أكد شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، خلال افتتاحه أمس، مرصد الأزهر أن المرصد ينطلق باللغات الأجنبية، ويعبر عن دور مصر والأزهر في نشر الإسلام الوسطي، ويتبنى قضايا الأمة الإسلامية، ونبذ كل أشكال التطرف والتفريط، خاصة في ضوء ما يشهده العالم من ثورة الاتصالات، وما يموج به من أحداث متسارعة تفرض على الأزهر مواكبة هذه التطورات والأحداث، التي تسيء للإسلام والمسلمين وخاصة تلك التي تأتي من بعض من ينتمون إلى الإسلام. كما طالب الطيب أحرار العالم بوقف إبادة مسلمي ميانمار. وأوضح أن المرصد يتيح للأزهر أن يتفاعل مع الأحداث معرفة وتحليلا وإجابة من خلال المعلومات، التي يقوم أعضاء المركز برصدها، كي يتعامل الأزهر بالشكل المناسب معها، لأن الأزهر حريص على تبني رؤى عصرية جديدة، ودفع كوادر شابة قادرة على التجاوب مع الثقافات والحضارات المختلفة، حيث يتطلع الأزهر لأن يكون هذا المرصد حصناً يحمي الأمة من خطر الاستقطاب للجماعات المنحرفة والرد على كل ما يسيء للإسلام في المواقع والصحف والمجلات، وإصدارات مراكز البحوث بقصد تشويه الإسلام والتخويف منه. وأشار إلى أن المرصد يضم عشرات الباحثين المتخصصين في اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والفارسية والإسبانية والأردية، بجانب اللغات الإفريقية وهي السواحيلية والهوسا والفولاني والأمهرية، ومن المقرر إضافة لغات أخرى لاحقاً. وأشار الطيب إلى أن المرصد يهدف إلى تعزيز الصورة الإيجابية للإسلام، ومكافحة الفكر الإرهابي والمتطرف، ودعم السلم المجتمعي من خلال تصحيح المفاهيم المغلوطة التي ترسخت في أذهان بعض الشباب مثل الجهاد والحاكمية والخلافة وغيرها، والمساهمة في مقاومة فكر الحركات الإرهابية والمتطرفة، المنسوبة زوراً إلى الإسلام، مثل داعش والجماعات الإسلامية الجهادية، وغيرها، والمساهمة في تصحيح مفاهيم بعض الحركات الفكرية السلمية، التي تهدف إلى التشكيك في ثوابت الدين الإسلامي مع العمل على رصد وتحليل كل ما ينشر عن الإسلام وتعزيز الصورة الإيجابية مع التعرف على مواقف واتجاهات الرأي العام العالمي تجاه مختلف القضايا التي تمس الإسلام وترسخ الوظيفة الثقافية والحضارية والاتصالية لمؤسسة الأزهر على الصعيدين الإقليمي والدولي، وإمداد مكاتب بعثات الأزهر الخارجية بجميع المواد الإعلامية والمعلوماتية، للاستعانة بها في تدعيم رسالتها ونشاطاتها المختلفة والتعاون مع بعض المراصد والجامعات والمراكز البحثية الدولية، التي تشترك مع المرصد في الأهداف وإنشاء موقع إلكتروني خاص بالمرصد للتعامل مع الأفكار الغريبة عن الإسلام، وكذا الرد على أسئلة الأجانب في أمور تتعلق بالإسلام والموضوعات الجدلية التي تحتاج إلى توضيح. ومن جانب آخر طالب مرصد فتاوى التكفير والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية الدول العربية والإسلامية بإدراك التحول الواضح في سياسة التنظيمات الإرهابية المتطرفة، والتي بدأت تستغل التجمعات الشعبية في دور العبادة لتقوم باستهدافها، وإصابة أكبر عدد من الأبرياء في صورة تكشف صراحة عن منهج تلك التنظيمات الإرهابية الدموي. وحذر المرصد من تغير منحنى العمليات الإرهابية الأخيرة، التي يتم تنفيذها أمام المساجد أو بداخلها سواء في المملكة العربية السعودية بمنطقتي القطيف والدمام، أم في غيرها. على صعيد آخر، طالب الطيب أحرار العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ المواطنين المسلمين بميانمار من الاضطهاد والتهجير، الذي يتعرضون له، داعياً إلى الضغط على سلطات ميانمار لوقف هذه الممارسات، التي تخالف جميع الأعراف الإنسانية والأديان السماوية. وأكد الطيب، خلال استقباله وفداً دينياً من ميانمار برئاسة المفتي الدكتور عبد السلام مينتين، أن ما يحدث بحق المسلمين الأبرياء في ميانمار وصمة عار في جبين الإنسانية، مطالباً دول العالم بتقديم مساعدات عاجلة لإغاثتهم، كما دعا دول الجوار بتحمل مسؤولياتها الإنسانية نحوهم، واستقبالهم في بلادها، وتوفير ملاذ آمن وحياة كريمة لهم.
مشاركة :