أصابت عدة صواريخ قاعدة عراقية تضم قوات أميركية قرب سفارة واشنطن في بغداد في الساعات الأولى من صباح الأحد، حسبما أفادت مصادر عسكرية، في هجوم جديد ضمن سلسلة ضربات استهدفت مقرات وجنود أميركيين في العراق خلال الأشهر الأربعة الأخيرة. وأكد المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق الجنرال مايلز كاغينز في تغريدة "إصابة القاعدة العراقية التي تضم قوات (من التحالف) بصواريخ صغيرة في المنطقة الدولية (...) عند الساعة 03:24 (بتوقيت العراق)". وذكر أن الهجوم لم يؤد إلى وقوع إصابات. والقاعدة المعروفة باسم "يونيون 3"، هي مقر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق منذ 2014 لمساعدة القوات المحلية على محاربة تنظيم داعش المتطرف. من جهتها، أعلنت القوات العراقية سقوط ثلاثة صواريخ كاتيوشا داخل المنطقة الخضراء حيث مقر قوات التحالف ومجمعات السفارة الأميركية والامم المتحدة وجهات حكومية. وسقط صاروخ رابع في "مقر الدعم اللوجستي للحشد الشعبي" الذي يضم فصائل شيعية مسلحة مندمجة في الجيش العراقي، وفقا للقوات العراقية، علما أن المقر يقع في منطقة بعيدة عن مقر التحالف. ولم يصدر أي تعليق من الحشد الشعبي. ولم يسبق أن أصيب مقر للحشد الشعبي ومقر للقوات الدولية بصواريخ في وقت متزامن، حيث أن القوات الأميركية غالبا ما تتهم الفصائل الشيعية المقربة من إيرن والمنضوية في صفوف الحشد بالوقوف وراء الهجمات ضد أهداف أميركية. ولم تتبن أي جهة الهجوم الصاروخي قرب السفارة الأميركية الأحد. وبعيد هجوم الأحد دوت أصوات صفارات الانذار في أنحاء مجمع السفارة الاميركية في المنطقة الخضراء المحصنة، وفقا لمصدر عسكري أميركي ودبلوماسي يقيم في منطقة قريبة. وسمع مراسل فرانس برس أصوات دوي عدة انفجارات في العاصمة العراقية قرابة الساعة الثالثة والنصف بعيد منتصف الليل بالتوقيت المحلي تبعها أصوات تحليق طائرات في سماء المنطقة. ومنذ نهاية تشرين أكتوبر، تعرضت السفارة الأميركية في بغداد وقواعد تضم قوات أميركية في العراق إلى 19 هجوم صاروخي. والخميس سقط صاروخ كاتيوشا في قاعدة عسكرية يتمركز فيها جنود أميركيون في كركوك بشمال العراق، من دون أن يؤدي إلى وقوع خسائر في الأرواح. وكان الهجوم الأول على القاعدة منذ استهدافها بثلاثين صاروخا في 27 ديسمبر، ما تسبب بمقتل متعاقد مدني أميركي وبتصعيد بين واشنطن وطهران على أرض العراق. واتهمت واشنطن كتائب حزب الله العراقي المقربة من إيران بشن الهجوم، ونفذت قواتها غارات أودت بحياة 25 مقاتلا من الفصيل الشيعي الذي دفع بمناصريه نحو مهاجمة السفارة الأميركية في تحرك غير مسبوق. وفي الثالث من يناير، نفذت القوات الأميركية ضربة جوية قرب مطار بغداد الدولي أودت بحياة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي التي تضم فصائل عراقية شيعية مسلحة بينها كتائب حزب الله أبو مهدي المهندس. وأطلقت طهران فجر الثامن من يناير صواريخ بالستية على قاعدتي عين الأسد (غرب) وأربيل (شمال) حيث يتمركز عدد من الجنود الأميركيين البالغ عددهم 5200 في العراق، ردا على مقتل سليماني. ولم يقتل أي جندي أميركي في الضربة، لكن وزارة الدفاع الأميركية أعلنت إصابة 109 جنود بارتجاج في الدماغ.
مشاركة :