عارض وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو انتقادات الرئيس الألماني ومسؤولين أوروبيين آخرين للسياسات الأمريكية المنفردة والمخاوف من خفوت تأثير الحكومات الغربية في العالم واصفا إياها بانها "لا تعكس الواقع". رفض وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو (السبت 15 شباط/ فبراير 2020) في أثناء مؤتمر الأمن بميونيخ جنوب ألمانيا انتقادات الرئيس الألماني ومسؤولين أوروبيين آخرين بشأن سياسة الانطواء وأنانية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكداً أنها "لا تعكس الواقع". وقال بومبيو إن "الغرب ينتصر ونحن ننتصر معاً". وأضاف "يسرني أن أبلغكم أن فكرة أن التحالف بين ضفتي الأطلسي قد مات، مبالغ فيها إلى حد كبير". ورد بومبيو بالتأكيد أن بلاده ساهمت في تعزيز حلف شمال الأطلسي في شرق أوروبا بالقرب من الحدود مع روسيا وأنها قادت الجهود للقضاء على "الخلافة" التي أعلنها تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا. وتساءل "هل ترفض الولايات المتحدة الأسرة الدولية؟"، موضحاً أن "الغرب في طريقه إلى النصر". وأضاف "نحن في طريقنا إلى الانتصار ونفعل ذلك معا"، وذلك رداً على المشككين في تماسك المعسكر الغربي والعلاقات بين جانبي الأطلسي. وتابع أن "الغرب لديه مستقبل أفضل من البدائل غير الليبرالية"، مديناً تطور دول مثل روسيا والصين وإيران. ومضى بومبيو إلى القول: "الغرب يكسب، معا نكسب... اذكروا لي مثالا من التاريخ ينتصر فيه الضعفاء والانهزاميون". وكان شتاينماير صرح الجمعة أن شعار نظيره الأميركي دونالد ترامب "أميركا أولاً" هز النظام العالمي وأجج انعدام الأمن في عالم غير مستقر. وقال شتاينماير في افتتاح مؤتمر ميونيخ للأمن، التجمع السنوي الذي يناقش تحديات الأمن العالمية: "نشهد اليوم زخماً مدمراً متزايداً في السياسات الدولية". وأضاف "كل عام نبتعد أكثر وأكثر عن هدفنا المتعلق بخلق عالم أكثر سلما من خلال التعاون الدولي". وخصّ شتاينماير بالذكر الولايات المتحدة "أقرب شركاء" أوروبا لتراجعها عن المسرح متعدد الأطراف في وقت تتفاقم فيه التوترات بين قوى عسكرية كبرى.وفي إشارة إلى شعاري "لنعيد العظمة إلى أميركا" و"أميركا أولا" قال شتاينماير إن الإدارة الأميركية الحالية تصدر إشارات إلى أن على كل دولة التصرف فقط في سبيل مصالحها الخاصة، نهج يميل إلى إفادة الأقوياء فقط. كما انتقد الرئيس الألماني تصرفات القوتين العظميين روسيا والصين، وقال: "أقرب حلفائنا، الولايات المتحدة، ترفض، في ظل الإدارة الحالية، فكرة المجتمع الدولي". "دعم" لمبادرة البحار الثلاثة في مواجهة روسيا وفي سياق منفصل، قال وزير الخارجية الأميركي إن بلاده ستموّل مشاريع في قطاع الطاقة تبلغ قيمتها مليار دولار في دول شرق ووسط أوروبا لتعزيز استقلالها في قطاع الطاقة في مواجهة روسيا. ووضح بومبيو أمام المؤتمر: "في إشارة إلى دعم سيادة أصدقائنا الأوروبيين وازدهارهم واستقلالهم في مجال الطاقة (...) تنوي الولايات المتحدة منح ما تصل قيمته إلى مليار دولار لتمويلات لدول وسط وشرق أوروبا الأعضاء في مبادرة البحار الثلاثة" التي تشمل 12 دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبي. وأضاف "نريد تحفيز استثمار القطاع الخاص في قطاعاتهم للطاقة بهدف حماية الحرية والديموقراطية في العالم". وتجمع مبادرة البحار الثلاثة 12 دولة من الاتحاد الأوروبي تطلّ على بحر البلطيق والبحر الأدرياتكي والبحر الأسود. وتمتدّ من إستونيا وبولندا شمالاً إلى كرواتيا جنوباً ورومانيا وبلغاريا شرقاً. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز التعاون بين أعضائها في مجالات الطاقة والبنى التحتية والأمن خصوصاً في مواجهة روسيا التي يعتبرها عدد من الدول الأعضاء تهديداً مباشراً. وتعترض هذه الدول على غرار الولايات المتحدة، خصوصا على مشروع أنابيب غاز "نورد ستريم 2" (السيل الشمالي 2) الذي يهدف إلى مضاعفة عمليات إرسال الغاز الروسي بشكل مباشر إلى دول غرب أوروبا مروراً في بحر البلطيق وصولاً إلى ألمانيا ومتجاوزاً بذلك شرق القارة. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على الشركات المرتبطة ببناء أنابيب "نورد ستريم 2" معتبرةً أن ذلك سيزيد اعتماد الأوروبيين على الغاز الروسي وكذلك سيعزز تأثير موسكو. م.م/ خ.س (أ ف ب، د ب أ)
مشاركة :