أبرز تقرير اقتصادي صدر حديثا عن وكالة "بلومبرج" الاقتصادية على صعود المملكة العربية السعودية كوجهة للشركات الناشئة في الشرق الأوسط، لدرجة جعلتها منافسا عاتيا لـ «دبي» التي كانت قبلة المستثمرين وأصحاب الشركات في المنطقة.فحتى وقت قريب ، كانت دبي المكان المناسب للشركات الناشئة في الشرق الأوسط دون منافس في المنطقة ذات المدينة الجذابة في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحظى بسمعة كمركز أعمال حر، حتى ان الشركات التي تركز على السوق السعودية الأكبر بكثير تتمركز في دبي. ووفقا لوكالة بلومبرج الامريكية، نجح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تغيير بوصلة المستثمرين إلى المملكة التي انفتحت للسائحين لأول مرة، وخففت القيود المفروضة على النساء بشكل كبير، وسمحت للسينما والزائرين بجذب انتباه الجمهور حفلات موسيقية ومشاهد رياضية.وتستعرض بلومبرج ما قاله رجل أعمال سعودي رأسمالي ورئيس مجلس إدارة نظام المدفوعات عبر الإنترنت، HyperPay، عبد الله التمامي، والذي يسعى حاليا لتأسيس أعمال تجارية في بلده الأصلي، قائلا: نرى اليوم، عملاقا نائما يستيقظ، أنا لا أستثمر في شركة الآن إقليمية لا تركز على المملكة العربية السعودية.وفي العام الماضي، خططت شركة نرويجية لإقامة مزرعة سمك السلمون بقيمة 90 مليون دولار في الولايات المتحدة. وقررت أن مقرها في المملكة العربية السعودية بدلا من ذلك، لما تشهده حاليا من تقدم نموًا مستقبليًا حيث تدفع الحكومة الأسماك كخيار صحي.ولاحظ مايكل بيج، رئيس وكالة توظيف دولية، طفرة في قطاع العقارات، إذ يرغب مديري الشركات التنفيذية إلى الانتقال إلى المملكة العربية السعودية حيث تقاد مشاريع لمدن جديدة بأكملها يمكن أن تتفوق على التطورات الهائلة في الإمارات وفقا لوكالة بلومبرج الأمريكية، مثل ناطحة سحاب برج خليفة، في دبي.وقال توم واتسون ، الشريك في مايكل بيج ميدل إيست: خلال الأشهر الثمانية عشرة الماضية، رأينا العديد من القادة البارزين في قطاع العقارات ينتقلون من جميع أنحاء العالم ويتطلعون إلى المشاركة في مشاريع جيجا.هذا هو الهدف الرئيسي لدبي - حجم السعودية الكبير. يبلغ عدد سكانها 34 مليون نسمة، ويبلغ عدد سكانها أكثر من ثلاثة أضعاف الإمارات العربية المتحدة، ما يجعلها أكبر سوق في الخليج إلى حد بعيد. وقد دفع انخفاض أسعار النفط وتراجع العقارات إلى إعادة النظر في قواعد الإقامة لتشجيع عدد كبير من المغتربين على البقاء في الأوقات الصعبة، المملكة العربية السعوديةوكانت المملكة العربية السعودية من بين الدول العشرة الأكثر تحسنًا في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال الصادر عن البنك الدولي لعام 2020 ، حيث سهلت إنشاء شركة والحصول على التصاريح والطاقة والائتمان وإنفاذ العقود. ويقول ستيفن هيرتوج، الأستاذ المشارك في كلية لندن للاقتصاد: "من المؤكد أن هناك قلقًا حيال انفتاح المملكة العربية السعودية كسوق للشركات الناشئة منافسا لـ دبي". ويضيف «لا أعتقد أن دبي ستفقد مكانتها كمحور رئيسي في المنطقة في أي وقت قريبًا حيث أنها في المقدمة»ويتابع «مع ذلك، من المرجح أن تنتقل الأعمال التي تركز على السعودية على الأقل إلى المملكة حيث أصبحت الحياة الاجتماعية والبيروقراطية أسهل هناك»
مشاركة :