المحلل السياسي نواف عبيد: هذه لحظة السعودية في المنطقة المملكة تلعب دور أكثر حزماً في حماية السنة ضد التمدد الشيعي خادم الحرمين الشريفين يولي اهتماماً خاصاً باحتياجات المواطنين عاصفة الحزم أدت إلى زيادة المشاعر القومية في كل انحاء المملكة خبراء: المملكة لديها القدرة الكاملة على هزيمة التنظيمات المتطرفة القيادات الشابة قادرة على تحمل المسؤولية في ظل متغيرات هائلة تحت عنوان How Saudi Arabias 79-year-old King Salman is shaking up the Middle East أو كيف هزت سياسات الملك سلمان الشرق الأوسط، قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير لها نشر اليوم (الأربعاء)، أن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، قام منذ توليه السلطة، بعدد من الخطوات التي اعتبرتها الصحيفة بمثابة زلزالاً في الشرق الأوسط، وعلى رأسها عاصفة الحزم ضد الانقلابيين الحوثيين في اليمن، وزيادة دعم قوى المعارضة السورية، وهو ما يعكس رغبة المملكة في لعب دور أكثر حزماً في حماية السنة ضد التمدد الشيعي الذي تقوده إيران. سياسات أكثر قوة وحزماً... ونقلت الصحيفة عن نواف عبيد، المحلل السياسي السعودي، وزميل مركز هارفارد بيلفر للعلوم والشؤون الدولية، قوله هذه لحظة السعودية في المنطقة. وأضاف عبيد أن الحلفاء العرب ينظرون إلى السعودية باعتبارها الدولة الأكثر استقراراً وقوة، في الوقت الذي تعاني فيه مصر من مشكلات داخلية، مشيراً إلى أن هدف الملك سلمان هو أن تشكل الوضع من حولك، بدلاً أن تتشكل أنت من خلاله، في إشارة إلى أن المملكة تتبنى دوراً أكثر قوة وحزماً بصورة تسمح لها بالتأثير على تطورات الأوضاع في المنطقة بدلاً من أن تكون سياساتها تابعة لهذه التطورات. وأوضحت الصحيفة أن السعودية تتصدى بكل قوة لمحاولات إيران تقديم الدعم للميليشيات التي تحارب بالوكالة عنها في العراق، والنظام السوري المحاصر. مشيرة إلى أن اتفاق الإطار الذي وقعته إيران مع المجموعة الدولية، مطلع أبريل الماضي، يثير قلق دول الخليج من تقوية النفوذ الإيراني، لكن يرى حلفاؤها في الخليج والعالم العربي أنها الدولة الأكثر قدرة على مجابهة القوة الإيرانية. عاصفة الحزم ومواجهة النفوذ الإيراني... وقال فهد نزار، وهو محلل سياسي سابق في السفارة السعودية في واشنطن، أن قدرة إيران على الاستفادة من الاضطرابات في المنطقة، وتوسيع نفوذها في العالم العربي، جعل النظام السعودي أكثر حزماً. وأضاف أن الملك سلمان لديه سجلاً خالياً من الفساد، وأنه تعامل مع كل شيء، ويولي اهتماماً خاصاً باحتياجات وهموم المواطنين. وأشارت الصحيفة إلى أن الملك سلمان يتسم بالتواضع ويعقد لقاءات مستمرة مع المواطنين العاديين والمثقفين، وحين شنت المملكة عملية عاصفة الحزم، أيده رجال الدين وكل المواطنين، واعتبروه مدافعاً عن السعودية وجيرانها. وتابع نزار أن عاصفة الحزم مازالت تتمتع بشعبية كبيرة، وأدت إلى زيادة المشاعر القومية في كل انحاء البلاد. المملكة لديها القدرة الكاملة على مواجهة الإرهاب... وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن مشاركة المملكة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش المتطرف في العراق وسورية، وقيادتها لعملية عاصفة الحزم، ضد المتمردين الحوثيين، دفع الجماعات الإرهابية إلى محاولة استهدافها لزعزعة استقرارها الداخلي. ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم أن العمليات الإرهابية داخل المملكة لن تؤثر على سياستها الرامية إلى مواجهة التنظيمات المتطرفة، مؤكدين على أن المملكة لديها الدراية الكاملة للتعامل مع هذه التهديدات. وأضافوا أن الملك سلمان يسعى إلى إعادة تشكيل السياسات السعودية، لكن بصورة تضمن الحفاظ على العلاقات الأكثر أهمية مثل علاقات المملكة مع واشنطن وغيرها من العواصم العالمية. صعود القيادات الشابة .. قرارات جذرية ومفاجئة .. وعلقت الصحيفة عن القرارات الملكية التي اتخذها الملك سلمان، في أبريل الماضي، والخاصة بتعيين الأمير محمد نايف لولاية العهد، والأمير محمد سلمان، ولياً لولي العهد، معتبرة أنها قرارات جاءت استجابة للمتغيرات التي تمر بها المملكة والمنطقة، ورغبة في تهيئة كل الظروف لجيل الشباب لتولي القيادة. ووصفت الصحيفة القرارات بـالجذرية والمفاجئة، مشيرة إلى أن صعود القيادات الشابة يحمل العديد من الدلالات المهمة حول كيفية إدارة الملك سلمان للشؤون الداخلية والخارجية، بصورة تؤكد أن استقرار الوضع الداخلي عبر جيل شاب قادر على تحمل المسؤوليات هو أحد أهم وسائل التأثير في مجريات الأمور التي تحمل متغيرات عديدة في الشرق الأوسط.
مشاركة :