ألقى سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس امناء جائزة عيسى لخدمة الانسانية كلمة خلال الاحتفال بتسليم جائزة عيسى لخدمة الانسانية في دورتها الثانية 2013-2015 هذا نصها: صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى. صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الموقر. بهدي من الله عز وجل، بادرتم جلالتكم، باحداث جائزة رفيعة القدر، عميقة الدلالة، تحمل اسم والدكم المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة اكراماً لروحه واستحضاراً لذكرى مولده التي تهل علينا اليوم، جائزة يكافأ بها أي فرد او مشروع او مؤسسة، تخلص في تقديم خدمة إنسانية، في مجالات مكافحة الفقر والجوع والعناية بالتعليم والصحة والبيئة، وتحسين ظروف المعيشة وفي مجمل الاعمال والمبادرات التي تعيد البسمة والامل، والسعادة والطمأنينة، لمستحقيها، في مشارق الأرض ومغاربها. صاحب الجلالة تكمن الرمزية العميقة لهذه الجائزة، التي تجمعنا الان في كونها تشير الى ما يميز خصال جلالتكم وشعبكم، كفاعلين دؤوبين على خدمة قضايا الإنسانية في مختلف مجالاتها، تكرسون جهدكم وسعيكم الموصول، من اجل ان يسود التوافق والتسامح والتآخي بين كافة بني البشر، حيثما وجدوا. شرفتموني جلالتكم للمرة الثانية، بترؤس مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية هي التفاتة كريمة معهودة من جلالتكم اعتز بها لعدة أسباب، في طليعتها أني تشرفت بالقرب من الراحل الكبير وكنت شاهداً طوال سنوات على ما كان يتصف به المغفور له بإذن الله تعالى والدكم القائد الانسان من أخلاق نبيلة وسجايا إنسانية رفيعة، وتواضع جم تجلت كل تلك المناقب في حبه لعمل الخير، والرأفة بالضعفاء، والعطف على المحتاجين. ورغم جسامة المسؤوليات الملقاة على عاتقه، فانها لم تشغله ابدا عن التفكير المستمر والاهتمام بقضايا شعبه الوفي. كان رحمه الله متصدرا لجموع المحسنين، سباقا لفاعلي الخير، بارا بالضعفاء والمعوزين، عطوفا ومواسيا للمرضى، متابعا ومستفسرا عن أحوال معاناتهم، فهم الأبناء الطيبون، وهو الأب الحنون، يبادلهم المحبة بتلقائية ويقاسمهم المودة بصفاء. وحين ننظر الى أعماله الانسانية، طيب الله ثراه نرى كيف عبرت عنه روحه السمحة الودود التي اكسبت شخصه وبلاده احترام العالم، فكانت حافزا لكل انسان يسعى ويعمل لخدمة بني البشر والتخفيف عن معاناة الانسان أينما كان. والتزاما بنص المرسوم الملكي المؤسس للجائزة، انكبت لجنة التحكيم لتختار من يستحق هذا التكريم الاستثنائي، معتمدة منهجية دقيقة وأسلوبا تشاوريا شفافا، بالاستماع الى كل رأي حصيف ومفاضلة موضوعية بين الأسماء والمشاريع والمؤسسات. وفي سياق الحرص على النزاهة، وتوخي العدل والانصاف، بذلت لجنة التحكيم جهودا متصلة، فاستطلعت وتحرت بشأن مختلف المبادرات والمشاريع التي تصب في خانة العمل الإنساني، بمختلف ارجاء العالم، متوخية استيفاءها للشروط المؤهلة، حيث انتقل بعض أعضاء اللجنة الى بقاع نائية لمعاينة المشاريع المقترحة والتأكد منها على الطبيعة، بغية التحقق من جدواها، قبل اختيارها ومعاينة قيمتها وأهدافها وهل تصل حقا الى الشرائح المستهدفة. ويساور أعضاء اللجنة اطمئنان وقناعة انهم اجتهدوا، قدر الإمكان، واعتمدوا اهم المعايير، اخذين بعين الاعتبار الحيثيات السليمة قبل الحكم، حيث سادت مداولاتهم في كل اطوارها روح التكامل والتشاور، فوقع اقتراح اللجنة على من توسمت في مشروعه الخير، ومن تتوفر فيه الشروط المؤهلة للفوز بنيل هذه الجائزة المميزة. ونحمد الله الذي هدانا ووفقنا في تطبيق المعايير المؤسسة للجائزة، فوقع اتفاقنا بوعي واجماع، على اختيار الفائز اشيوتا سامنتا مدير ومؤسس معهد كالينغا للعلوم الاجتماعية، بجمهورية الهند الصديقة، الذي تعتبره اللجنة، قدوة في عمل انساني رائد ومتميز، يتمثل في انقاذ آلاف الاطفال واليافعين، بناتا وذكورا، من كل الاجناس والأديان، يخرجهم من براثن وآفات الفقر والتشرد والحرمان، الى افاق الامل والعمل والإنتاج. تؤوي مؤسسته قرابة 25 الف نزيل معوز، وبموازاة ذلك، شيد الدكتور أشيوتا سامنتا صرحا تعليميا هو عبارة عن مدينة جامعية شاسعة، تستقبل الاف الطلاب، يتلقون في معاهدها وكلياتها التعليم والتدريب في مختلف التخصصات. صاحب الجلالة لم يكن مجلس الأمناء ليصل الى هذه النتيجة، لولا متابعتكم واستفساركم عن عمل المجلس والاشواط التي قطعها، بغية تقديم أي مساعدة يتطلبها السير الطبيعي والناجح لاعماله، معبرين عن الشكر والتقدير لجلالتكم ولكل من ساهم في هذه الجهود الخيرة وبخاصة أصحاب المعالي والسعادة أعضاء مجلس أمناء الجائزة ولجنة التحكيم الدولية. ونتمنى أن تستمر هذه الجائزة منارة إنسانية، دالة على ما يختزنه شعب مملكة البحرين من نزوع متأصل نحو فعل الخير والاسهام، بكل إمكاناته وطاقته، بما يسعد الإنسانية ويؤلف بينها، داعين الله التوفيق والسداد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشاركة :