البشير يرغب في الحوار مع الغرب مع بداية فترته الرئاسية الجديدة

  • 6/3/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عبر الرئيس السوداني عمر حسن البشير اليوم الثلاثاء عن استعداده للحوار مع الدول الغربية في رسالة اتسمت بنبرة تصالحية غير معتادة من الزعيم الذي تطلب المحكمة الجنائية الدولية إلقاء القبض عليه في اتهامات بالإبادة الجماعية والذي تعاني بلاده من عقوبات اقتصادية منذ سنوات. وتحدث البشير (71 عاما) في مستهل ولايته الرئاسية التي يمتد بموجبها حكمه للبلاد والمستمر منذ ربع قرن ودعا الى الوحدة الوطنية بينما يواجه اكثر من حركة تمرد الى جانب تراجع عوائد النفط بعد انفصال جنوب السودان عام 2011. ويرزح السودان منذ فترة طويلة تحت ضغط مجموعة من عقوبات الأمم المتحدة والعقوبات الثنائية تشمل عقوبات من الولايات المتحدة. كما يواجه البشير اتهامات من المحكمة الجنائية الدولية بالتخطيط للإبادة الجماعية وغيرها من الفظائع أثناء حملته للقضاء على حركة تمرد في إقليم دارفور. ونفى البشير كل الاتهامات. وقال الرئيس السوداني في خطابه أمام البرلمان بعد مراسم أداء اليمين التي حضرها زعماء عرب وأفارقة "سيسعى السودان بإذن الله وبقلب مفتوح لاستكمال الحوار مع الدول الغربية حتى تعود العلاقات إلى وضعها الطبيعي مسترشدين في ذلك بالمؤشرات الإيجابية التي بدأت في الآونة الأخيرة وذلك تأكيدا لسياستنا المعلنة في إزالة كل العقبات كسبا لصداقة الجميع شعوبا وحكومات." وأضاف البشير أمام أعضاء البرلمان والزعماء الأفارقة وبينهم رئيس زيمبابوي روبرت موجابي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "سأكون رئيسا لكل السودانيين لمن صوت لنا ومن لم يصوت لنا ولمن شارك أو قاطع الانتخابات لأن هذا حقه." وقال احمد حسن الجاك أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة الخرطوم إن "حديث البشير اليوم عن رغبته فى بدء حوار من الغرب تتطلب بالضرورة تخليه عن رؤيته القديمة التى جلبت له عداء الغرب لان الدول الغربية مواقفها ثابتة من القضايا محل الخلاف والتى ترتبط بضروة احترام نظام البشير لحقوق الانسان والمواثيق الدولية ووقف الحروب فى دارفور وبقية أنحاء السودان واحداث تغيرات فى نظام الحكم لتحقيق العدالة." وفاز البشير في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أبريل نيسان الماضي ونال 94 في المئة من الأصوات. وهذه الانتخابات هي الأولى التي تجرى منذ انفصال الجنوب عام 2011 لكن معظم أحزاب المعارضة قاطعتها. وحصل حزب المؤتمر الذي يرأسه على 323 مقعدا في البرلمان من جملة 426. وتعتبر شخصيات من المعارضة السودانية أن استمرار حكم البشير يتسبب في تفاقم العزلة التي تفرضها المؤسسات المالية والسياسية الدولية. ويحظر على الشركات الأمريكية التعامل مع أكبر دولة أفريقية على الرغم من مسارعة الصين وغيرها من المستثمرين إلى ملء الفراغ. ودعا البشير - الذي يملك قاعدة تأييد واسعة في الجيش ومازال يتمتع بشعبية بين الكثير من قطاعات الشعب - الأحزاب المعارضة على للانضمام إلى "حوار وطني" وقال انه سيبدأ في الايام القليلة المقبلة. وقال البشير متحدثا عن الجماعات المسلحة "نجدد عفونا الكامل عن حملة السلاح الراغبين بصدق في العودة والمشاركة في الحوار." وواجه السودان تمردا في إقليم دارفور منذ عام 2003 وتمردا منفصلا في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان منذ انفصال جنوب السودان عام 2011. وفي كلمة أمام الالاف من السودانيين المهللين من على مسرح بالساحة الخضراء بوسط الخرطوم جدد البشير تأكيده على أن السودان يبدأ "مرحلة جديدة" ووعد بتحقيق الرخاء الاقتصادي. وقال "نعاهدكم أن نعمل معا لنخرج الاقتصاد السوداني من كبوته." وتنتقد الحكومات الغربية البشير بسبب الإجراءات التي يتخذها ضد وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والجماعات السياسية المعارضة. وكانت الولايات المتحدة قد وصفت نتيجة الانتخابات الرئاسية في أبريل نيسان بأنها لا "تعبر بصدق عن إرادة" السودانيين بسبب القيود على الحقوق والحريات السياسية. كما انتقد الاتحاد الأوروبي أيضا سير العملية الانتخابية الرئاسية.

مشاركة :