قال الدكتور يسري العزباوي الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، ورئيس برنامج النظام السياسي المصري، إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نجحت في التصدي للإرهاب، الذي بات يهدد الدول العربية خاصة والعالم بصفة عامة. وأضاف العزباوي: لـ «المدينة» أن النظام السوري عقد اتفاقاً مع تنظيم داعش لشراء كميات من النفط السوري ومشتقاته، وأن أمريكا فرضت عقوبات على متداولي نفط التنظيم عبر المناطق الحدودية «التركية – الكردية – العراقية». وأشار إلى أن داعش لن يستطيع إشعال الفتنة بين السنة والشيعة في المملكة لأن الجميع بات على دراية بأهداف هؤلاء الإرهابيين ومن يقف خلفهم. وقد سعدنا برد الفعل الحاسم من الجميع بالمملكة وتلاحم القيادة مع الشعب. وبين أن مصادر تمويل داعش تتمثل في بيع 20 ألف برميل بترول يومياً وسيطرتها على ربع مليار دولار داخل بنوك الموصل، ومبيعات النفط تشكل المصدر الأساسي لدخل «داعش»، وفي هذا السياق يقول ديفيد كوهين مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشؤون الإرهاب والاستخبارات السابق، أن التنظيم يتعامل مع شبكة من المحترفين القادرين على تصريف النفط عبر الحدود، ويتم تصريف النفط ومشتقاته في تركيا وإقليم كردستان وسورية، ويعتقد كوهين أن النظام السوري عقد اتفاقاً مع التنظيم لشراء كميات من النفط والمنتجات لاسيما، وأنه يبيع النفط بخصم يتراوح بين 30% إلى 70% من الأسعار السائدة في الأسواق الدولية، ويعتبر سوق النفط في التنظيم فرصة ثمينة للمغامرين والباحثين عن الربح السريع بالمنطقة التي يحيطها الخطر من كل جانب. وتسعى الولايات المتحدة إلى فرض تشريع يقضي بفرض عقوبات على متداولي نفط «داعش» في العالم لاسيما في المناطق الحدودية «التركية – الكردية – العراقية»، ويمتد التعاون في التحالف الدولي لمواجهة داعش إلى مصادرة أموال التنظيم، الذي يتمتع بقدرات مالية تختلف كثيراً عن تنظيم القاعدة، وهزيمة التنظيم عسكرياً تضيق الخناق المالي عليه. وعن الخلاف بين الرؤية الدولية والعربية لمواجهة «داعش» قال: إن الرؤية الدولية أو الغربية تمثلت بعد إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن تكوين تحالف دولي لمواجهة داعش، واتضحت خطته في أربعة محاور منها، «القيام بحملة منظمة من الضربات الجوية ضد التنظيم، والتنسيق العسكري مع الحكومة العراقية لضرب أهدافه، وتوسيع الضربات الجوية ضده لتشمل سوريا وإرسال عسكريين إضافيين إلى العراق دون المشاركة في أعمال قتالية برية ولكن لمساندة القوات العراقية والكردية في مجالات التدريب والتخابر والعتاد، ودعم جهود العراق لتشكيل حرس وطني لتأمين تحريرها من سيطرة التنظيم ومنع مصادر التمويل، وتحسين الاستخبارات، وتعزيز الدفاعات، والتصدي لعقيدة التنظيم المشوهة، وضبط تدفق المقاتلين الأجانب إلى الشرق الأوسط ومنه، أما الرؤية العربية تمثلت في مشاركة السعودية والإمارات في طليعة الدول ضد التنظيم بين دول الخليج، وتعهدت الجامعة العربية بمكافحة الإرهاب وتنظيم «داعش» على المستوى السياسي والأمني والأيديولوجي»، إلا أن عدداً من الدول العربية التي أفصحت عن حجم مشاركتها كان محدوداً. وأفاد العزباوي إلى وجود عوامل داخلية وخارجية وراء تمدد داعش غير المعقول، وفي الصدارة منها تمويل بعض أجهزة المخابرات العالمية لمثل هذه التنظيمات، للسيطرة على المنطقة بأكملها، وغياب الجدية وروح التعاون في الحرب على الإرهاب، وبالنسبة للعوامل الداخلية، فيجب أن تعمل الحكومات على سد ذرائع هذه التنظيمات من خلال تكريس العدالة ومعالجة الفقر وتطوير الخطاب الديني وفضح الأفكار الإرهابية والمتطرفين. وأشار إلى أن الشباب ينضمون إلى داعش عبر عدد من الوسائل منها الإغراءات المالية التي يعول عليها التنظيم، مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كـ «فيس بوك وتويتر»، بالإضافة إلى النساء، ويمكن مواجهته من خلال تعاون «عربي – عربي» و»عربي – دولي»، والتوعية الدينية والفكرية، وإجراء معالجة سريعة للأفكار المتطرفة من خلال المؤسسات الدينية الرسمية، والتعاون الأمني والعسكري.
مشاركة :