حذر خبراء من أن أعداد الجراد قد تتضاعف بنحو 400 مرة في القرن الإفريقي وحده، إذا لم تجر حملة ناجحة لاحتواء انتشاره من الآن وإلى غاية شهر حزيران/يونيو المقبل. وقال الخبراء إن الأزمة تقترب من الكارثة، ما يعني أن الجراد يمكن أن يبقى في المناطق المتضررة سنوات عدة أخرى. ولأول مرة منذ 70 سنة، توسع انتشار الجراد في بعض المناطق مثل كينيا. ويقول دانيالي دوناتي نائب مدير قسم الطوارئ في منظمة الأمم المتحدة للتغذية والزراعة، إن الجراد انتشر في هذه الفترة، لأنه يحتاج إلى أرض رملية رطبة حتى يضع البيض، وهي بيئة خلقتها ثلاثة أعاصير متتالية في شبه الجزيرة العربية، وهو ما يعد أمرا استثنائيا. ولم يؤكد دوناتي إذا كان ذلك ناجما عن التغيرات المناخية. كذلك اجتاح الجراد بلدانا أخرى خارج القرن الإفريقي لأول مرة مثل تنزانيا وأوغندا، وأصبحت السودان وجنوب السودان أيضا مهددة. وربما تتسبب هذه الأسراب الكبيرة، التي يمكن أن تأكل في بعض الأحيان كمية من الغذاء تعادل تلك الكمية التي يستهلكها الشعب الألماني، في نتائج كارثية على الاقتصاد الزراعي الهش، ويمكن أن يتأثر جراء ذلك المخزون الغذائي وموارد رزق السكان. وقال دوناتي إن ارتفاعا لأسعار الحليب مثلا في القرن الإفريقي لدى المجتمع الريفي، يمكن أن يحدث تغييرا كبيرا على مستوى المعيشة ومستوى النفقات العائلية، وقد يدفع ذلك السكان على ترك أراضيهم، أو عدم إرسال أطفالهم إلى المدارس. ورغم تدخل الجيش في بعض المناطق من أجل احتواء انتشار الجراد، فإن الاستجابة لرش المناطق المعنية بالمبيدات، بكلفة تقدر بنحو 76 مليون دولار بحسب منظمة التغذية والزراعة، لم تتحقق بعد. ويقول دانيالي إن السرعة في توفير المبالغ المطلوبة أمر ضروري، حتى تتم مواجهة حلقة جديدة من حضانة بيض الجراد في بداية الشهر المقبل. وكانت الولايات المتحدة قدمت 800 ألف دولار من المساعدات خلال الفترة الأخيرة، فيما قدم الاتحاد الأوروبي مليون يورو.شاهد: الصومال تعلن حالة "طوارئ وطنية" لمكافحة الجراد شاهد: الجراد الصحراوي يغزو كينيا ويهدد الدول المجاورة
مشاركة :