صنّاع الأمل و«مؤسسة مجدي يعقوب» شراكة تحيي ملايين القلوب

  • 2/16/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دبي:«الخليج» تخصص «مبادرة صنّاع الأمل»، الأكبر من نوعها عربياً لتكريم أصحاب العطاء، ريع حفلها الختامي لمشروع بناء «مستشفى مجدي يعقوب لأمراض القلب»، الذي اختارته المشروع الإنساني العربي للعام الجاري، في خطوة تسهم في علاج ملايين القلوب المحتاجة إلى رعاية في الوطن العربي.ووقع اختيار «صنّاع الأمل» على المشروع التابع ل«مؤسسة مجدي يعقوب» الذي سيبنى في القاهرة؛ ليعالج المرضى بالمجان. وسيذهب ريع الحفل الختامي في 20 فبراير/‏‏شباط؛ لدعم إنشائه، لترسيخ ثقافة العمل الإنساني، والإضاءة على مشروع خيري عربي ذي قيمة إنسانية مشتركة.تدير «مؤسسة مجدي يعقوب» مستشفى متخصصاً لعلاج مرضى القلب مجاناً في مدينة أسوان، أقصى جنوبي مصر، وتعتزم التوسع ببناء المستشفى الجديد في القاهرة الذي تدعمه «صنّاع الأمل»، ليكون بطاقة استيعابية تزيد بخمسة أضعاف على طاقة مستشفى أسوان. كما سيكون مركزاً رئيسياً للمؤسسة، ويستقبل مرضى القلب من الوطن العربي وخارجه. وسيضم مركز أبحاث يتخصص في أمراض القلب، وأكاديمية لتدريب الأطباء المصريين والعرب على أحدث تقنيات جراحة وعلاج أمراض القلب. تخريج الكوادر ويسعى الدكتور يعقوب بالمستشفى الجديد إلى إجراء آلاف العمليات الجراحية، وتدريب مئات الكوادر المصرية والعربية؛ استكمالاً لمسيرته العلمية والإنسانية. 10 آلاف عملية وسيجري المستشفى الجديد 10 آلاف جراحة سنوياً، 70 في المئة منها تستهدف الأطفال، المعرضين أكثر من غيرهم لمضاعفات مشكلات القلب، التي تشكل خطراً على حياتهم، وتهدد فرص بقائهم أحياء، أو سليمي النمو. 80 ألف مريض وستستقبل العيادات الخارجية 80 ألف مريض سنوياً، وستضم 300 سرير؛ لتستوعب 150 بالغاً و150 طفلاً، مع كامل التجهيزات، من أجهزة القياس والتصوير وأحدث تقنيات تخطيط القلب ومراقبة الجهد القلبي. 1000 طبيب ويوفر المستشفى الجديد التدريب لنحو ألف طبيب وجراح، عبر مركز التعليم والتدريب، التابع للمؤسسة، ليكونوا ضمن الكادر الطبي العالي التأهيل في المستشفى. خريطة جينية كما ستسهم أبحاث الكوادر الطبية المتخصصة، التي ستعمل في أروقة الصرح الطبي الجديد في تدوين خبراتها العملية ومشاهداتها العلمية؛ لرسم خريطة جينية لأمراض القلب في المنطقة العربية، وصولاً إلى تطوير إجراءات صحية وقائية، تسهم في رفع مستويات الرعاية الصحية الخاصة بأمراض القلب في المجتمعات العربية والعالم. لكل الناس ويتوقع للمستشفى أن يكون من كبرى مؤسسات علاج وأبحاث أمراض القلب في المنطقة، لوضع إمكاناتها وخبرات أطبائها في متناول غير القادرين على تحمل الكلف الباهظة للرعاية الصحية القلبية. وهذا ما سبب التفاعل الإيجابي مع إعلان مبادرة صنّاع الأمل، المندرجة تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، تخصيص ريع حفلها الختامي؛ لدعم بناء المستشفى الجديد، مع العلم أن أمراض القلب هي من المسببات الرئيسية للوفاة في العالم العربي. تجديد الأمل وبدعم المستشفى مادياً والإضاءة عليه، تنتقل «صنّاع الأمل» إلى مرحلة أكبر وأشمل في العطاء تخلق فيها ثقافة أمل عربية لا تركز على المجتمعات المحلية فحسب، وإنما تتخطاها إلى الوطن العربي كله، لتفرز حراكاً إنسانياً عربياً داعماً لهذا النوع من المبادرات التي تجدد الأمل وتحيي القلوب. ملك القلوب ويعد الدكتور مجدي يعقوب، أشهر أطباء القلب في العالم، ولقبته الصحافة العالمية «ملك القلوب»، كما منحته ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، لقب «سير»؛ عرفاناً بمكانته العالمية الراسخة في تطوير علم جراحة القلب.ويسعى يعقوب إلى إجراء آلاف العمليات الجراحية، وتدريب مئات الكوادر المصرية والعربية، بمستشفاه في مصر؛ استكمالاً لمسيرته العلمية والإنسانية المديدة في جراحة القلب. منعطف وبدأت مسيرة الدكتور يعقوب في جراحة القلب مع موقف تعرض له في طفولته شكّل منعطفاً في حياته، بعد أن توفيت عمّته في عشرينات عمرها، بأزمة قلبية تاركةً رضيعها يتيماً. وحين رأى حزن والده عليها، وانهياره الذي لم يكن ليحدث لو كان علم جراحة القلب أكثر تقدماً في ذلك الوقت، قرر أن يأخذ زمام المبادرة ويتعلم ويفهم. وأولع بدراسة الطب، لعلمه بأن ما حدث لعمته ما زال يقع في الكثير من البيوت المصرية والعربية، ولرغبته في منح الأمل لآلاف القلوب في الوطن العربي، ورؤية السعادة على وجوه أكبر عدد من الناس. تميّز ولتفوقه الدراسي واهتمامه بتلك القضية الإنسانية، التحق بكلية الطب في جامعة القاهرة عام 1950. وبعد تخرجه بسبع سنوات، انتقل إلى لندن ليتدرب على يد راسيل بروك، أحد رواد جراحة القلب المفتوح الحديثة، ثم سافر إلى الولايات المتحدة ليعمل أستاذاً مساعدا ًفي جامعة «شيكاغو» لفترة، عاد بعدها إلى بريطانيا ليعمل في مستشفى «هارفيلد»، الذي كانت تجهيزاته تقتصر على مرافق بسيطة، ولكن تفوقه العلمي وشغفه نجحا في تحويل هذا المستشفى إلى أكبر مركز لزرع القلب في أوروبا، وبفضل جهوده، نفذ المستشفى 200 عملية زرع قلب كل عام. ابتكارات وقدّم الدكتور يعقوب مع فريقه إنجازات رائدة في توفير مفاهيم وسبل جديدة؛ لعلاج أمراض القلب الخلقية، مثل التبديل الشرياني الحديث. ونفّذ أول تقنية لاستبدال جذر الصمام والمعروفة باسم «إعادة التشكيل»، كما طوّر تقنيات لإعادة تنشيط الشريان القصبي، وله ابتكارات عدّة كزرع القلب المتغاير. مسيرة عطاء ورغم إنجازاته التي لا حصر لها، تكمن قيمة الدكتور يعقوب الحقيقة في إنسانيته ورغبته في خدمة العلم والناس؛ حيث يؤكد فريق عمله وكل من تتلمذ على يديه، أنه لا يبخل بأي معلومة، ودائماً يسعى لمشاركة معارفه وتجاربه مع كل راغب في التعلّم، ما جعله قدوة لعلماء الطب وممارسي الطب والرعاية الصحية في العالم.ويعمل الدكتور يعقوب حالياً أستاذاً لجراحة القلب في المعهد الوطني للقلب والرئة في كلية إمبريال بلندن، ومدير الأبحاث في مركز «هارفيلد» لعلوم القلب، الذي يعرف أيضاً باسم معهد مجدي يعقوب.الدكتور مجدي يعقوب مؤسس ورئيس جمعية «سلسلة الأمل» الخيرية، التي يعالج بها الأطفال المصابون بأمراض قلبية. وقد دشّن كذلك مركز أسوان للقلب في مدينة أسوان الشمالية المصرية. جينيس وفى عام 1983، أجرى الدكتور يعقوب عملية زرع قلب لإنجليزي يُدعى جون مكافيرتي، عاش 33 عاماً بعدها حتى توفي عام 2016، ودخل بذلك موسوعة «جينيس» بوصفه أطول شخص يعيش بقلب منقول. ودخل الدكتور يعقوب موسوعة «جينيس» عام 1980 لإجرائه 100 عملية قلب في عام واحد فقط. انتماء للوطن العربي ورغم قضائه جزءاً كبيراً من حياته في الخارج، فإنه أكد في أكثر من مناسبة، عبر وسائل الإعلام، أنه يعمل على اكتساب الخبرة والعلم والمعرفة؛ ليعود إلى وطنه العربي، ويتبرع بخدماته وعلمه وخبراته للأرض التي نشأ وترعرع فيها، ليرد لها الديّن.ولطالما وجّه الدكتور يعقوب اهتمامه لإجراء الجراحات المجانية في مصر، ومشاركة علمه فريقه من الشباب العرب. وبعد كتابته نحو 1400 مقالة طبية، سيسعى الدكتور يعقوب، إلى مشاركة ما تعلمه مع فريقه الطبي المكوّن من نخبة الكوادر العربية. حتى لا تضيع ويقول الدكتور يعقوب بهدوئه المعهود وابتسامته التي لا تفارق وجهه، أثناء مقابلة له مع فريق عمل مبادرة صنّاع الأمل «لا أريد أن تضيع خبراتي بعد أن أفضي إلى ربّي. أريد أن تستمر مسيرة العلاج وتتخطى المجتمعات العربية. لم تكن الألقاب التي حصلت عليها من أولوياتي، ويكفيني فخراً وسعادةً أن أنعم برؤية أبناء وطني فرحين بشفائهم؛ لذا أعمل على مشاركة معارفي مع الأطباء العرب، كي يعودوا إلى أوطانهم ويتناقلوا الخبرات، ونصنع حراكاً مستمراً في النهوض بجودة حياة المجتمعات العربية». من القلب إلى القلب وبذلك تكون الشراكة بين «صنّاع الأمل» و«مؤسسة مجدي يعقوب» من القلب إلى القلب، تمدّ جسور العطاء ممن يحملون الأمل في قلوبهم إلى من يأملون بشفاء قلوبهم. صدى عالمي حصل الدكتور مجدي يعقوب على وسام الاستحقاق البريطاني سنة 2014 من الملكة إليزابيث الثانية، ولقّبته الأميرة الراحلة ديانا ب«ملك القلوب». وفي القرار الجمهوري رقم 1 عام 2011، صدّق الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك يوم 6 يناير/‏كانون الثاني 2011 على منح الدكتور يعقوب «وسام قلادة النيل العظمى»؛ لجهوده الوافرة والمخلصة في مجال جراحة القلب، واستلمها في حفل خاص أقيم تكريماً له. كما حاز جائزة فخر بريطانيا في 11 أكتوبر/‏تشرين الأول عام 2007، بحضور رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردن براون؛ لإنجازه 20 ألف عملية قلب في بريطانيا. كما حاز زمالة كلية الجراحين الملكية بلندن، وألقاباً ودرجات شرفية وفخرية من أعرق الجامعات.

مشاركة :