الصين تتهم الولايات المتحدة بـالنفاق بشأن شركة هواوي

  • 2/18/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن- قنا: اتهمت الصين، الولايات المتحدة بـ"النفاق" وازدواجية المعايير في خضم نقد الأخيرة لشركة هواوي عملاق الاتصالات الصيني، معيدة للأذهان تسريبات قديمة زعمت تنصت واشنطن على هاتف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وتساءلت "من الذي يشكل تهديدا حقيقيا الآن" على الأمن القومي. وتصف الولايات المتحدة منذ فترة شركة هواوي بأنها تشكل خطرا على الأمن القومي، وتزعم بأن معدات شبكتها يمكن أن تستخدم من قبل الحكومة الصينية لأغراض التجسس على المواطنين الأمريكيين، وهي اتهامات دأبت هواوي على نفيها بشدة. وفي تقرير أعدته شبكة سي إن بي سي الأمريكية، اليوم، قالت الشبكة إن السيد ريتشارد غرينيل السفير الأمريكي لدى ألمانيا كتب في تغريدة على موقع تويتر يوم أمس يقول: إن الرئيس دونالد ترامب اتصل به وطالبه بإيضاح أن "أي دولة ستختار استخدام معدات شركة غير موثوقة لبناء شبكات الجيل الخامس (5G) لديها، ستعرض قدرتها لتشارك المعلومات والاستخبارات مع الولايات المتحدة للخطر على أعلى المستويات". وأوضح التقرير أن التهديد بتقويض عملية تشارك المعلومات والاستخبارات هي أداة استخدمتها واشنطن مرات عديدة للضغط على حلفائها وشركائها لمنع هواوي من المشاركة في بناء الشبكات الوطنية للجيل الخامس من الإنترنت، بما في ذلك مع بريطانيا، التي رغم تحذيرات الولايات المتحدة المتكررة إلا أنها قررت مؤخرا السماح لـهواوي بلعب دور محدود في بناء شبكات الجيل الخامس لديها. وتابع التقرير: ردا على تغريدة السيد غرينيل، خرجت السيدة هوا تشون ينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية لترد عليه بقوة، واتهمت الولايات المتحدة بالنفاق وازدواجية المعايير. وكتبت هوا في تغريدة على تويتر أيضا، قائلة "من الذي يهدده السيد غرينيل؟ ومن الذي يشكل تهديدا حقيقيا؟ أتتذكر سنودن حين قال إن الولايات المتحدة تجسست على هاتف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل!". وتعود هذه الواقعة إلى عام 2013، حين قام المتعاقد السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكية، إدوارد سنودن، بتسريب عدد كبير من الملفات والمواد السرية الخاصة ببرامج التنصت للأجهزة الأمنية الأمريكية والبريطانية إلى صحف أجنبية، ولا سيما صحيفتي واشنطن بوست الأمريكية والجارديان البريطانية، خلال شهر يونيو من هذا العام، ثم توجه من بعدها إلى هونغ كونغ، ومنها هرب إلى روسيا ليحصل بعدها على اللجوء السياسي المؤقت. وقد نشرت صحيفة دير شبيغل الألمانية في ذلك التوقيت تقريرا قالت فيه إن بعض الوثائق المسربة كشفت عن أن وكالة الأمن القومي الأمريكية قامت بالتجسس على مكاتب الاتحاد الأوروبي في واشنطن وتسللت إلى شبكات الحواسيب الخاصة بالاتحاد الأوروبي. وفي أكتوبر 2013، عادت دير شبيغل لتنشر وثيقة مسربة تزعم أن الولايات المتحدة قامت بالتنصت على هاتف المستشارة أنجيلا ميركل. وقد أدت هذه التسريبات لإطلاق تحقيق من قبل مدعين فيدراليين ألمان، الذين أسقطوا في نهاية المطاف هذه الادعاءات بسبب عدم وجود أدلة من شأنها أن تصمد في المحكمة. وفي هذا التوقيت، أصدر البيت الأبيض بيانا أكد فيه أنه "لا يراقب ولن يراقب" هاتف السيدة ميركل. وجاءت المناوشة الأخيرة بين السفير الأمريكي لدى برلين والمتحدثة باسم الخارجية الصينية على خلفية الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة منذ أكثر من عام على هواوي. فقد أدرجت الولايات المتحدة العام الماضي شركة هواوي على القائمة السوداء للتجارة، مما قيد وصول الشركة الصينية إلى التكنولوجيا الأمريكية. والأسبوع الماضي، وسعت وزارة العدل الأمريكية لائحة اتهاماتها ضد هواوي، متهمة الشركة بالابتزاز والتآمر لسرقة الأسرار التجارية من الشركات الأمريكية. وقد نفت هواوي هذه الاتهامات. وتعتبر ألمانيا بمثابة أرض المعركة التالية بين الولايات المتحدة وهواوي، بعد أن قررت بريطانيا إتاحة المجال أمام هواوي للعب دور محدود في بناء شبكات الجيل الخامس لديها. ولم تتخذ السلطات الألمانية قرارا بعد بشأن هذه القضية، فيما تحاول واشنطن الضغط عليها بسبلها المعتادة لإبعاد هواوي عن الصورة. وقد أيد حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه ميركل ورقة استراتيجية لا ترقى إلى مستوى الحظر الكامل على مشاركة هواوي في بناء شبكات الجيل الخامس الوطنية من الإنترنت، ومن المقرر أن يتم إجراء تصويت على هذه الورقة في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، في خطوة ستحدد إلى حد كبير المسلك العام لبرلين في هذه القضية.

مشاركة :