تشهد بطولة الدوري الإيطالي لكرة القدم مواجهة من العيار الثقيل، ربما تحدد شكل المنافسة على اللقب في الأسابيع القادمة، وذلك حينما يلتقي لاتسيو مع ضيفه إنتر يوم الأحد ضمن المرحلة الرابعة والعشرين للمسابقة. ويحتل لاتسيو المركز الثالث في ترتيب البطولة برصيد 53 نقطة، بفارق نقطة خلف إنتر، الذي يتربع على الصدارة حاليا. ويأتي اللقاء، الذي يقام بالملعب الأولمبي في العاصمة الإيطالية روما، بعد أربعة أيام فقط من خسارة إنتر صفر - 1 أمام ضيفه نابولي في ذهاب الدور قبل النهائي لبطولة كأس إيطاليا. وارتقى إنتر لصدارة الترتيب، بعدما تفوق بفارق الأهداف على أقرب ملاحقيه يوفنتوس، بطل المسابقة في المواسم الثمانية الأخيرة، المتساوي معه في نفس الرصيد، وذلك عقب فوزه المثير 4 - 2 على جاره اللدود ميلان في ديربي مدينة ميلانو يوم الأحد الماضي. ولم تدم احتفالات إنتر بفوزه على ميلان كثيرا، بعدما تلقى خسارة مباغتة صفر - 1 أمام ضيفه نابولي في ذهاب المربع الذهبي لمسابقة الكأس يوم الأربعاء. وقال أنطونيو كونتي مدرب إنتر "انتزع الديربي الكثير منا بالتأكيد، لقد تكبدنا الكثير من الطاقة العصبية بشكل خاص. ورغم ذلك أجرينا خمسة تغييرات في قائمة الفريق أمام نابولي مقارنة بلقاء الأحد الماضي". أضاف كونتي "ينبغي ألا ننسى أن نابولي يمتلك خصائص ممتازة، بغض النظر عن موقعه في جدول ترتيب الدوري (المركز الحادي عشر). إن لديه لاعبين أكفاء، وهو ما ظهر بوضوح خلال فوزه على يوفنتوس في الدوري وعلى لاتسيو بدور الثمانية لبطولة الكأس". وينتظر إنتر العديد من المواجهات الهامة في الأسابيع القليلة القادمة، فبعدما ينتهي من مواجهة لاتسيو، سوف يحل ضيفا على يوفنتوس في الأول من مارس المقبل، قبل أن يخرج لملاقاة مضيفه نابولي في إياب قبل نهائي الكأس بعدها بأربعة أيام. ويقدم لاتسيو أداء لافتا في بطولة الدوري هذا الموسم، حيث حافظ على سجله خاليا من الهزائم في مبارياته الـ18 الأخيرة في المسابقة، وتلقت شباكه 20 هدفا في 23 مباراة لعبها في البطولة حتى الآن، ليتقاسم صدارة قائمة أقوى خط دفاع في المسابقة مع إنتر حاليا. وفي خط الهجوم، يعول لاتسيو على تالق نجمه تشيرو إيموبيلي، متصدر قائمة هدافي المسابقة حاليا، الذي سجل 25 هدفا، من إجمالي 53 هدفا أحرزها الفريق في البطولة حتى الآن هذا الموسم، في حين سجل إنتر 48 هدفا. في المقابل، يبدو الجو العام ليوفنتوس غير جيد، عقب تلقيه خسارتين في مبارياته الثلاث الأخيرة في المسابقة، غير أنه يواجه اختبارا سهلا في تلك المرحلة، حينما يستضيف بريشيا، صاحب المركز قبل الأخير، بعد غد، حيث تأتي تلك المباراة بعد ثلاثة أيام فقط من لقائه مع مضيفه ميلان بذهاب قبل نهائي مسابقة الكأس. وخسر يوفنتوس 1 - 2 في مباراتيه الأخيرتين خارج ملعبه أمام نابولي وفيرونا، مما تسبب في تعرض مدربه ماوريتسيو ساري لانتقادات شديدة، عقب فشل الفريق في الحفاظ على تركيزه في لقاءاته الأخيرة. وبعد العشاء الذي أقامه مع أندريا أنييلي رئيس يوفنتوس هذا الأسبوع، أثار بعض المعلقين احتمال وصول الإسباني جوسيب غوارديولا مدرب فريق مانشستر سيتي الإنجليزي إلى مدينة تورينو الإيطالية، حال استمرار اهتزاز نتائج الفريق الملقب بـ(السيدة العجوز) في نهاية الموسم. وقال ساري، الذي يقضي موسمه الأول مع يوفنتوس "إذا لم أكن أرغب في مواجهة التحديات والضغوط، لكنت حصلت على وظيفة في مكتب بريد". أكد ساري "نسعى لتحقيق الأهداف التي حددناها في بداية الموسم (التتويج بالدوري الإيطالي للموسم التاسع على التوالي والفوز ببطولتي دوري أبطال أوروبا وكأس إيطاليا)". أوضح مدرب يوفنتوس "خرجنا من مباراة سيئة (في فيرونا)، وكان من الواضح أنها كانت لها تداعيات في الخارج أكثر من داخل النادي". واتخذت هيئة البريد بإيطاليا رد فعل صريح بشأن تصريحات ساري، التي ذكرت أن خدماتها يتم فحصها بشكل يومي من جانب المواطنين والشركات الخاصة والعامة. لكن ساري بإمكانه يواسي نفسه في ظل السلسلة التهديفية الرائعة لنجم الفريق البرتغالي الدولي كريستيانو رونالدو، الذي أحرز 20 هدفا ببطولة الدوري هذا الموسم حتى الآن. ويتطلع رونالدو، الذي تمكن من هز الشباك في المباريات العشر الأخيرة ليوفنتوس بالبطولة، لمعادلة الرقم القياسي الذي يحمله النجم المخضرم فابيو كوالياريلا والأرجنتيني المعتزل غابرييل باتيستوتا، بالتسجيل في 11 مباراة متتالية في الدوري. وتنطلق منافسات المرحلة الرابعة والعشرين بلقاء ليتشي مع ضيفه سبال غدايوم السبت، الذي يشهد أيضا مباراتي بولونيا مع ضيفه جنوى، وأتالانتا مع ضيفه روما. وتعاقد سبال مؤخرا مع المدرب لويجي دي بياجيو، الذي تولى قيادة الفريق خلفا لليوناردو سيمبليسي. وتجرى بعد غد لقاءات أودينيزي مع فيرونا، وسامبدوريا مع فيورنتينا، وساسولو مع بارما، وكالياري مع نابولي، في حين يلتقي ميلان مع ضيفه تورينو يوم الاثنين المقبل في ختام مباريات المرحلة.