لعبة شارلي.. خرافة تغزو المدارس والمنازل

  • 6/3/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتب- عبدالمجيد حمدي: انتشرت في الآونة الأخيرة على العديد من مواقع التواصل لعبة "شارلي" التي تعتمد على خدعة كبيرة من خلال الموجات الصوتية بعد نطق اسم تشارلي بالقرب من قلم موضوع على قلم آخر فوق ورقة مكتوب عليها نعم أم لا، ثم يطرح السؤال: "شارلي هل أنت هنا"؟ أو "شارلي، هل يمكننا اللعب"؟ ثم تبدأ الأقلام بالتحرك. اللعبة "الخدعة" استطاعت أن تغزو المدارس الابتدائية ورياض الأطفال خصوصا، وأصبحت عادة اجتماعية سلبية من سلبيات مواقع التواصل الإلكترونية التي تحتاج إلى الاهتمام الشديد بعملية انتقاء ما يخدم المجتمع بصفة عامة ولا يضر بثقافتنا وعادتنا، ويؤثر على مستقبل وثقافة أبنائنا. وانتقد أطباء علم النفس وتربويون وخبراء تحدثوا لـالراية تداول الآلاف للعبة على مواقع "تويتر" وواتس آب خصوصا، وأشاروا إلى أن المساهمة في انتشار هذه اللعبة والخرافات لا يخدم المجتمع على الإطلاق، بل ويساهم في خلق جيل غير واع يعتمد على الخرافة بدلا من العلم، ولا يكون لديه من الوازع الديني ما يمنعه من التمادي أو الجري وراء هذه الخرافات التي لا تمت للواقع بصلة. وأكدوا على ضرورة وجود رقابة صارمة من قبل المدارس وأولياء الأمور لوقف انتشار مثل هذه الخرافات والعمل على خلق جيل واع قائم على الفكر والعلم والبعد عن هذه الجهالات المنتشرة بين هذه الفئات الصغيرة، التي من المفترض أن تشكل جيلا متميزا للمستقبل. وأوضحوا أن لعبة شارلي هذه هي نوع من الوهم الذي اقتحم مدارسنا وبيوتنا، حيث تمكن " تشارلي" في أيام بسيطة من أن يصبح الأكثر شهرة بين فئات المجتمع، والشيء الأكثر إثارة أن الكبار أيضا يقومون بتجربة اللعبة لعل وعسى يرد عليهم الشبح "تشارلي". وأوضحوا أن التفسير المنطقي لتحرك القلم هو الموجات الصوتية الصادرة والجاذبية، خصوصاً أن القلمين لن يبقيا في مكانهما طوال الوقت بسبب شكل القلم الاسطواني، وإن أقل قدر من الهواء يصدر تجاه القلم قد يحرك تلك الأقلام، ولذلك لا يتحرك القلمان إلا بعد التحدث. هادي البريدي: دور هام للأسرة والمدارس في مواجهة الخزعبلات هادي البريدي مدير وصاحب ترخيص مدرسة علي بن جاسم بن محمد آل ثاني الثانوية المستقلة للبنين يرى إن هذه اللعبة هي مجرد خرافة وخزعبلات لا تمت للواقع بصلة، وتنتشر بشكل كبير في رياض الأطفال ومن المهم أن تقوم هذه الرياض والقائمون عليها بالرقابة الشديدة لوقف ممارستها بين الأطفال. ونحن مثلا من جانبنا في المدارس الثانوية نقوم بتوعية الطلاب بألا يقفوا مكتوفي الأيدي أمام انتشار مثل هذه الخرافات بل أن يعملوا على نشر الوعي بين إخوتهم الصغار وفي عائلاتهم وداخل الأسرة بأن مثل هذه الأمور ليس لها علاقة بالأرواح الشريرة أو الجن وأنها لا تمت للواقع بصلة على الإطلاق. وأوضح أن هناك تفسيرات منطقة وعلمية لهذه اللعبة تؤكد أن الموجات الصوتية الصادرة من ممارسي اللعبة هي الأساس في تحرك القلم الذي يعتقد الأطفال أن أرواحا خفية هي التي تقوم بتحريك القلم. خالد صالح: المساهمة في نشر الخرافة جهل يقول الأستاذ خالد صالح مدير مركز الراشد للتنمية البشرية: لقد وصلنا للأسف إلى مستوى من الجهل وعدم الوعي لأن نقوم بنشر هذه الألعاب ومقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، في أسوأ استخدام لمثل هذه الوسائل التي يجب أن نستخدمها فقط من أجل المنفعة العامة وأن نكون على علم ووعي بالقدر اللازم الذي يجعل الفرد يعي بمسؤولية العمل على نشر شائعة أو خبر ربما يتسبب في حالة من السخط العام. وأشار إلى أن لعبة شارلي التي انتشرت بين الأطفال في المدارس هي عبارة عن خدعة وخرافات لا تتعلق بالجن ولا بالشياطين كما يدعي الكثيرون ممن يلعبونها ويصدقون فيها أنها كذلك، ولابد من العمل على نشر الوعي بالقدر اللازم من خلال أولياء الأمور لأن المجتمع أصبح بيئة مفتوحة لا يمكن السيطرة عليها بالقدر الكافي، كما أن المدرسة وحدها لا تستطيع أن تمنع مثل هذه الأمور فالمسؤولية مشتركة. وأوضح أن المشكلة ليست في شارلي لأنه سيذهب وسيأتي ألف شارلي غيره من خلال التركيز على نشر مثل هذه الأفكار والخزعبلات التي لابد أن يكون الجميع على وعي تام بها وألا يكونوا أداة لنشرها وترويجها بين الناس لأنها ستترك أثارا سلبية على الجميع وستخلق جيلا فارغا لا يعتمد عليه. وأكد أهمية أن يكون الآباء والأمهات قدوة أمام أولادهم في مسألة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وألا يتسابق الجميع في ترويج ونشر صور ومقاطع صوتية عليها، لأن الأبناء سوف يحذون حذوهم وسيقومون بتقليدهم فيما يتعلق باستخدام هذه المواقع. د. أحمد عبدالكريم : تأثير سلبي للألعاب الخيالية على الطلاب يؤكد الدكتور أحمد عبدالكريم مدير مركز أبو بكر الصديق الصحي أن مثل تلك الألعاب تؤثر نفسيا على الطلاب وتصيبهم بحالة من الفزع والرعب، وقد تؤدي إلى إصابتهم باضطراب في النوم وفقدان التركيز، مشيرا إلى أن الألعاب الخيالية تسبب آثارا نفسية كبيرة على الطلاب، فمثل هذه الألعاب هي مجرد خيالات ولا تمت للواقع بصلة وهي وهم كبير للشباب والأطفال. وحذر من انتشار مثل هذه الألعاب مؤكدا أنها مجرد بدعة على الإنترنت، ويجب على كل شخص أن يكون قلقًا إذا كان طفله يلعبها، ويجب العمل على توعيه الطفل بألا يقوم حتى بتجربتها، وأن نوضح عدم علاقة مثل هذه الألعاب بالجن أو الشياطين، وإنما هي أوهام وحركات هوائية نتيجة للحديث بالقرب من الأقلام المستخدمة في اللعبة. وأوضح أنه من المفروض ألا نساهم في العمل على ترويج ونشر مثل هذه الألعاب بل لابد أن نمحوها من الذاكرة تماما وألا نتوقف عندها كثيرا حتى لا نساهم في الإصرار على ممارستها، لأن الممنوع مرغوب ومن الأولى أن نقوم بالعمل على توعية الأطفال الصغار الذين يمارسونها ونشرح لهم التفسير العلمي لها، ومن ثم الاقتناع تماما بأنها لا علاقة للجن أو الأرواح بالألعاب التي يمارسونها. د. بتول خليفة : مطلوب توضيح حقيقة اللعبة للأطفال بشكل علمي وعملي تؤكد الدكتورة بتول خليفة أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة قطر أن اللعبة موضة وفقاعة مثل غيرها وستختفي. وأوضحت أن مثل هذه الألعاب لن تؤثر على سلوكيات الأطفال شريطة أن يتم التوجيه والإرشاد اللازمين لتخطي هذه المشكلة من خلال الشرح والتحليل القائم على العلم والفكر، وألا تترك الأمور بهذا الشكل تمر مرور الكرام، بل يجب أن يقوم أولياء الأمور بالجلوس إلى أبنائهم والقيام بشرح هذه اللعبة بشكل علمي ومقنع يستطيع الطفل من خلاله أن يعرف الخطأ من الصواب، وألا يكون تأثير هذه اللعبة عليه كثيرا بل يكون مقتنعا أن لا أساس علمي لها وأنها مجرد لعبة خيالية. وأشارت إلى أن هذه اللعبة مجرد وهم لا أساس له من الصحة ويجب أن يتم شرح ذلك للأطفال في المدارس والمنازل، ومن ثم فإن أولياء الأمور والمسؤولين في المدارس عليهم عبء كبير لمواجهة هذه المشكلة والتغلب عليها حتى لا تؤثر سلبا بعد ذلك على سلوك الأطفال وألا يكون الاعتقاد في الوهم والخيال هو أساس تفكيرهم مستقبلا. د. طاهر شلتوت : مجرد لعبة ومطلوب تصحيح المفاهيم يرى الدكتور طاهر شلتوت استشاري أول الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية: أن هذه اللعبة ليست بجديدة وإنما تمثل صورة أخرى من صور الألعاب القديمة التي تعتمد على الخيال والخدعة، فهي صورة مشابهة لألعاب كثيرة قديمة غزت أذهان الأطفال في الماضي لارتباطها بالثقافة الغربية، وتأثيرها على مجتمعنا خاصة الأطفال من خلال متابعة الدراما الأجنبية التي تنتشر فيها مثل هذه الفلسفة التي تتعلق بالأرواح والأشباح والتي لا تتفق مع ديننا ومعتقداتنا الإسلامية. وأشار إلى أن التأثر بمثل هذه الألعاب القادمة إلينا من البلاد الأخرى بالطبع سوف يؤثر سلبيا على سلوكيات الأطفال من خلال متابعاتهم لهذه المشاهدات التي ترتبط كثيرا بالخيال العلمي والوهم. وأوضح أنه يجب على الأهل أن يتابعوا جيدا الدراما والمسلسلات أو الأفلام الكرتونية التي يتابعها أبناؤهم وألا يقوموا بمنعهم من مشاهدتها بل يجب أن يكون هناك حوار ونقاش بين الأطفال والآباء حتى يكونوا على دراية بما يشاهدون، لأن مثل هذه الأفلام والمشاهدات تسهم في تشكيل سلوك الأطفال ومعتقداتهم. ودعا لتصحيح الصورة أولا بأول، حتى يمكن أن نخلق جيلا جديدا يتحمل المسؤولية ويكون قادرا على التفكير والتخطيط للمستقبل بدون الاعتماد على الأرواح والقدرات الخيالية غير الموجود من الأساس.

مشاركة :