سلط برنامج «كتاب الشهر» في المكتبة الوطنية الضوء على مسيرة شركة الخطوط الجوية الكويتية منذ إنشائها عام 1953، مستعرضاً المحطات التي مرت بها حتى وصلت إلى منزلتها الحالية، وما تقوم به من أدوار. ضمن برنامج «كتاب الشهر» احتفت المكتبة الوطنية بالكتاب التذكاري «الخطوط الجوية الكويتية: 65 عاما من الريادة»، عبر أمسية بدأت بجولة الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل داخل معرض خاص لمجسمات شركة «الخطوط الكويتية» وتطورها، ترافقه مديرة المكتبة الوطنية رشا الصباح، وفايز العنزي ممثل الشركة. ثم تم عرض فيلم وثائقي يتحدث عن انطلاق فكرة الخطوط الوطنية عام 1953، بمبادرة بعض رجالات الكويت المرموقين، حيث دخلت تلك الفكرة حيز التنفيذ في العام التالي، مع اعتماد شعارها على شكل «الطائر الأزرق» الذي بات أيقونة عالمية مهمة، طوال 65 عامًا، بين كبريات شركات الطيران العالمية. كما تناول الفيلم الأضرار التي تعرضت لها الشركة نتيجة الغزو الغاشم، ثم عملية إعادة الإعمار وتحديث الأسطول ليصل إلى 38 طائرة، متطرقا إلى تحديث مباني الشركة وتطوير كفاءة التشغيل وضمان أعلى مستويات السلامة والجودة، وكذلك توسيع جهات العمل لتشمل حوالي 47 مدينة، بمعدل عال من الالتزام بالمواعيد، ما أهلها لحصد العديد من الجوائز والتقييمات الدولية. وأشاد الفيلم بالدعم المشهود من المغفور له الشيخ عبد الله السالم وصولا إلى دعم صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، في إطار رؤية كويت 2035. حق الأجيال بعدها، تحدث مدير إدارة العلاقات العامة في الشركة فايز العنزي، والمشرف على الكتاب، حيث أكد أهمية الجانب التوثيقي باعتباره حقا للأجيال القادمة لمعرفة ما قام به الآباء المؤسسون، ولذلك كل عشر سنوات تقدم الخطوط الكويتية كتابا عن مسيرتها، مشيراً إلى إصدار مسكوكات تذكارية وطوابع بريدية خاصة بهذه المناسبة والاحتفاء بها. وأوضح العنزي أن الكتاب استغرق أكثر من عام لتجميع المعلومات وتدقيقها بالاستعانة بأرشيف «الكويتية» لتقديم صور حصرية تعرض للمرة الأولى وتشغل نصف مساحة الكتاب الذي يقع في حوالي 290 صفحة. وفي عرضه للكتاب، بين أنه يتضمن ستة أبواب، تعرض أولها لبداية تأسيس الطيران المدني وإنشاء مطار الدسمة والنزهة وهبوط أول طائرة فيه، ثم جهود أحمد سعود الخالد ونصف النصف لإنشاء الخطوط الكويتية، ودور الشيخ عبد الله المبارك الذي كان الأب الروحي للطيران المدني في الكويت، حيث سافر إلى مصر وجلب إحدى الشخصيات من مصر لهذا الغرض، متناولا إنشاء نادي الطيران المدني واختيار شعار الطائر الأزرق، وتاريخ أول الرحلات للقاهرة والقدس والبصرة، كذلك الإشارة إلى سير المؤسسين ورؤساء مجالس الإدارة. وأشار العنزي إلى أن الباب الثاني يتحدث عن تطور أسطول «الكويتية» بداية من الطائرات النفاثة، ثم الحديثة، وعرض مجموعة كبيرة من صور الطائرات والتي قدم المعرض مجسمات لها، من مقتنيات عادل السعدون، موضحاً أسباب توقف تحديث الأسطول طوال 17 سنة، ثم التوجه أخيرًا لتحديثه وإدخال عشر طائرات جديدة إلى الخدمة. وأوضح أن الباب الثالث يتطرق إلى محنة الاحتلال وصمود الأبطال، ثم تأثير الغزو عام 1990 على مسيرة «الكويتية»، وكيف حملت علم الكويت وجالت به مختلف دول العالم، وكانت برئاسة أحمد المشاري ومعه أحمد الزبن، وتم إنشاء إدارة لها في القاهرة حتى التحرير، ودور «الكويتية» في إعادة المواطنين، وكذلك ما تعرضت له من سرقة وتدمير، وقضية التعويض، والإدارة الدبلوماسية التي وفرت للشركة الغطاء السياسي، ولذلك حققت الشركة انتصارًا لافتًا في قضية التعويض وتم تسلم الحقوق كلها، وعقب التحرير تم تحديث الأسطول وشراء العديد من الطائرات، ومن أهم الصور في تلك الفترة كانت صورة الرئيس الأميركي وحرمه مع طاقم «الكويتية». وبين أن الباب الرابع يناقش قانون الخصخصة، وتغير الكيان القانوني من شركة حكومية إلى شركة استثمارية، لكن لم يتم الأمر، لذلك مازالت الشركة تحت سيطرة الحكومة، مفضلا أن تبقى «الكويتية» ملكاً للدولة، وليس لأي رجل أعمال. ولفت إلى أن الباب الخامس جاء بعنوان «65 عامًا من الريادة»، وتحدث عن عوالم التطوير وإنشاء مبنى الركاب رقم 4 الذي افتتحه صاحب السمو أمير البلاد والذي لا يعمل فيه إلا «الكويتية» ويمثل نقلة نوعية في مسيرة الشركة، إضافة إلى رؤيتها المستقبلية، مشيداً بحصول «الكويتية»على المركز الأول في الشرق الأوسط، في دقة المواعيد خلال الشهور الماضية، والرابع أو الخامس على مستوى العالم. محطات مختلفة وذكر أن الباب الأخير جاء تحت عنوان «وقفات وأحداث»، حيث تناول محطات مختلفة من المسيرة، منها إصدار مجلة البراق، والتي بلغت عمر خمسين عامًا، ومحنة اختطاف «كاظمة» و»الجابرية» وصدور طوابع البريد الخاصة بها، وعرض مجموعة من الصور والوثائق منها صورة أول تذكرة، وأول تقرير مالي لمجلس الإدارة عام 1954، وبعض الخطابات الرسمية، وتطور أزياء أفراد الطاقم. وفي الختام، وجه العبدالجليل الشكر لجهود «الكويتية» في إبراز دورها للمؤسسات الاجتماعية والثقافية عبر عرض هذا الكتاب الذي نعتز به ضمن المطبوعات الحكومية، مؤكداً ريادة الكويت وإنجازاتها الحضارية، وفي مقدمتها «الكويتية» التي تضاهي أكبر الأساطيل في العالم.
مشاركة :