أعلنت هيئة دبي للثقافة والفنون في ختام الدورة الثامنة من معرض دبي الدولي للخط العربي الذي أقيم تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، خلال شهري إبريل ومايو الماضيين، أن المعرض حقق نجاحاً استثنائياً في دورته الثامنة مع استقطابه لما يزيد على 380 ألف زائر، بالتزامن مع بيع نحو 80% من لوحات الخط المشاركة في المعرض. تكريماً ودعماً للفنانين الإماراتيين المشاركين في المعرض، أعرب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم عن اهتمامه باقتناء الأعمال الفنية التي أبدعها هؤلاء الفنانون في خطوة سيكون لها أثر كبير في تعزيز تطور المشهد الثقافي والتراثي المزدهر في دبي. وقال عبدالرحمن العويس، وزير الصحة ورئيس مجلس إدارة الهيئة دبي: تلتزم دبي للثقافة برؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، نحو تعزيز الاهتمام باللغة العربية الفصحى وتوسعة نطاق استخدامها في شتى المجالات. وقد أسهم المعرض بدور جوهري في تسليط الضوء على غنى وجماليات فنون الخط العربي التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من موروثنا الوطني والثقافي العريق. وأضاف: يسرنا أن يحظى المعرض بهذا النجاح الكبير الذي تجلى في استقطابه لأعداد كبيرة من الزوار والمشاركين في مختلف الفعاليات التي تضمنها، والتي قدمت فرصة استثنائية للتعرف إلى فنون الخط العربي الكلاسيكية والحديثة على حد سواء، وأتاحت ورش العمل التي أقيمت على هامش المعرض للمشاركين معلومات قيّمة عن تاريخ وتطور وجماليات الخط العربي، بالإضافة إلى دور المعرض في تعزيز اهتمام جيل جديد من الفنانين والخطاطين للمضي قدماً في إبداع أعمال أصيلة تمثل احتفالية حقيقية بروعة وجمال اللغة العربية شكلاً ومضموناً. ومن جهته قال الخطاط الإماراتي خالد الجلاف رئيس جمعية الإمارات للخط العربي والزخرفة الإسلامية: يسرني أن أشهد القفزات النوعية التي تحققها دبي في تنظيم الفعاليات والمعارض الثقافية والفنية التي تشجع الشباب الإماراتي على عرض إبداعاتهم التي تعكس التراث الوطني الغني وتعزز موقع الإمارة كمدينة عربية عالمية تسهم في رسم ملامح المشهد الثقافي والفني في المنطقة والعالم. ولا يسعني في هذه المناسبة سوى التقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، على دعمه الكبير لهذا الحدث الرائد، وكل الشكر أيضاً إلى هيئة دبي للثقافة والفنون التي قدمت من خلال المعرض منصة حيوية للفنانين الإماراتيين للتعريف بمواهبهم أمام جمهور واسع. وتضمن المعرض مجموعة من مقتنيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي اشتملت على أعمال استثنائية تحفل بإبداعات فنون الخط العربي الحديث، كما أتيحت لزوار المعرض مشاهدة النسخة الأصلية لمصحف الملك الحسين بن طلال، والذي يحوي زخارف إسلامية بالنمط المملوكي، والذي تم عرضه بالتعاون مع وقفية طيبة لإحياء التراث الإسلامي في المملكة الأردنية الهاشمية. نجح المعرض في ترسيخ مكانته كأكبر المعارض المتخصصة بفنون الخط العربي وأكثرها تميزاً في دبي حتى اليوم، وشهد مشاركة أكثر من 50 خطاطاً قدموا أعمالاً كلاسيكية وحديثة، علاوة على استقطاب المعرض ل 500 شخص شاركوا في أكثر من 70 ورشة عمل قدمت معلومات موسّعة حول تاريخ هذا الفن العريق وأساليبه التعبيرية المتنوعة، ومضامينه التاريخية والاجتماعية العريقة. وهدفت هذه الورش إلى تعريف الزوار بهذا الفن البديع وأساليبه المتنوعة ومضامينه العميقة بالنسبة للمجتمع، كما سلطت الضوء على استخدامات الخط في التصاميم الحديثة و تطويعها للخروج عن نمطها التقليدي ليصبح هذا الفن قريب من الثقافات الفنية المعاصرة للمجتمعات العربية والإسلامية، ولضمان إيصاله لأكبر عدد من الثقافات العالمية مع المحافظة على جوهر أصالته الكلاسيكية. وشمل المعرض قسما متخصصا بفنون الخط الكلاسيكية، ضم أعمالا لأشهر الفنانين من أنحاء العالم كافة، إضافة إلى مجموعة فريدة من المقتنيات الخاصة بوزارة الثقافة، والعديد من المعروضات القيّمة التي تعود ملكيتها إلى نخبة من المقتنين البارزين المهتمين بهذا الفن في الإمارات، وهنالك أيضاً قسم فن الخط المعاصر والحديث الذي تتجلى فيه أنماط فنية جديدة لاستخدامات الخط العربي خارج نطاقه التقليدي، وقسم فن تقنية الخط الضوئي.
مشاركة :