مسجد العنود... «دع عدوّك يدمّر نفسه» | مقالات

  • 6/3/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن حادثة تفجير مسجد العنود، على الأقل بالنسبة لي، مستنكراً أو مستبعداً، خاصة مع تفشي الفكر المتطرف بكافة أنواعه ودرجاته وتشعباته بين الكثيرين، ومع استمرار حالة اللا استقرار السياسي الداخلي والخارجي في الكثير من الدول، وهذا طبعا شجع على انتشار نوعية من المشايخ والعلماء، وبما أنزل الله بهم من سلطان، ممن يوزعون صكوك الرحمة والغفران ومفاتيح الجنة على المغفلين من المجاهدين. هذا الفكر المتطرف الذي يحظى برعاية مادية ومعنوية من جهات معلومة وأخرى غير ذلك أمام مرآنا ومسمعنا دون أن نستطيع أن نحرك ساكنا تجاهه. اطلعت على العديد من الصحف والخدمات الإخبارية العربية التي أدانت وشجبت هذه الحادثة، وكان جل تركيزها حث السلطات المعنية على كشف المتورطين الذين يقفون وراء هذه الجريمة النكراء، والمتسببين في نشر سموم التطرف في عقليات الشباب، حاولت شخصيا أن أبحث عن الشق الثاني من الموضوع وهو السبب، بعيداً عن شخوص المتورطين. دعونا نعود قليلا إلى الوراء لنتساءل، من شجع بعض الدول العربية على احتضان الأحزاب الدينية في محاولة لإيقاف المد الشيوعي ومحاولة صبغ الدين بالدولة؟، من الذي أنهى حكومة محمد مصدق الإيرانية المعادية للغرب؟، من ساهم في إسقاط نظام الشاه بعد أن كان كالدمية في يدها مما ساهم في خلق نظام يقوم على أساس الطائفة فقط؟، من الذي دعم المجاهدين في الشيشان في الحرب ضد روسيا وساهم بتزويدهم بالأسلحة والمدخرات ووفر لهم كافة السبل والإمكانيات ومكنهم حتى أضحى بعدها عدوهم الأول؟ من له المصلحة الكبرى في زرع النزاع الطائفي السني – الشيعي في المنطقة وإبعاد العين عن العدو الصهيوني؟، من المستفيد من الحروب وحالة اللا استقرار الذي تعيشه المنطقة؟، ومن المستفيد من بيع الأسلحة وعقد الاتفاقيات الأمنية واتفاقيات الحماية مع دول المنطقة؟، وبعد كل هذه الأسئلة وغيرها، لعلنا سنعرف ما السبب وسندرك أننا نواجه سياسة (دع عدوك يدمر نفسه)، فالمعطيات والأسباب باتت واضحة. لا شك أن التطرف خطر ووباء إن أصاب مجتمعاً، فسيضحى بعدها فتاتاً، ولنا في الدول المجاورة ممن عانت ويلات هذا الشقاق عبرة. لا أعتقد أننا نملك الكثير لنقوم به، ولكن قد نحتاج إلى توعية المجتمع بخصوص هذه الممارسات والأفعال، فإنما الدين النصيحة، وأن تشدد الأجهزة الأمنية رقابتها على الجهات المشبوهة، وأن يلعب شيوخ الدين دورهم في توجيه المسلمين بما يتوافق مع كتاب الله وسنة رسوله، لعلنا نستطيع أن نقضي على هذا المرض الفتاك. ختاما، أدعو الله عز وجل أن يتقبل شهداء المساجد بواسع رحمته وأذكر هؤلاء الإرهابيين الذين لا يمتون للدين بصلة بقوله تعالى: «ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم». Email: boadeeb@yahoo.com

مشاركة :