يتعرض الجميع لنوبة فواق على الأقل مرة واحدة في حياته، وتعد هذه الحالة من الظواهر التي يتعود عليها بكل سهولة، على الرغم من الإزعاج الذي تؤدي إليه بسبب الطبيعة المفاجئة لها. ويطلق على هذه الحالة الحازوقة أو البوفهاق أو الزغطة، وهي انقباضات متزامنة وغير إرادية بين العضلات الوربية والحجاب الحاجز، والذي يقع بين تجويف الصدر والبطن، وله دور مهم في عمل الجهاز التنفسي.يمكن أن يتكرر هذا الانقباض عدة مرات في دقيقة واحدة، ويتزامن ذلك مع رد فعل عكسي، يتمثل في إغلاق لسان المزمار، وبالتالي يصدر صوتاً مميزاً يعرف بالفواق.وتكون هذه الحالة في كثير من الأحيان عابرة، ولا تستمر سوى بضع دقائق، وفي الكثير من الأحيان لا تعد هذه الحالة مشكلة طبية، وإنما مجرد أحد الأعراض التي يمكن أن يؤدي إليها بعض التشنج في البطن والصدر والحلق، ولكن تعد عرضاً لأحد الأمراض لدى العديد من الأشخاص.ونتناول في هذا الموضوع حالة الفواق بكل تفاصيلها، والأسباب التي تؤدي إلى حدوثها، وكذلك الأمراض التي يمكن أن تكون من ضمن أعراضها، والمضاعفات التي تؤدي إليها، ونقدم طرق الوقاية الممكنة وأيضاً طرق العلاج المتبعة والحديثة للتخلص من هذه الظاهرة. شائع لدى الأطفال تتعدد الأسباب وراء الإصابة بحالة الفواق، حيث يمكن أن تكون بسبب الأكل السريع أو المليء بالبهارات، أو بسبب الإفراط في تناول المشروبات الغازية أو الكحولية، وذلك حسبما ذكر موقع «ويب مد».وأضاف الموقع: يمكن أن يكون الفواق مزمناً، وذلك في الحالات التي يستمر فيها لأكثر من 48 ساعة، وهذه الحالة تحتاج إلى تدخل طبي وعلاج السبب، وبخاصة لو كان هناك مرض وراءها.ويعتبر الفواق من الأمور الشائعة لدى الأطفال وبالذات الرضع، غير أنه لا يثير القلق، ويجب التوقف عن تغذية الطفل تماماً لو أصيب به حتى يتوقف.ويتوقف في الأغلب عند الأطفال والرضع لو تم تغيير وضعياتهم أو جعلهم يتجشأون، وربما ساعد استئناف التغذية في بعض الحالات على توقف الفواق. الأكل سريعاً يعد الفواق في حد ذاته عرضاً، وربما صاحبه شعور من يصاب به بتضيق الصدر أو البطن أو الحلق، ومن الطبيعي أن يصاب أي شخص به، إلا أن الطبيعي أيضاً ألا يستمر لأكثر من بضع دقائق، ولذلك فإن استمراره لوقت أطول وبكثافة أكثر يتطلب المساعدة لمعرفة الأسباب والعلاج المناسب.ويعتبر الغذاء من أهم الأسباب للإصابة به، وعلى الرغم من ذلك من الممكن أن تبدأ هذه الحالة دون وجود سبب واضح، ويمكن أن يتسبب أحد العوامل في تعطيل أو إزعاج وظائف الحجاب الحاجز الطبيعية، كأن يتناول الشخص طعاماً ساخناً للغاية، أو أن يكون ممتلئاً بالبهارات.ويؤدي أيضا للإصابة بالفواق الأكل بشكل سريع، أو تناول المشروبات الغازية أو الإكثار من المشروبات الكحولية، ويضاف إلى ما سبق أن يكون الشخص معتاداً على تناول أطعمة تضر بالمعدة والجهاز التنفسي، وأيضاً ابتلاع الهواء أثناء المضغ. 48 ساعة ونشر موقع «هليث لين» أن التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة تتسبب أحياناً في الإصابة بالفواق، كما تلعب الحالة النفسية للشخص دوراً، كأن يكون متوتراً أو خائفاً، أو يعاني الإثارة أو الإجهاد العاطفي، ويستغرق الأمر في كل ما سبق أقل من 48 ساعة.ويمكن أن يستمر الفواق لأكثر من 48 ساعة، وذلك عند تناول بعض الأدوية، مثل أنواع من مضادات الاكتئاب، وعدد من المضادات الحيوية وبعض المهدئات.وذكر الموقع: يؤدي تلف أو تهيج الأعصاب المبهم أو العصب الحجابي - وهو ما يخدم عضلة الحجاب الحاجز - إلى هذه الحالة، ومن الأسباب التي تتسبب في تهيج هذه الأعصاب أو تضررها وجود شيء ما يلمس طبلة الأذن كالشعر.ويرجع أيضاً إلى تضخم في الغدة الدرقية، أو وجود ورم أو كيس بها، كذلك إذا كان هناك التهاب في الحلق أو الحنجرة، أو بسبب الارتجاع المعدي المريئي.ويعوق تحكم الجسم الطبيعي في منعكس الفواق وجود ورم أو عدوى في الجهاز العصبي المركزي، أو تلف به بسبب التعرض لإحدى الصدمات، وتشمل أسباب هذه الصدمات التهاب الدماغ والسحايا، والتصلب المتعدد والسكتة الدماغية والأورام وإصابات الدماغ الرضخية. الرجال والنساء يمكن أن يتسبب في تحفيز الفواق طويل المدى التخدير، واختلال توازن الكهارل وداء السكري ومرض الكلى والمهدئات، وسوء استخدام المواد الكحولية.ويعتبر من عوامل خطورة هذه الحالة الجنس، فالرجال أكثر عرضة للإصابة بالفواق طويل المدى بالمقارنة بالنساء، ويعاني بعض من يخضعون لعمليات جراحية في البطن لهذه الحالة، وذلك نتيجة الوقوع تحت تأثير مخدر عام.وتشمل المضاعفات المترتبة على الفواق طويل الأمد، إعاقة المصاب به عن الأكل أو النوم أو الكلام، وربما أدى في بعض الأحيان إلى تأخر التئام الجروح بعد العمليات الجراحية. إجراءات التشخيص يمكن أن يطلب الطبيب عند الاشتباه بوجود أحد الأمراض وراء الإصابة بالفواق إجراء مجموعة من الاختبارات، حيث يتم فحص عينة من الدم بحثاً عن داء السكري أو العدوى أو مرض الكلى.ويمكن لاختبارات التصوير الطبي أن تكشف عن أي تشوهات تشريحية ربما تؤثر في العصب المبهم أو العصب الحجابي، وتشمل هذه الاختبارات تصوير الصدر بالأشعة السينية أو أشعة مقطعية أو رنين مغناطيسي.ويتم فحص مشكلات المريء أو القصبة الهوائية، من خلال اختبارات التنظير الداخلي، وذلك باستخدام أنبوب رفيع ومرن به كاميرا دقيقة تمرر أسفل الحلق.ويجري الطبيب خلال الفحص البدني فحصاً للعصب، حتى يتأكد من التوازن والاتساق، وقوة وتوتر العضلات، وردود الفعل والبصر وحاسة اللمس. طرق متنوعة تشفى معظم حالات الفواق من دون الحاجة إلى علاج، ويكمن الشفاء منها في علاج أي أمراض تكون سبباً في الإصابة به، وتتوافر بعض الطرق والوسائل التي تعالج الحازوقة، وهي طرق طبية.وتعد أول هذه الطرق من خلال التنفس واتخاذ الوضعية المناسبة، فيأخذ المصاب نفساً ويمتنع عن الزفير لمدة 10 ثوانٍ، ومن ثم يقوم بالزفير تدريجياً وببطء، ويكرر هذا الإجراء ما لا يقل عن 4 مرات، ويعاود تنفيذه بعد 20 دقيقة.ويمكن أن يتنفس المصاب في كيس ورقي، ويقوم بضم الركبتين إلى صدره دقيقتين، مع الضغط على الصدر من خلال الانحناء إلى الأمام. الطعام والشراب تعالج الحازوقة من خلال الطعام والشراب، وذلك بالغرغرة بماء مثلج، أو وضع قطرات من الخل في الفم، أو وضع بعض حبيبات السكر الكبيرة على اللسان، وعند بداية ذوبانها يبتلعها المصاب. ويساعد أيضاً ارتشاف المياه المثلجة ببطء شديد، أو ارتشاف الماء الساخن ببطء كذلك، ودون أن يتنفس المصاب، ومن الممكن وضع شريحة رفيعة من الليمون على سطح اللسان، مع مصها كأنها قطعة حلوى صلبة.ويلجأ البعض إلى فكرة الإلهاء، والتي تهدف إلى تناسي الفواق حتى يختفي تلقائياً، ويستعين البعض بخدعة إخافة المصاب حتى يبتعد بأفكاره لأشياء أخرى، أو أن يدخل جسمه في حالة انتباه، ومن ثم يريح الحجاب الحاجز. نقاط الضغط يمكن علاج الفواق من خلال نقاط الضغط على الجسم، ومن ذلك أن يخرج المصاب لسانه مع إمساكه بأطراف الأصابع والضغط عليه قليلاً.وتحفز هذه التقنية عمل العصب المبهم، كما تقلل من تشنجات الحجاب الحاجز، ويمكن الضغط يدوياً وبشكل لطيف على الحجاب الحاجز، أو من خلال الضغط على طرفي الأنف أثناء البلع.ويضطر الطبيب إلى وصف بعض الأدوية، وذلك في بعض الحالات التي يؤثر فيه الفواق، بحيث يواجه صعوبات عند تناول الطعام مع خسارة في الوزن، وإذا عانى مشاكل في النوم، أو عانى الأرق، وأخيراً إذا ظهرت عليه أعراض الاكتئاب. أرقام قياسية يمكن أن يقي الشخص نفسه من الإصابة بنوبات الفواق إذا تجنب بعض الأمور، ومن ذلك الأكل أو الشرب بشكل سريع، وكذلك الطعام الحار.ويشمل ذلك أيضاً تجنب تغير حرارة المعدة بصورة مفاجئة، بسبب تناول طعام أو شراب معين، وأيضاً التغيرات الكبيرة والمفاجئة في المشاعر.ويساعد على تجنب الحازوقة المزمنة الابتعاد عن الأطعمة التي تنتج غازات، وكذلك تجنب المشروبات المكربنة، مع تناول الوجبات بكميات صغيرة.وسجلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية أطول نوبة فواق عاناها الأمريكي تشارلز أوزبورن، بدأت معه من 1922، وحتى فبراير 1990، أي 68 عاماً.وعانت المراهقة جنيفر مي من ولاية فلوريدا الأمريكية نوبة فواق بلغت 50 مرة في الدقيقة، واستمرت معها لأكثر من 5 أسابيع، في حين أن البريطاني كيستوفر ساندز عانى الفواق 27 شهراً من فبراير 2007 وحتى مايو 2009.
مشاركة :