عواصم - وكالات: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات نقلتها قناة (إن. تي. في) التلفزيونية إن تركيا لا يمكن أن تظل صامتة إزاء تطويق القوات الحكومية السورية لمواقع عسكرية تركية بمنطقة إدلب السوريّة. وذكرت قناة (إن. تي. في) أن أردوغان أبلغ الصحفيين المرافقين خلال رحلة من باكستان بأن المحادثات التي أجراها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بهذا الشأن كانت إيجابية. وأضاف إن بيانات الدعم الأمريكية لتركيا فيما يتعلق بإدلب لا ترسّخ الثقة. وقالت الرئاسة التركية إن الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والأمريكي دونالد ترامب تبادلا وجهات النظر بشأن وقف القتال فوراً في محافظة إدلب السورية وذلك خلال اتصال هاتفي أمس. وأضافت في بيان إن الطرفين اتفقا على أن هجمات القوات الحكومية السورية في إدلب، والتي أسفرت عن مقتل 13 جندياً تركياً، غير مقبولة. من جانب آخر، أكد فؤاد أقطاي نائب الرئيس التركي أن إدلب شمالي غربي سوريا بالنسبة لبلاده هي مسألة أمن قومي، وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إن بلاده ترغب في التقارب مع روسيا ولكنها ستتخذ خطوات أخرى عند الضرورة، في حين سقط المزيد من القتلى بغارات روسيّة على ريف حلب الغربي أمس أسفرت وفقاً للإحصاءات الأولية عن مقتل خمسة مدنيين وإصابة العشرات بجروح وارتفاع وتيرة النزوح. وخلال لقاء تلفزيوني، قال أقطاي إن إدلب بالنسبة لبلاده هي مسألة أمن قومي وليست منطقة حدودية فقط، وإن أنقرة على علم «بالمؤامرات» الجارية هناك وقد اتخذت وستتخذ كل التدابير اللازمة لإفشالها وأوضح أقطاي أن أنقرة أبلغت «الشركاء»، روسيا وإيران، بتفاهمات أستانا وسوتشي بشكل واضح، وأن عليهم أن يؤمّنوا انسحاب النظام السوري إلى الحدود وإلا فإن بلاده ستضطر أن تفعل ذلك كما أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان. وشدّد أقطاي على أن بلاده أوفت بالتزاماتها في منطقة إدلب وفقاً للاتفاقات، وأنها عازمة على وقف تقدّم قوات النظام السوري في إدلب، مكرراً التهديد بأن أنقرة ستستخدم القوة العسكرية لطردها إذا لم تنسحب بنهاية هذا الشهر. وأشار نائب الرئيس التركي إلى أن تركيا تستضيف نحو أربعة ملايين سوري، ولا يمكنها استضافة مليون أو اثنين آخرين، لأن ذلك يشكل «عبئاً كبيراً لا يمكن قبوله». وبدوره، قال وزير الخارجية التركي للصحفيين، خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن إن بلاده ترغب في حل الخلافات مع روسيا بشأن منطقة إدلب بشمالي غربي سوريا من خلال الدبلوماسية لكنها ستتخذ خطوات أخرى إذا دعت الضرورة. وأضاف جاويش أوغلو إن وفداً تركياً سيتوجّه إلى موسكو غداً لإجراء محادثات بشأن إدلب، مضيفاً إنه سيجتمع أيضاً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في وقت لاحق وعلى الصعيد الميداني، قالت مصادر عسكرية تركية إن تدفق الأرتال العسكرية ما زال متواصلا، وهي تهدف لتعزيز نقاط عسكرية على الحدود والمواقع والنقاط المنتشرة في إدلب، كما أقام الجيش التركي نقطة مراقبة جديدة في الشيخ سليمان بريف حلب. من جهة أخرى، قتل خمسة مدنيين جراء غارة جوية روسية على بلدة السحارة بريف حلب الغربي فيما قالت أنباء أخرى إن القصف أسفر عن مقتل أكثر من خمسة وأصيب العشرات بعضهم بحالة حرجة. وأضاف إن قوات النظام السوري شنت هجوماً واسعاً من مناطق سيطرة الوحدات الكردية بريف حلب الشمالي الغربي في قرية باشمرا باتجاه قرية الشيخ عقيل التي توجد فيها نقطة مراقبة تركية، وأعلنت المعارضة السوريّة أنها صدّت الهجوم بعد مواجهات «عنيفة». من جانب آخر، تحدثت أنباء عن سيطرة قوات النظام على قرية أورُم الكبرى والمناطق المحيطة بها، بعد حملة جوية روسية على كامل الريف الغربي. وبعد جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن أمس، طالب ممثلو خمس دول من الاتحاد الأوروبي النظام وحلفاءه بإنهاء هجومهم العسكري في شمالي غربي البلاد فوراً، والالتزام بوقف إطلاق النار.
مشاركة :