا" وهو إنتاج مشترك بين كوسوفو وفرنسا وألبانيا وكرواتيا. وتضم مسابقة الأفلام الطويلة 11 فيلما، بينهم ثمانية أفلام روائية وفيلمان وثائقيان وفيلم رسوم متحركة لأول مرة في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، بينما تضم مسابقة الأفلام القصيرة 20 فيلما منها عشرة أفلام روائية وستة أفلام وثائقية وأربعة أفلام رسوم متحركة. وتشمل الأفلام المعروضة اثنين من الأفلام العالمية التي تعرض لأول مرة وثلاثة أفلام مرشحة لجوائز الأوسكار، أحدها الفيلم الوثائقي السوري "الكهف" الذي حصل بالفعل على تسع جوائز في مهرجانات مختلفة. وتضم لجان التحكيم في المسابقات المختلفة مجموعة من نجوم وصناع السينما من مصر وتونس ولبنان وسوريا وإيطاليا ورومانيا وهولندا والفلبين ونيجيريا.
مشاركة :