من أسقط بلاتر؟

  • 6/4/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كان بالإمكان أن نتصور أي شيء، إلا أن تكف أوروبا عن الإمساك بتلابيب بلاتر، أن تتركه ينعم بساعة راحة وهو المعتد بالثقة التي وضعتها عائلة كرة القدم في شخصه، وهي تمنحه في بداية العقد الثامن من عمره ولاية خامسة على رأس «الفيفا». منذ أن فكر الثعلب بلاتر في أن يكون وريث أسرار البرازيلي هافلانج فترشح لرئاسة «الفيفا»، وأوروبا لا تراه بعين الرضا، فقد تقدم لمبارزته سنة 1998 السويدي لينارت يوهانسن، وكان وقتها رئيساً للاتحاد الأوروبي، وخسر الاسم والرهان والحلم، وأبداً لم تتنازل أوروبا عن معاكسة بلاتر، فقد قررت أن تستأجر من أفريقيا رئيسها الكاميروني عيسى حياتو ليكون في المبارزة عند الولاية الثانية، إلا أن حياتو الذي لم تفده القارتان الأفريقية والأوروبية في شيء، لقي مصير يوهانسن ذاته دلالة على أن السويسري أحكم بالفعل القبضة على خيوط اللعبة. ورغم أن أوروبا أعلنت ما يشبه الهدنة مع بلاتر بمجيء بلاتيني إلى رئاسة الاتحاد الأوروبي اعتقاداً من الكثيرين أن بلاتر ستعييه كل تلك السنوات التي أمضاها رئيساً لـ«الفيفا»، وسيترك المقود لمن تنبأ أمام الكثيرين بأنه يملك البذرات الفكرية والرياضية التي تؤهله ليكون الوريث الشرعي، إلا أن الحرب ستعود لتستعر وبلاتر ينكث عهداً كان قد قطعه على نفسه سنة 2011 عندما قال إن الولاية الرابعة ستكون الأخيرة له على رأس «الفيفا»، لكنه خرج علينا ليقول إنه يستجيب لدعوة الحاضر المقلق لـ«الفيفا» الذي يحتاج إلى رجل في خبرته وقوته لكي يقطع دابر الفساد. لا يهم كيف اختار الأوروبيون تحديداً الأمير علي بن الحسين ليصاقر بلاتر، لكن ما هو مؤكد أن الأوروبيين اختاروا وجهاً آخر للمصاقرة واختاروا أسلحة أخرى لضرب هذا الإجماع الذي يحتمي به العجوز السويسري، وإن كانوا قد فشلوا في النيل من الرجل الذي يعرف كيف يدير القارات بين أصابعه، وكيف ينفلت مثل الماء من كل البؤر والخراطيم، فقد نجحوا في إكراهه على الاستقالة خلال أربعة أيام فقط بعد أن زف لخامس مرة لمنصب الرئيس. إن الباطن وغير المعلن في هذه الحرب الكاسرة هو أن أوروبا تشعر كل يوم بأن بلاتر يبيت لها ويريد أن يقتص منها أشياء كثيرة تتفوق بها على قارات أخرى. وبرحيل بلاتر تحت الإكراه، لابد وأن نتصور حجم المعركة التي سيخوضها العالم من اليوم لاجتثاث دابر الفساد وإنقاذ كرة القدم من الموت الزؤام.

مشاركة :