أظهرت نتائج استطلاع للرأي نُشر أمس في تل أبيب، أن أغلبية أبناء وبنات الشبيبة اليهود في إسرائيل يعتبرون أنفسهم «يمينيين». وعند تحليل إجاباتهم على أسئلة الاستطلاع بعمق، يتضح أنهم يمينيون متطرفون، إذ إنهم يبررون جرائم «جباية الثمن»، أي الاعتداءات الإرهابية التي ينفذها المستوطنون المتطرفون، ضد الفلسطينيين والمساجد والكنائس والأديرة والمقابر وغيرها من المقدسات في البلدات العربية في إسرائيل نفسها وفي الضفة الغربية. ADVERTISING وقد أجري هذا الاستطلاع، الذي شمل 400 فتى من اليهود والعرب سكان إسرائيل، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و18 عاما، بمناسبة انعقاد مؤتمر «لاوتمان» حول موضوع التربية والتعليم، بمبادرة الجامعة المفتوحة والمعهد الإسرائيلي للديمقراطية، الذي افتتح أمس بحضور الرئيس افسرائيلي، رؤوفين رفلين. وقد أزعجت هذه النتائج الكثير من المشاركين في المؤتمر، الذي شملت أبحاثه دور جهاز التعليم في محاربة العنصرية، وكيفية التربية السليمة على القيم الديمقراطية، والأسباب النفسية الاجتماعية للكراهية ورفض الآخر وغير ذلك. وفي قراءة لنتائج الاستطلاع، قال 52 في المائة من اليهود إنهم يعرفون أنفسهم على أنهم «يمينيون»، و30 في المائة «وسط» و9 في المائة فقط كـ«يساريين». وفي رد على سؤال بخصوص ادعاءات الإسرائيليين بأن إسرائيل «دولة يهودية ديمقراطية»، قال 41 في المائة من الفتية اليهود، إن «إسرائيل يجب أن تكون يهودية أكثر من ديمقراطية»، بينما قال 25 في المائة إنها يجب أن تكون ديمقراطية أكثر. وأما الشبيبة العربية فقد قال 96 في المائة منهم إنه يجب على إسرائيل أن تكون ديمقراطية أكثر مما هي يهودية. وسئل الفتية عن جرائم جباية الثمن التي ينفذها مجموعة من الشباب المتطرفين اليهود، من سكان المستوطنات في الضفة الغربية، أو من سكان إسرائيل، التي اعتبرها حتى المسؤولون الإسرائيليون في الحكومة، أعمال إرهاب، فقال 28 في المائة فقط من الفتية اليهود إنهم يستنكرون هذه الجرائم، بينما نصف أولئك الذين عرفوا أنفسهم كـ«يمينيين» برروها. وقال 45 في المائة من الفتية اليهود، إنهم يرفضون التعلم في صف واحد مع زملاء عرب، بينما قال 39 في المائة من الفتية العرب إنهم يرفضون التعلم في صف واحد مع يهود. وأكد 35 في المائة من الفتية اليهود أنهم لم يتحدثوا أبدا مع فتية عرب. وقال 27 في المائة من الفتية العرب إنهم لم يتحدثوا أبدا مع فتية يهود. وقد عقب رئيس الجامعة المفتوحة، البروفسور كوبي ميتسر، على نتائج الاستطلاع قائلا: «في هذه الأيام التي تتصاعد فيها مظاهر التمييز والعنصرية والعنف وتنعدم فيها قيم الصبر والتسامح، بات اجباريا على جهاز التعليم أن يؤدي دورا بارزا ومؤثرا لبلورة القيم في المجتمع الإسرائيلي. فنحن نريد لمجتمعنا أن يكون متنورا ومنفتحا يؤمن ويمارس المساواة للجميع ويمتنع عن الآراء المسبقة».
مشاركة :