يعد متحف «جبل طلان» - لصاحبه جبران العليلي المالكي - علامة فارقة في الحراك الثقافي والسياحي الذي تشهده المحافظات الجبلية بمنطقة جازان، فهو على الرغم من أنه متحف خاص، فإنه يضم بين جدرانه 8 آلاف قطعة أثرية نادرة، تؤكد للزائر القيمة الثقافية والأثرية التي يمتلكها المتحف ويتنفس من خلاله عبق التراث وروح الأصالة وعراقة الماضي التليد. ويتألف المتحف من بناء من دور واحد فقط، ويتخذ طابعاً مستديراً يصل قطره إلى حوالى عشرة أمتار، ويتضمن عدداً من أدوات القهوة وأواني الطبخ وبعض المصنوعات الجلدية وبعض الملابس الخاصة بالنساء ومجموعة من الأسلحة القديمة التي كانت تستخدم في الحروب وعدد من الأدوات الحجرية القديمة. ويشهد الجناح إقبالاً من الزوار، وخاصة في مدة مهرجان البنّ الذي تقيمه المحافظة سنوياً، للتعرف على القطع الأثرية التي تشمل العديد من الأواني والأدوات الزراعية إلى جانب الجنابي والفرش المنزلية التي كان يستخدمها سكان القطاع الجبلي قديمًا، وتعدُّ الداير من أبرز المحافظات بمنطقة جازان جذبًا للسياح لتميزها بالإطلالات الرائعة والطبيعة الساحرة والجبال الخضراء الفاتنة ذات القمم شاهقة الارتفاع، وتعدّ أكبر محافظات جازان الجبلية، حيث يبلغ عدد سكانها حوالى مئة ألف نسمة يتوزعون في 420 قرية. وتحدث صاحب المتحف عن متحفه وعن عشقه للتراث العريق لمحافظة الداير بني مالك، لافتاً النظر إلى أن المتحف الواقع بوادي مضايا بآل علي تم جمع قطعه الأثرية على مدى 32 سنة، حفاظًا على آثار القطاع الجبلي بمنطقة جازان الذي كاد أن يندثر ولكنه حرص على جمعه وحفظه. وتمتلك المحافظة العديد من المواقع السياحية والمطلات الجبلية التي تشكل مواقع جذب لزوار وأهالي المحافظة، ومن أشهر تلك المواقع قمة جبل طلان من أعلى القمم في منطقة جازان، حيث يرتفع نحو 2300 متر فوق مستوى سطح البحر وهو أحد المعالم الجغرافية والسياحية للمحافظة، إلى جانب جبال الحشر العالية الخضراء والتي تتصف بالأجواء الباردة طوال العام وتميزها المطلات الطبيعية والمنتجعات الجميلة «كالشجعة واليمانية والجانبة ووادي عمود، وكذلك جبل العريف وجبل ثهران ومطل قرن بردان بالعزة وموقع الرميح بجبل حبس وكذلك وادي دفا والقرحان وموقع موهد». ويعتبر السوق الشعبي بمحافظة الدائر بني مالك، واحداً من المعالم الشعبية والسياحية بالمحافظة وواحداً من أهم الأسواق الأسبوعية بمنطقة جازان، وتنشط الحركة التجارية كعنوان لأصالة وعراقة السوق الشعبي وتاريخه القديم، الذي حافظ على معروضاته التراثية المتنوعة من أدوات الحرف اليدوية القديمة، والنباتات العطرية، ومقرات لبيع الخناجر والسيوف والملابس التقليدية المشهورة في الجبل كالزي الشعبي الذي يحافظ عليه الأبناء ويحرصون على ارتدائه حفاظًا على مورثهم القديم.
مشاركة :