رفضت طهران تسليم الصندوق الأسود المتعلق بالطائرة الأوكرانية التي أسقطها الحرس الثوري الإيراني في الثامن من يناير/كانون الثاني، بعدما كانت متجهة من طهران إلى تورنتو في كندا عبر العاصمة الأوكرانية كييف. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظریف إن "إيران لا تستطيع فك شفرات الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية، إلا أنها لن تسلم الصندوق الأسود إلى أي دولة أخرى". وفي معرض دفاعه عن القرار الإيراني بعدم تسليم الصندوق الأسود، أكد ظريف في لقائه مع "إن بی سي نیوز" أن "قانون الطيران الدولي يمنح الحق لإيران أن تستمر في محاولة فك شفرات الصندوق الأسود للطائرة الأوکرانية". وأضاف: "من أجل استخراج المعلومات وفك شفرات الصندوق الأسود نحتاج إلى الكثير من المعدات والأجهزة، وقد طلبنا ذلك منهم. هذه قضية إنسانية فلماذا لا تتعاون أميركا معنا؟ لماذا لم يزودونا بالبرامج ويقدموا لنا الخبرات اللازمة؟". هذا وطالب وزير الخارجية الأوكراني واديم بريستايكو، الثلاثاء الماضي، إيران بتسليم الصندوقين الأسودين، والكشف عن العناصر القيادية الضالعة في إطلاق الصاروخين على طائرة الركاب الأوكرانية ما أدى إلى إسقاطها ومقتل 176 شخصا على متنها الشهر الماضي. وشدد وزير الخارجية الأوكراني على أن "القضية ليست مجرد استخدام السلاح من قبل جندي بشكل طائش، بل نريد معرفة من هي القيادات التي أمرت بالإطلاق، لتتم محاكمتهم". وقبل أسبوعين بث التلفزيون الأوكراني مقطعا صوتيا لطيار إحدى الطائرات الإيرانية، والذي شاهد إصابة الطائرة الأوكرانية بصاروخ، وأبلغ عن ذلك برج المراقبة. وقال الرئيس الأوكراني فلاديمير زلينسكي تعليقا على المقطع إنه يثبت علم المسؤولين الإيرانيين منذ البداية بأمر إطلاق الصاروخ على الطائرة. يُذكر أنه من بين قتلى الطائرة الأوكرانية 146مواطنا إيرانيا و61 مواطنا كنديا من مزدوجي الجنسية، و11 مواطنا أوكرانيا، وأيضاً ركاب أفغان وسويديون وبريطانيون. وأعلن المسؤولون الإيرانيون في بادئ الأمر أن الطائرة الأوكرانية سقطت إثر عطل فني، لكن بعد انتشار مقطع مصور من لحظة إصابة الصاروخ الطائرة الأوكرانية والضغوط التي مارسها رئيس وزراء كندا، اعترف قائد القوة الجوية في الحرس الثوري الإيراني بإسقاط الطائرة بصاروخ إيراني، عازيا ذلك إلى خطأ بشري. وبسبب قيام النظام الإيراني بإنكار الحقيقة ثم المماطلة بكشف التفاصيل، خرجت احتجاجات داخل إيران ضد الحرس الثوري والمرشد الإيراني علي خامنئي.
مشاركة :