ويبدو أن البوليساريو لم تجد من سبيل للتشويش على الجهود التي يبذلها المغرب لإحداث نقلة نوعية في صحرائه من خلال حزمة مشاريع تنموية على طريق تحويل الأقاليم الجنوبية إلى قطب عالمي للاستثمار، إلا بافتعال ضجيج المراد منه في النهاية تعطيل مسار التنمية. ياستغلال حجة الفراغ الاممي الذي يبدو انه سينتهي قريبا بتعيين الوزير السلوفيني وبالتالي تهاوي دعاوي البوليساريو. ولم تكن مهمة العثور على خليفة لكوهلر مسألة سهلة بالنسبة الى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، فالعديد من المرشحين اما رفضوا قبول المهمة أو تم رفضهم من قبل أحد اطراف النزاع. ونجح كوهلر في جمع المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا على طاولة المفاوضات في سويسرا في كانون الأول/ديسمبر عام 2018، وايضا في آذار/مارس 2019، لكن لن يتم احراز أي تقدم. وتحتفظ الامم المتحدة ببعثة سلام في الصحراء المغربية تعرف باسم "مينورسو"، مهمتها مراقبة وقف إطلاق النار من خلال دوريات جوية وبرية. وخدم الدبلوماسي لايتشاك البالغ 56 عاما في مواقع عدة قبل تعيينه وزيرا لخارجية سلوفينيا، منها رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بين أيلول/سبتمبر 2017 وأيلول/سبتمبر 2018. وعام 2006 ساعد لايتشاك في تنظيم الاستفتاء على الاستقلال الذي أجراه الاتحاد الاوروبي في الجبل الاسود، قبل ان يعين ممثلا خاصا للتكتل الاوروبي في البوسنة. وتتمسك البوليساريو بمطلب تقرير المصير فيما اقترح المغرب حكما ذاتيا تحت سيادته وهو اقتراح لقي ترحيبا دوليا بوصفه حلا للأزمة وإنهاء للنزاع المستمر منذ عقود. وسبق لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن أوضح أن"الحكم الذاتي مطابق مائة بالمائة لمبدأ تقرير المصير وهذا الأخير لا يعني قطعا الاستفتاء أو الاستقلال وإنما يعني حلا في إطار الحكم الذاتي". وأكد كذلك أن "الشرعية موجودة في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية وليس فوق الأراضي الجزائرية لأن 80 بالمائة من ساكنة الصحراء توجد بأقاليمنا الصحراوية". ووحدة المملكة المغربية وسيادتها على كل شبر من أراضيها خط أحمر ومن الثوابت الوطنية غير قابلة للتفاوض أو المساومة.
مشاركة :