العدسات اللاصقة.. مزايا بصرية وآثار جانبية

  • 2/16/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: راندا جرجس تعتبر العدسات اللاصقة أداة طبية يستخدمها الأطباء والاختصاصيون في مجال طب العيون، لمعالجة بعض المشكلات البصرية المتعددة مثل تشوش الرؤية، قصر أو طول النظر، الانحراف، والعيوب الانكسارية وغيرها، وهي بديل للنظارات الطبية التي لا يفضل ارتداءها بعض الأشخاص ويبحثون عن الأسهل والأسرع، وهي عدسات بلاستيكية أو زجاجية تصنع من مواد مختلفة ترجع إلى المدة الزمنية التي تستعمل فيها، ويتم وضعها على القرنية مباشرة وتطفو وتكون متحركة، وهناك أكثر من نوع أبرزها الطبية والتجميلية، وفي السطور القادمة يلقي خبراء واختصاصيو العيون الضوء على مزايا وعيوب استخدامات العدسات اللاصقة. تقول الدكتورة سهير تويج، استشارية طب وجراحة العيون أن العدسات اللاصقة تستخدم كبديل للنظارات لتصحيح الأخطاء الانكسارية أو كعلاج مساعد في شفاء بعض حالات القرنية وأيضاً لأغراض تجميلية بالعدسات الملونة، التي يمكن إضافة المزايا الطبية لها، وتستخدم في معالجة مشكلات النظر، ويمكن تقسيمها إلى العادية والأخرى اللينة، ويتم استبدال العدسات البلاستيكية الصلبة الآن بغيرها القابل للنفاذ، حيث إنها تنقل الأكسجين بشكل جيد وتكون مريحة كالأنواع اللينة بعد فترة من التكيف. فئة عمرية تفيد د. سهير بأنه يمكن استخدام العدسات اللاصقة لتصحيح الرؤية لدى فئات عمرية مختلفة بدءاً من الصغار خاصة بعد جراحة الساد المولود بها الطفل، ووصولاً إلى الأطفال الأكبر بين 12 عاماً وما فوق، كما نرى أن الأطفال يظهرون مسؤولية واهتماماً كبيراً بعدساتهم اللاصقة، وتجدر الإشارة إلى أن استخدام العدسات متاح للجميع ولكن مع الحرص على القيام بتجربتها ومعرفة الآثار الجانبية المحتمل حدوثها، ومراقبة العين عند وضعها، ومدى ظهور أعراض مثل الألم، الحكة، الاحمرار، إفرازات دمعية، مع طلب المشورة الطبية المناسبة. عادات خاطئة يؤكد الدكتور أسامة الجليدي استشاري طب العيون والقرنية وتصحيح البصر، على أنه لا ينبغي للأشخاص الذين يعانون بعض الحالات أن يضعوا العدسات اللاصقة مثل المصابين بحالة العدوى المتكررة، وعدم تحمل وجود العدسات على العين، ويعد الخيار الأفضل جراحة الانكسار بالليزر، أو الليزك، كما يجب عدم وضعها أيضاً في حال رافقتها بعض الأعراض مثل العين الحمراء أو عدم الراحة أو الإفرازات.يضيف: يمكن للعدسات اللاصقة أن تسبب العدوى إذا لم يتم اتباع نظام التنظيف السليم واتباع جدول وضع العدسات، وتعتبر السبب الرئيسي لعدوى القرنية خاصة عند وضعها لفترات طويلة دون اهتمام، وهناك حالة خطيرة وصعبة، وهي نوع من الطفيليات الصغيرة الموجودة في الماء وخاصة مع وضع العدسات أثناء النزول في حمام السباحة، أو استخدام ماء الصنبور لتنظيفها، كما يؤدي الإفراط في وضعها إلى جفاف العين، وظهور الأوعية الدموية في القرنية. طبية وتجميلية يشير د. أسامة إلى أن العدسات الطبية تتضمن العديد من الأنواع اللينة والصعبة، أما التجميلية فهي اللينة فقط، ولها نفس الانحناء وبالتالي ربما لا تتناسب بشكل جيد مع كل عين، ولا تحتاج إلى وصفة طبية، وتتوفر بمعايير ثابتة، ويمكن لأي شخص شراؤها دون أي دراية حول كيفية وضعها أو العناية بها، لذلك هناك خطر أكبر للإصابة بالعدوى، أما الأنواع العلاجية فلها انحناء مختلف، لذلك يمكن للاختصاصي اختيار درجة انحناء العدسات اللاصقة المناسبة للقرنية، وأحد الاختلافات الرئيسية يتعلق بتعليم طريقة التركيب، التي تتم تحت إشراف متخصص، حيث إنها عدسات مصممة لتناسب كل عين على حدة، كما يتم وضع جدول للمتابعة، لذلك يمكن لكلا النوعين أن يسبب أضراراً للعين ولكن بشكل أكبر بالنسبة للتجميلية.يضيف: في حالة وجود أي أسئلة واستفسارات متعلقة بالعدسات، تجب استشارة ومراجعة طبيب العيون، كما أن جراحة الانكسار بالليزر أصبحت آمنة، وتعد بديلًا ممتازاً. طرق العناية يوصى د. أسامة بوضع العدسات المحددة عن طريق المتخصص، القيام بإجراء فحوص منتظمة، وضع العدسات قبل الماكياج وإزالتها قبل القيام بإزالة المواد التجميلية، غسل اليدين وتجفيفهما في حال التعامل مع العدسات اللاصقة، وفركها وغسلها وتخزينها باستمرار في المحلول الموصى به مع كل استخدام وبعده، ووضعها ووجهها للأسفل في الصندوق الخاص بها، التخلص من الأنواع ذات الاستخدام الواحد بعد كل ارتداء، تجنب بخاخات مثبت الشعر قرب العينين.يكمل: يجب التخلص من الأنواع ذات الاستخدام لمرة واحدة، والعدسات والمحاليل التي تجاوزت تاريخ صلاحيتها، امتلاك زوج من النظارات احتياطاً عند الحاجة، واستشارة الطبيب عند استخدام قطرات للعين، ولا يمكن غسل العدسات اللاصقة بماء الصنبور أو تبليلها باللعاب، وعدم الاستمرار في وضعها إذا لم تكن العين في حالة طبيعية مثل عدم الوضوح، ولا يفضل وضعها أثناء النوم، وكذلك وقت ممارسة الرياضات المائية، والاستحمام، ولا يجب تبديل المحلول المستخدم دون مشورة، أو مشاركة العدسات اللاصقة مع أشخاص آخرين. تصحيح العيوب الانكسارية يقول الدكتور ألكسندر سالازار مختص فحص النظر ومعالجة الجراحة الانكسارية: يمكن استعمال وسائل بصرية مختلفة لتصحيح العيوب الانكسارية للعين، مثل قصر النظر أو بعد النظر أو الاستجماتزم، ومن أكثر الوسائل والخيارات شيوعاً التصحيح باستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة، والفرق الرئيسي بين طريقتي المعالجة أن وضع النظارات، يتم على مسافة 12 مم من العين، بينما يتم التصحيح بالعدسات اللاصقة بشكل مباشر بملامسة العين، وبناءً على مقدار العيوب الانكسارية التي يجب تصحيحها نستخدم أحد هذين الخيارين، ومن الضروري ملاحظة أن هذا القرار يجب أن يتخذه الاختصاصي في مجال صحة البصر لأن إساءة استخدام أي من أدوات الرؤية يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة في العين. مواصفات ومقاييس يشير د. ألكسندر إلى أن التخصص في مجال العدسات اللاصقة واسع للغاية، لكن بشكل مبسط يمكننا القول إن تصنيفها يتم وفقاً لمواد التصنيع والاستخدام التي صممت لأجله، حيث يمكننا تقسيمها إلى ثلاث فئات رئيسية وهي صلبة ولينة وهجينة، وربما تختلف المزايا بناءً على القوة الانكسارية أو الانحناء أو نفوذية المادة، ويعتمد تحديد الساعات التي يمكن إبقاء العدسات اللاصقة، على حالة العين والمادة التي صنعت منها العدسات، ولكن بشكل عام لا ينصح بوضعها لمدة تزيد على 10 ساعات في اليوم، ويجب توضيح أن الاختصاصي المسؤول عن صحة العين هو الشخص الذي يجب أن يقدم التوصيات المناسبة لوضع العدسات اللاصقة بناء على الحالة المحددة.يختتم: بالنسبة للمدة الزمنية التي يجب أن يتم خلالها تجديد العدسات اللاصقة، فهذا يعتمد على المواد التي صنعت منها وتصميمها، وتجدر الإشارة إلى أنه يجب فحص العدسات الصلبة سنوياً ولكن يمكن أن تكون مدة استخدامها أطول، أما العدسات اللينة فهناك خيارات مختلفة، ويمكن أن تستخدم الأنواع التقليدية لمدة سنة واحدة ثم تغييرها، وهناك عدسات يتم استبدالها بشكل شهرى، كما توجد عدسات لينة يمكن التخلص منها يومياً. الشاشات الرقمية تعد الشاشات الرقمية من أكثر التقنيات الحديثة التي ظهرت في السنوات الأخيرة والتي يستخدمها العديد من الأشخاص على مستوى العالم، لساعات طويلة، ويؤثر استخدامها سلباً في القدرة البصرية وربما يتسبب في العديد من الأضرار على العين في بعض الحالات، حيث إن النظر إليها لفترات زمنية متواصلة يقلل معدل الرمش دون أن يدرك الشخص ذلك، ما ينجم عنه إجهاد وإرهاق أو جفاف العين وبالتالي احمرارها وتهيجها والشعور بالحكة المستمرة، والإصابة مع مرور الوقت بتشوش الرؤية وعدم وضوحها، ويتفاقم الأمر سوءاً عند الذين يعانون مشكلات النظر مسبقاً، ولذلك يجب اختيار وسيلة آمنة للحفاظ على النظر أثناء استخدام هذه الشاشات الرقمية، والتي يمكن أن تتمثل في ارتداء النظارات الطبية، أو استخدام العدسات اللاصقة، ولكن يجب أن تكون تحت إشراف الطبيب المختص.

مشاركة :