استضاف مركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في أم القيوين صباح أمس المعرض الفني الدوري، الذي تنظمه جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في دورته الثامنة، بمشاركة تسعة فنانين من منتسبي الجمعية الجدد، حيث قدم المعرض أعمالاً متنوعة تكشف تجارب جيل من التشكيليين الواعدين في المشهد الفني الإماراتي. وافتتح المعرض الذي يقدم خمسة وثلاثين لوحة فنية، رئيس الدفاع المدني في أم القيوين العقيد علي حسن بن صرم، بحضور رئيس المركز الثقافي عبدالله بوعصيبة، وعدد من رجال الدفاع المدني، والمثقفين، والإعلاميين. ويشارك في المعرض كل من الفنانة صويغة محمد بن صراي النعيمي، ومصطفى شيهابي، وخالد إسماعيل جمعة، وسميرة النعيمي، وبدر محمد عباس، وبانه أنور مصطفى، وهدى عبدالغني رحيم، وعبير محمود السعيد، وماجدة الشيباني. ويجمع المعرض الذي يعد نشاطاً سنوياً تنظمه الجمعية لدعم التجارب التشكيلية الصاعدة في محاولة منها ، لتنشيط الحراك الإبداعي في أم القيوين الأجيال التشكيلية الواعدة في الدولة، إذ تتفاوت المشاركات في قوتها، وتجاربها، إلا أنها تبقى في إطار المدرسة الواقعية الأكاديمية. وتتنوع أعمال المعرض بتنوع رؤى الفنانين والموضوعات التي يشتغلون عليها ، إضافة إلى الخامات والأساليب، فيظهر في المعرض اشتغال واضح على التراث الإماراتي بما يشتمل عليه من علامات بارزة تعكس روحه، حيث يقدم عدد من الفنانين لوحات لدلال القهوة، والخيل العربية، والسلال، والزي الإماراتي القديم، والمنسوجات اليدوية وغيرها من المفردات التي تؤشر إلى علاقة الفنان بالبيئة الإماراتية. ويلجأ الفنانون في معالجتهم للتراث الإماراتي إلى الكشف عن الجماليات اللونية التي تزخر بها الحياة التراثية الإماراتية، مقدمين ذلك في إطار المدرسة الواقعية وبخامات الزيت والاكريلك على القماش، معتمدين بذلك على جملة من الأساسيات التي تكشف العلاقات اللونية في العمل وتحدد التناغم بين الظل والنور في التكوينات المشغولة. ويطرح عدد آخر من المشاركين أعماله ضمن رؤيته للقضايا الإنسانية ، إذ يشتغلون على البورتريه بما يمكن أن يحمله من دلالات ومشاعر إنسانية تتبدى على سطح اللوحة في اشتغال حيث يحاول قدر الإمكان الاقتراب من الواقع كما تتلمسه عين الفنان. أما الجانب الأكبر من الأعمال المشاركة فتختار الطبيعة الصامتة كمساحة خصبة يمكنها أن تكشف قدراتهم الفنية. ولا يغيب المكان الإماراتي عن المعرض إذ يتوقف بعض الفنانين عند البيوت القديمة بما تعكسه من جماليات لونية وتكوينية، فيقدمون لوحات لبيوت تراثية قديمة يظهر فيها جهد الفنانين في معالجة التفاصيل الدقيقة.
مشاركة :