وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر السبت إن اتفاق الهدنة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان والذي يمكن أن يؤدي إلى انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان لا يخلو من المخاطرة ولكنه "يبدو واعداً للغاية". قال إسبر قبيل الإعلان الرسمي عن اتفاق "الحد من العنف" إن الوقت قد حان لإعطاء فرصة للسلام في أفغانستان من خلال مفاوضات سياسية، وأضاف في حديثه بمؤتمر ميونيخ للأمن "لدينا على الطاولة الآن مقترح الحد من العنف الذي يتم التفاوض عليه بين سفيرنا وطالبان.. يبدو واعدا للغاية." وأضاف إسبر "من وجهة نظري أيضًا، يجب أن نعطي السلام فرصة، وأن أفضل طريقة إن لم تكن الطريقة الوحيدة للمضي قدماً في أفغانستان هي من خلال اتفاق سياسي وهذا يعني المخاطرة". من المتوقع أن يتم الإعلان رسميًا عن هذا الاتفاق الأحد وأن يبدأ الحد من العنف يوم الاثنين، وفقًا لمصادر مطلعة على الخطة. وكان إسبر قد أجرى برفقة وزير الخارجية مايك بومبيو الجمعة في ميونيخ اجتماعا مع الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي أبدى شكوكا في الخطة التي إذا نجحت، فإنها ستضع وقفا للهجمات لمدة سبعة أيام ثم توقيع اتفاق سلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان.المراحل التي مرت بها أفغانستان منذ سقوط نظام طالبان عام 2001الولايات المتحدة وطالبان على وشك الوصول لاتفاق بعد 18 عاما من النزاع في أفغانستانمحادثات سلام وانسحاب تدريجي تبدأ محادثات السلام الأفغانية بأكملها في غضون 10 أيام كجزء من الخطة التي تنص على الانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية على مدى 18 شهرا. لكن غني لم يتحدث علنا بعد عن الاتفاق الذي تم الانتهاء منه الأسبوع الماضي من قبل المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد وممثلي طالبان في الدوحة. وقال إسبر إن الرئيس غني أيد الاتفاق وتعهد ببذل قصارى جهده لدعمها، وقال أيضا عن غني إنه "يريد أن يؤدي دوره في العملية، التي إذا ما وصلنا إليها، فإنه سيكون هناك اتفاق سلام يتضمن مفاوضات بين الأفغان بعد فترة وجيزة. إنه يريد أن يكون شريكا كاملا في ذلك ويريد أن يقود ذلك والتأكد من أن جميع الأفغان يجتمعون على كلمة سواء". لكن على الصعيد الأفغاني يدور خلاف بين غني وشريكه في الحكومة الحالية عبد الله عبد الله حول من سيمثل كابول على طاولة المفاوضات، حيث يصر غني على أن يقود المحادثات بنفسه، بينما يدعو خصومه السياسيون وغيرهم من الأفغان البارزين إلى تمثيل أكثر شمولية.الوجود الأمريكي في أفغانستان بالأرقام يوجد على الأراضي الأفغانية حوالي 13 ألف مقاتل أمريكي، وبحسب مصادر أمريكية فإن الولايات المتحدة أسقطت عام 2019 عددا من القنابل على أفغانستان كان أكبر من أي وقت مضى، بما فيها عام 2011 حيث وصل تعداد قواتها في أفغانستان آنذاك إلى 100 ألف عسكري. وبينما لم يعلن أي من المسؤولين الأمريكيين عن خطة أو جدول زمني لسحب القوات من أفغانستان، إلا أن ترامب أعلن في نهاية العام الماضي عن نيته إعادة 4000 منهم لتقليص القوات المتواجدة هناك إلى نحو 8600 جندي. وتقول الأرقام إن أكثر من 2400 مقاتل أمريكي لقوا حتفهم خلال الحرب في أفغانستان وأصيب ما يزيد عن 20 ألف آخرين، وبتقدير البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) فإن الحرب كلفت دافعي الضرائب الأمريكيين 737 مليار دولار أمريكي خلال عام 2019 فقط.
مشاركة :