الشارقة: «الخليج» فجع الوسط الثقافي في الإمارات، يوم أمس، بوفاة الشاعر والباحث الجزائري عياش يحياوي، في أحد مشافي العاصمة الإماراتية أبوظبي. والشاعر يحياوي شغل منصب «كبير الباحثين في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي» منذ 2007، وكان محاضراً في «أكاديمية الشعر» في أبوظبي. وبرحيل يحياوي تفقد الساحة الثقافية في الإمارات واحداً من الرموز التي انخرطت في الفعل الثقافي، والبحثي على وجه الخصوص، فقد كان اهتمام يحياوي بالأنساب والتراث واحداً من من أبرز اشتغالاته الأدبية. وشغل يحياوي رئيس مكتب جريدة «الخليج» في رأس الخيمة، وتدرج فيها ليشغل نائب رئيس القسم الثقافي، ومن ثم رئيس القسم الثقافي، وكان يحياوي عضواً في لجان تحكيم كثيرة منها «رابطة أديبات الإمارات»، و«مهرجان الشعر العماني»، و«جائزة لطيفة بنت محمد لإبداعات الطفولة»، وغيرها من المسابقات الأدبية. ولد الراحل يحياوي في الجزائر عام 1957، وقد صدرت له العديد من المؤلفات بينها: «ديوان تأمل في وجه الثورة»، و«عاشق الأرض والسنبلة»، و«ما يراه القلب الحافي في زمن الأحذية»، و«قمر الشاي».. ومن كتبه عن الإمارات صدرت ليحياوي عدة كتب بينها: «جزر الإمارات المحتلة»، و«ابن ظاهر شاعر القلق والماء»، و«العلامة والتحولات»، و«أول منزل / دراسة بحثية في 50 مثقفاً من الإمارات». وقد حصل الراحل خلال حياته على العديد من الجوائز، بينها: جائزة العويس للإبداع عام 2015 و«جائزة لقبش للإبداع الشعري» من الجزائر في عام 2013. وجائزة أحسن كتاب حول الإمارات من مسابقة معرض الشارقة. كُتب عن يحياوي أنه كان محباً لأرض الإمارات، وهو كما وصفه الشاعر الإماراتي عبدالله السبب، الباحث الذي أطلعنا على «تباريح بدوي متجول»، عاقداً العزم على القيام ب«جولة في موروث الإنسان والجغرافيا بدولة الإمارات»، ويضيف: «عياش يحياوي موسوعة ثقافية جزائرية، امتد أثرها المعرفي إلى المشهد الثقافي الإماراتي، منذ عمله في عام 1998 في الإعلام المحلي رئيساً لمكتب صحيفة «الخليج» برأس الخيمة، وتنقله بحثاً وتنقيباً في تراث الإمارات عبر بوابة إمارة رأس الخيمة، مروراً برئاسته للقسم الثقافي في «الخليج» بالشارقة، حتى العام 2007 بما أفرزه من التحليق بالثقافة المحلية نحو فضاءات عربية عبر الإضاءة على التراث الإماراتي وإخضاع المنتج الأدبي لورش نقدية خارجية، وصولاً إلى دوره الفاعل والكبير ضمن باحثي هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة حتى تاريخنا الحاضر، إضافة إلى كونه محاضراً في أكاديمية الشعر في أبوظبي». وقد شكل خبر وفاته صدمة لكثير من المثقفين الإماراتيين والعرب، فقد رثاه الباحث والأكاديمي الدكتور سلطان العميمي رئيس أكاديمية بيت الشعر الذي رافقه في مناسبات ثقافية وإعلامية كثيرة بقوله: «كان الصديق عياش يحياوي محباً للإمارات وثقافتها، وأنجز أغلب مؤلفاته على أرضها وبين مثقفيها. كان يعمل في صمت بإخلاص ومثابرة لا تكل. سنفتقدك يا صديقي، وسأفتقد نقاشنا الذي لا يتوقف حول ابن ظاهر، وابن عتيق، وحياة البادية واللهجات».
مشاركة :