بغداد 3/4/1968 ص. ب 3095 عزيزي يوسف أرجو أن تعذرني قبل كل شيء. وأعرف أنك ستفعل. لم أكتب لأنني كنت طافياً في تيار، لا أعرف ماهيّته. لذلك، أعتذر. وكذلك لي عذر أخير هو أنني كنت طيلة هذه المدة، أكتب إليك رسائل في رأسي، محمومة، وأحياناً كنت أصل إلى عشر صفحات. كانت حقيقية أكثر من أن تُكتب. نعم، المبلغ وصلني. أشكرك. ومرة أخرى، أشكرك. لا يعرف أحد ولن يعرف، ما عناه لي ذلك المبلغ. والحق أنني يا أخي أشعر بذنب عدم كتابتي إليك، حتى لأشكرك، في طول هذه المدة. على أنني سأعوض ذلك كما أظن، وقد قررّت بصورة أكيدة أن أبعث اليك بين أسبوع وآخر بجميع ما اكتب: ذلك أنه ثبت لدي بأنْ ليس لي أصدقاء في أي مكان آخر غيركم. أعني انه من الطبيعي ان تكون طاقاتي موجهة بكليتها نحو «شعر» وبشكل أكثر إيجابية من السابق. وهذا هو الوضع الطبيعي بالنسبة إلي. وهكذا، بدءاً من هذه الرسالة، سأبعث إليك بكل شيء. وتجد طيّه أربع قصص. استطعت انه أبيّضها لأنها قصيرة جداً. ويمكنك أن تنشر اذا اردت «عن السجين والسحلية» في «شعر». لأنني أفضلها. أو، حسب رغبتك، أن تنشر معها أيضاً «قصة قصيرة» تحت عنوان: قصتان. بالرغم من أنني أعتقد ان هذه مبالغة. أما القصتان الأخريان فيمكنك نشرهما، مثلاً، في ملحق النهار والحسناء أو أي مكان آخر. والقصائد اليائسة من الشعر التي أبعث بها اليك، لا أدري ما ستفعل بها. احتفظ بها، أو أنشرها، «كيفك» والقصيدة الأخيرة «سردين ضوء القمر»، أرسلتها نثراً لأن عنوانها جيد. وهي رديئة تقريباً كباقي القصائد. سأكتب لك بعد أسبوع. تحياتي الحارة اليك ودمت للمخلص، سركون بولص.
مشاركة :