أجمع المشاركون في لقاء «دور وسائل الإعلام الحديثة وتأثيرها على الفرد والمجتمع»، الذي ينظمه ملتقى إعلاميي منطقة القصيم بشراكة مع مركز الجودة الشاملة في دبي، وبالتعاون مع الغرفة التجارية في القصيم في نقاشات اليوم الثاني من فعاليات الملتقى ضمن فعاليات حملة «معاً ضد الإرهاب والفكر الضال»، الذي يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير د. فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم، أن الفكر المتطرف الذي يحمله الإرهابي، كان من أهم أسبابه الخطاب العالمي «المُهيِّج» وما يقابله من خطاب دعوي «عاطفي» غير مسؤول من الداخل، وهو الأمر الذي خلق صراعاً ذهنياً وفكرياً عاصفاً بفهم الشباب واستيعابهم. وضمت الجلسة الثانية للملتقى د. عثمان الصيني، ود. ماهر زغلول، ود. أحمد الرضيمان، ود. عبدالله الخضيري، وأدارها مدير مكتب جريدة «عكاظ» في القصيم عبدالله اليوسف وتناولوا فيه محور «الخطاب الإعلامي وصناعة التأثير الاجتماعي والسياسي». وبدأ د. الرضيمان بالحديث عن ميزات المجتمع السعودي، بوصفه مجتمعا يشكل دولة متماسكة، تربطها معززات دينية واجتماعية، جعلت منها بلداً أنموذجاً أمام العديد من الممارسات والتجارب المحيطة، التي لم يجنِ شعوبها منها إلا الدمار والدم، ثم سرد العديد من الحوارات التي تمت بينه كعضو مناصحة وبعض الموقوفين بتهم حمل الأفكار الضالة، حيث استخلص من تلك المساجلات أن بعض الموقوفين وقع في الشبهة وانحرف فكره بسبب «تهييج» الخطاب العالمي لعاطفته، من خلال نشر وبث الأخبار والصور التي تظهر المآسي والحروب التي تعيشها العديد من الشعوب المسلمة في مناطق متعددة في العالم، والتي قوبلت بخطاب دعوي «عاطفي» لم يؤسس لهؤلاء الشباب الآلية الذهنية ولا العقلية ولا حتى الشرعية الحقيقية التي يجب أن يستوعبها من خلاله مشيراً، إلى أن الضرب على وتر الأخوة في الدين، وأهمية النصرة، وأين النصرة، وكيف ننصر إخواننا، وغيرها من الدعوات غير المضبوطة بلوازمها الشرعية والنظامية، هو الأمر الذي جعل من خطاب بعض الدعاة سبباً في ظهور الفكر المنحر ف والمتطرف عند الشباب. وبيّن الرضيمان، أن الكثير من الشبهات الخطيرة عند الشباب المنحرف كانت بسبب «بيانات العلماء» التي يتم استصدارها بعد بعض الأحداث التي تحل بالعالم الإسلامي أو حتى الواقع المحلي، بسبب عموميتها، وحملها لأوجه عدة، كانت كفيلة بزرع «الشبهة» عند الشباب، لينتهي القول عند هؤلاء العلماء ب «لم نكن نقصد ذلك». وحول جهوزية الخطاب الإعلامي المحلي وقدرته على مواجهة الخطابات الإعلامية المعادية، ذكر د. عثمان الصيني، أن المسؤولية أكبر من خطاب إعلامي يرد على خطاب إعلامي آخر، مؤكداً أن الأمر يتعدى ذلك إلى «قضية وثقافة مجتمع» بأكمله، يجب أن تتصدى لكل المنغصات التي تؤثر على الوسطية والاستقرار. وشدد د. عبدالله الخضيري، على أهمية إيمان المجتمع المحلي بأن «كل الأخطار المحدقة بوطننا وفي محيطنا القريب هي أخطار وفوضى قريبة من مجتمعنا إذا ما تم التساهل معها وتبسيط مسبباتها التي قامت على زرع الطائفية والمذهبية»، مضيفاً أن «وسائل الإعلام الحديثة باتت اليوم أحد أشهر الطرق والوسائل التي يستغلها المغرضون والأعداء للنيل من لحمة وتماسك وأمن واستقرار هذا الوطن». بدوره، أكد د. ماهر زغلول أن «استغلال التقنية الحديثة لزيادة الوعي داخل المجتمع المحلي من أخطار الفكر الإرهابي والمتطرف يعتبر مطلبا رئيسيا لمحاربة هذا الفكر»، مبيناً أن «استثمار التقنية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي من قبل بعض الجماعات والأحزاب المتناحرة والمتطرفة في مواقع الصراع المحيطة بالمملكة يعد أهم الوسائل التي تسعى من خلالها تلك الجماعات إلى نقل تداعيات تلك الأحداث وآثارها الكارثية سياسياً ومذهبياً وطائفياً إلى داخل المجتمع السعودي». فيما برّأ د. أحمد الرضيمان مدير مركز البحوث التربوية والبحث العلمي بجامعة حائل عضو لجنة برنامج الأمير محمد بن نايف للمناصحة، مناهج التعليم في المملكة من تهمة تغذيتها للإرهاب والتطرف، محملاً أفكار «بعض المعلمين» المنحرفة السبب في تطويع تلك المناهج لخدمة الترويج لفكرهم المنحرف.
مشاركة :