سرَّعت السلطات المصرية أعمال بناء جدار حدودي عازل على الحدود مع قطاع غزة، في محاولة لإنهاء عمليات التسلل من وإلى سيناء. وقالت مصادر فلسطينية في قطاع غزة، إن الجيش المصري كثف أعماله في بناء الجدار الذي بدأه في أواخر شهر يناير (كانون الثاني) المنصرم.وتضاعفت عمليات البناء بعد زيارة وفد من المخابرات المصرية إلى القطاع الأسبوع الجاري، رافقه وفد هندسي، زار المنطقة الحدودية. ويأتي بناء «الجدار العازل» في ظل مساعي مصر لتعزيز الأمن على حدودها مع قطاع غزة، ومنع تسلل «العناصر المتطرفة من هناك إلى أراضيها». وسيمتد «الجدار العازل» على طول مقاطع حدودية، وسوف يصل ارتفاعه إلى ستة أمتار، بعمق خمسة أمتار تحت الأرض.وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن أعمال البناء ستنتهي قبل نهاية عام 2020 الجاري، وسيتم دمج الجزء الغربي من الجدار مع المنظومة التي أنشأتها إسرائيل تحت وفوق الماء في البحر المتوسط شمال القطاع، لمنع تسلل غواصين فلسطينيين إلى المستوطنات القريبة من غزة.وأظهرت صور منشورة في وسائل الإعلام الفلسطينية أعمال بناء «الجدار العازل» على طول الشريط الفاصل مع قطاع غزة. وقالت مصادر محلية فلسطينية إن عمليات البناء تسارعت في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ؛ حيث تعمل السلطات المصرية على إنهاء عملية البناء في أقصر وقت ممكن، وذلك على امتداد المسافة التي تربط الأراضي المصرية بالحدود مع قطاع غزة. ويدعم الجدار منطقة عازلة أنشأتها القاهرة على طول الحدود (14 كيلومتراً)، في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2014.وتتعاون حركة «حماس» بشكل حثيث مع المصريين من أجل إنهاء عمليات التسلل. ودفعت حركة «حماس» في الأشهر القليلة الماضية، بمزيد من جنودها إلى الحدود مع مصر، من أجل تأمين أفضل للمنطقة التي تشهد بين الفينة والأخرى محاولة تسلل متشددين من غزة إلى سيناء والعكس.وأحبطت «حماس» عدة عمليات تسلل في وقت قصير. وخلال عامين جرفت «حماس» مناطق، ونصبت أسلاكاً شائكة، وكاميرات، وراحت تسيِّر دوريات على الحدود. ويراقب مئات من عناصر الأمن التابعين لـ«حماس» الحدود مع مصر بشكل حثيث وغير مسبوق، في وقت وسعت فيه الحركة من ملاحقة عناصر على اتصال مع تنظيم «داعش» في سيناء.وتركز «حماس» على ملاحقة واعتقال المنتمين للتنظيمات المتشددة ومؤيديهم، وتحولهم عادة إلى محاكمات عسكرية وتزج بهم في السجون. وعادة تراقب قوات الضبط الميداني التي تشمل عناصر من «القسام» والداخلية، الحدود مع مصر، من أجل الحد من تنقل المتشددين بين غزة وسيناء. وتعمل الداخلية بشكل مباشر على تأمين الحدود، ومتابعة الحملات ضد أصحاب «الفكر المنحرف»؛ لكن أحياناً تتدخل «كتائب القسام» في تأمين منطقة رفح الحدودية، لمنع أي تنقلات للتيار الذي يطلق على نفسه اسم «السلفية الجهادية»، ويعمل مع تنظيم «داعش» في سيناء. وتساعد هذا الجهود على تطور العلاقة بين مصر و«حماس» بعدما ساءت إلى أبعد حد، بعد سقوط نظام الرئيس المصري الراحل محمد مرسي.
مشاركة :