دبي: سومية سعد تمتهن فاطمة الجسمي تدريب الكلاب البوليسية منذ 10 سنوات في شرطة دبي، ومنذ نعومة أظفارها، تعشق التحدي في تدريب الكلاب، وأثبتت حضورها بسرعة في مهنة ظلت سنوات طويلة حكراً على الرجال. وتعد الجسمي واحدة من 4 متدربات يعملن في تدريب الكلاب البوليسية، رغم صعوبة نظرة المجتمع لهن في اقتحام تلك المهنة الشاقة، وتزيد سعادتهن عندما يرين نظرات الفخر بما يقدمنه لوطنهن.تقول الجسمي: كنت مصممة على العمل الميداني منذ الوهلة الأولي، وسمح لي مدير إدارة التفتيش الأمني«K9» بالحصول على «كلبة» متدربة، وكان عليّ أن أقضي معها بعض الوقت لتتعود علي، ولحظتها كنت فرحة جداً لأني أخيراً سأحصل على العمل الذي احبه، وأقضي فيه بعض الوقت، وبدا التحدي يكبر، وأنا أحث الكلبة على إبراز مهاراتها أمام الجمهور، لأن إعجاب الجمهور هو مقياس كفاءتي، ودليل جدارتي.تعتبر الجسمي نفسها جندياً يجب أن يكون مستعداً دائماً للنزول لساحة المعركة، عندما يستدعيه قائده في أي وقت.لافتة إلى أن ظروف عملها يمكن أن تفرض عليها العمل أكثر من 12 ساعة متواصلة، إلا أنها لم تشعر يوماً بالإجهاد، أو الملل، فإيمانها بأن عملها رسالة مجتمعية مهمة يدفعها إلى إنجاز مهامها على أكمل وجه، وبالشكل الذي يعبر عن حبها لوطنها. صعوبات المهنة تشير الجسمي إلى أنها لم تواجه أي رفض من قبل أسرتها، ولكنها بالمثابرة والنجاح في العمل أصبح البعض أكثر تقبلاً وتقديراً لدور المرأة في الحياة العملية، بأشكالها كافة.وتشير إلى أن بعض الصعوبات التي تواجهها تتمثل في الاستعداد المستمر، خاصة في المناطق المرتفعة، وجهوزيتها للعمل في أي لحظة، إضافة للتحديات التي واجهتها أثناء تدريب الحيوان، وتلقينه الأساليب الشرطية في التفتيش، ولكنها تخطّت كل ذلك عبر الالتحاق بالدورات التخصصية وزادت من رصيد خبرتها في عالم تدريب الكلاب، وفهم طبيعة الحيوان، وردة فعل كل فصيلة.وتوضح أن هناك مهارات يتم اكتسابها من خلال الخضوع للدورات التدريبية، التي منها الدورة التأسيسية لتدريب الكلاب البوليسية، وهي التي تمد المدرب بأساسيات التدريب وفنون التآلف، والتعارف بين الكلب ومدربه، ثم تدريبات الطاعة التي من خلالها يسيطر المدرب على كلبه، ويجعله يستجيب للأوامر كافة، ثم يخضع المدرب نفسه لدورة التخصص لتحديد مجال عمله، سواء في الكشف عن المخدرات، أو تتبع الأثر، أو البحث عن المفقودين، والجثث، إضافة إلى التدريبات اليومية لرفع مستوى كفاءته، ودورات أخرى في الأمن والسلامة والإسعافات الأولية. تأمين الفعاليات تقول الجسمي إن أهم الأشياء التي تشارك فيها هي تأمين مواقع الفعاليات المهمة، والاحتفالات الكبرى، والمعارض التي تستضيفها الإمارات، والمواقع التي يتفقدها ضيوف الدولة من كبار الشخصيات، والسفراء، والدبلوماسيين، إضافة إلى تقديم العروض التي تقدم التوعية الأمنية التي تستضيفها المدارس والجامعات في أنحاء الدولة كافة. أما عن الوظائف التي تشارك فيها الكلاب البوليسية في الشرطة فهي: الكشف عن المخدرات، البحث عن المتفجرات والأسلحة، الكشف عن الجثث، تتبع أثر الجناة، تمييز الروائح، الكشف عن مسببات الحرائق، البحث عن المفقودين، الحراسة، إضافة إلى المساعدة في الكشف عن الأدلة، والتعرف إلى مسرح الجريمة الذي يشهد تغيراً سريعاً.وتضيف الجسمي: أحرص على حضور الدورات كافة التي تصقل خبرتي وتزيدني ثقة بنفسي. واحس بمتعة كبيرة خلال أداء عملي الذي يتطلب مجهوداً يومياً كبيراً، ولكن التعب يذهب عندما أحس بأني أسعدت الناس في كثير من الأحداث والتجمعات التي أكلَّف بتأمينها، خصوصاً في أيام الأعياد، والمناسبات الوطنية والاجتماعية.وتضيف: «الكلب من أذكى الحيوانات، ولا يخطئ مطلقاً في مهمّته، وإن حدث أي خطأ فهو يعود للمدرب، الذي يجب أن يكسب ودّه إذا ما لمس منه الحنان والعطف في التعامل، ويبني على ذلك علاقة صداقة قوية، والحمد لله لم يحدث حوادث بيننا». صفات المدرب اختصت الجسمي بتدريب الكلاب على كشف المتفجرات، وهي مهمة تحتاج إلى حرص المدرب، وحدس الكلب القوي، الذي عليه أن يكون سريع الحركة، وتنم مهاراته عن قدرة دفاعية، ويكون التقاطه لكرة التدريب قوياً، وسريعاً، وحاسماً. 12 تخصصاً أسست شرطة دبي إدارة تدريب الكلاب البوليسية في عام 1976 لتسخير حدسها القوي، ومهاراتها العالية، في خدمة سلامة المجتمع، وحماية أمنه، والبداية كانت بستة كلاب، وستة مدربين، يعملون في ثلاثة تخصصات فقط، هي الكشف عن المخدرات، والبحث عن المتفجرات، وفض الشغب.وتضم إدارة «k9»عدداً كبيراً من الكلاب البوليسية في 12 تخصصاً، منها: «الكشف عن المتفجرات والأسلحة، والكشف عن المخدرات، والكشف عن الجثث، وتتبع أثر الجناة، وتمييز الروائح، والكشف عن مسببات الحرائق، والبحث عن المفقودين، إلى جانب الحراسة، وغيرها، والتي تسعى للكشف عن الأدلة، والتعرف إلى مسرح الجريمة الذي يشهد تغيراً سريعاً.وتعتبر إدارة تدريب الكلاب البوليسية في شرطة دبي، أول مؤسسة أمنية عربية انضمت إلى منظمة «آي آر أو» التي تتبع منظمة الهيئة الدولية الاستشارية للبحث والإنقاذ، «إنساراج»، التابعة للأمم المتحدة، وهي الجهة التي تتولى نشر وتوصيل نتائج البحوث العلمية.
مشاركة :