رغم التباعد الجغرافي بينهما، استفادت تركيا وباراغواي مؤخرًا من إمكاناتهما الاقتصادية المشتركة، ويحرص البلدان على إطلاق عهد جديد من التبادل على مختلف الأصعدة. وبعد زيارة أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره في باراغواي ماريو عبده بينيتيز في ديسمبر/ كانون الأول 2018، طور الزعيمان صداقة وثيقة بينهما، وقررا تبادل افتتاح سفارتين للبلدين في العاصمتين أنقرة وأسونسيون. زيارة شكلت علامة فارقة في مسار العلاقات الثنائية، وفق سفير باراغواي في تركيا، سفيرينو أدريان فالديز بيرالتا، في مقابلة مع الأناضول، قال فيها إن "النقطة الأهم في تاريخ العلاقات بين البلدين هي زيارة الرئيس أردوغان لبلادنا". وأضاف: "منذ تلك اللحظة، فتحنا السفارة هنا في تركيا، وقد وافقت الذكرى السنوية الأولى لافتتاحها 12 فبراير/ شباط الجاري"، مؤكدًا "أن تلك الزيارة كانت مهمة للغاية لأنها كانت بداية لإقامة صداقة وثيقة بين الرئيسين". وذكر أنه يتوقع زيارة رئيس باراغواي لتركيا خلال العام الجاري، مشيرًا أن نائب وزير خارجية البلاد سيزور تركيا للمشاركة في قمة دفاعية في مدينة أنطاليا الساحلية المطلة على البحر المتوسط في مارس/آذار القادم. وأشار فالديز أن دبلوماسيي بلاده وجدوا بعد فتح السفارة أن تركيا لديها "منتجات عالية الجودة وأسعار جيدة للغاية، وهو أمر شديد الأهمية". وتابع: "نتحدث عن حجم تجارة يبلغ نحو 330 مليون دولار، منها 300 مليون دولار صادرات من باراغواي و30 مليون دولار صادرات من تركيا، وعلينا أن ننقل هذه الأرقام إلى عصر آخر الآن". و"باراغواي"؛ دولة غير ساحلية تضم قرابة 7 ملايين شخص، تقع بين الأرجنتين والبرازيل وبوليفيا، وهي موطن لمساحات كبيرة من المستنقعات والغابات شبه الاستوائية وأراضي الصيد، إضافة إلى "السافانا" (أنواع من الحشائش المدارية) والمراعي المثالية لتربية المواشي. ** باراغواي.. بلد فائض الطاقة تعد باراغواي، المليئة بعشرات الأنهار التي تساهم في إنتاج الطاقة الكهربائية عبر السدود الكهرومائية، مثل سد إيتايبو، واحدة من أكبر منتجي ومصدري الطاقة المتجددة في العالم. كما أنها واحدة من الأعضاء المؤسسين للتكتل الاقتصادي لأمريكا الجنوبية "ميركوسور"، والمعروف أيضًا باسم "السوق المشتركة الجنوبية"، إلى جانب البرازيل والأرجنتين وأوروغواي، في حين تم تعليق عضوية فنزويلا في عام 2016. وفي هذا الصدد، أوضح فالديز أن المفاوضات مع بوليفيا للحصول على العضوية الكاملة في التكتل مستمرة، ومن المتوقع الانتهاء منها قريبًا. وبعد 20 عامًا من المفاوضات العسيرة، أبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقية سياسية مع "ميركوسور"، نهاية يونيو/ حزيران الماضي، لا تزال بحاجة إلى التصديق من المفوضية والبرلمان الأوروبيين وبرلمانات الدول الأعضاء في "ميركوسور". ومن المرجح أن يتأخر تاريخ البدء الرسمي لاتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي و"ميركوسور"، نظرًا للخلافات الدبلوماسية بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون، والبرازيلي جايير بولسونارو، حول حرائق غابات الأمازون الاستوائية، وكذلك المزارعين الأوروبيين الساخطين الذين يعتقدون أن الاتفاقية ستقوض المنتجات الزراعية ولحوم الأبقار في جميع أنحاء أوروبا، بعد دخول منافسين إلى السوق. وفي السياق ذاته، أكد فالديز أن إيجابيات الاتفاقية تفوق سلبياتها لجميع الأطراف المعنية. ** علاقات تتعزز وبالمقابلة نفسها، أكد فالديز أن العلاقات الثنائية بين بلاده وتركيا تعززت بالفعل، من خلال العديد من الاتفاقيات المبرمة بينهما والجمعيات التجارية والمنظمات غير الحكومية. وأوضح أن باراغواي، التي تعد واحدة من أكثر الدول استقرارًا في أمريكا الجنوبية وذات معدلات تضخم منخفضة ونمو اقتصادي مستدام، سعيدة "بنمو الأعمال التجارية" الثنائية مع أنقرة. ولفت إلى أن باراغواي "ستكتشف قريبا تركيا وقدرتها على إنتاج الثلاجات ومكيفات الهواء والمعدات الزراعية والطبية والسيارات الكهربائية". ومضى يقول: "نحن بحاجة إلى تركيا، فباراغواي تستثمر في البنية التحتية، وسنقوم ببناء 4 جسور ونحتاج إلى الحصول على منتجات من تركيا مثل شركات الصلب والبناء لتساعدنا على النمو بسرعة". كما أشار إلى الميزة الجغرافية لتركيا بالنسبة لـ"باراغواي"، والتي قال إنها "في منتصف الطريق" من حيث نقل البضائع مقارنة بآسيا والشرق الأقصى، المنطقة التي تعتمد عليها حتى الآن لمعظم وارداتها. واستطرد: "نعمل أيضًا على الحصول على ترخيص من الحكومة التركية لتصدير المزيد من لحوم الأبقار وفول الصويا وغيرها من المنتجات الزراعية بما في ذلك الستيفيا التي يمكن العثور عليها هنا في الأسواق". وشدد السفير على "جودة منتجات باراغواي الطبيعية والتي يمكن تعقبها"، لافتا أن "(خبز) السيميت (التركي) الذي تتناوله يمكن إنتاجه باستخدام السمسم العضوي من باراغواي". وحول الحوافز المقدمة للمستثمرين الأتراك، أشار أن باراغواي لديها تكلفة طاقة منخفضة للغاية، وإطارات قانونية سهلة لبدء أعمال تجارية جديدة، بالإضافة للشباب المفعم بالحيوية الموجود في قلب الأمريكتين. ** أسماء تركية لأطفال باراغواي وفي معرض حديثه عن القوة الناعمة المتزايدة لتركيا في أمريكا اللاتينية، قال فالديز إن المسلسلات التركية تحظى بشعبية كبيرة في بلاده، لدرجة أن بعض الأباء بدؤوا يطلقون أسماء تركية على مواليدهم. وأضاف: "وجدنا حتى الآن 45 اسمًا تركيًا يحظى بشعبية". وفي ختام حديثه، أعرب فالديز عن شكره للسلطات التركية لقبولها 3 طلاب من باراغواي في الجامعات التركية، مؤكدًا على أهمية المزيد من التبادل التعليمي والثقافي بين الدولتين الصديقتين. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :