تستضيف العاصمة النمساوية فيينا اليوم جولة جديدة من المفاوضات النووية بين إيران ودول 5+1 للاستمرار في مراحل صياغة نص الاتفاق النهائي بين الجانبين. ADVERTISING وتشارك في جولة المفاوضات المقبلة وفود تمثل جميع أعضاء 5+1 (أميركا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا) ومساعد مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، حسبما ذكرت وكالة فارس الإيرانية للأنباء. وسيترأس الوفد الإيراني المفاوض مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي ويشارك فيه أيضا مساعد وزير الخارجية مجيد تخت روانجي، وستجري المفاوضات بين الجانبين على مستوى مساعدي وزراء الخارجية والخبراء. ولم يتم الإعلان عن أمد الجولة المقبلة من المفاوضات النووية التي تعتبر الجولة السادسة، والتي سبقتها جولة انعقدت في فيينا أيضا وشارك فيها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الأميركي جون كيري ومسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي هيلغا شميت ومساعدوهم، والتي بدأت الثلاثاء 26 مايو (أيار) وانتهت السبت. من جهته اعتبر مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن أول من أمس خلال مؤتمر في قطر أن اتفاقا نوويا من شأنه أن يقلص «في شكل كبير» قدرات تخصيب اليورانيوم لإيران. وأكد كولن كال الذي كان يتحدث في منتدى في الدوحة، أن الاتفاق الذي يتم التفاوض في شأنه بين طهران والقوى الكبرى هو أفضل الممكن إلى الآن، وذلك رغم وجود الكثير من المشككين فيه في الولايات المتحدة ودول الخليج. وقال كال: «في الاتفاق الذي نتفاوض حوله، ستنخفض قدرات تخصيب اليورانيوم لإيران بشكل كبير»، مضيفا أن هذا الاتفاق «سيجعل المنطقة أكثر أمانا». وبعد اتفاق مرحلي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013 واتفاق إطار في الثاني من أبريل (نيسان) الماضي، أمام الأطراف حتى 30 يونيو (حزيران) الحالي للتوصل إلى نص نهائي وكامل. وفشلت آخر جولة مفاوضات في نهاية الأسبوع في جنيف في تقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران، وخصوصا حول قضية تفتيش المواقع النووية الإيرانية. ويتعرض مفاوضو البلدين لضغط كثيف يمارسه المحافظون الأميركيون والإيرانيون. ورغم الانتقادات، فإن كال شدد على أن اتفاقا يتم التفاوض بشأنه هو أفضل حل. ونبه إلى أنه «في غياب اتفاق لتسوية هذه التحديات والحد من البرنامج الإيراني، فإن إيران قد تركب وتبدأ باستخدام عشرات آلاف أجهزة الطرد المركزي في مستقبل قريب»، مضيفا أنه في ظل الوضع الراهن فإن إيران تستطيع إنتاج كمية لا يستهان بها من المواد المشعة تمهيدا لامتلاك قنبلة «خلال شهرين أو ثلاثة». من جهة أخرى، صرح سفير إيران في موسكو مهدي سنائي بأن قرار روسيا رفع الحظر على توريد منظومات الدفاع الجوي الصاروخية إس 300 لطهران يفتح آفاقا رحبة لتعزيز التعاون الفني والعسكري الثنائي. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها سنائي لصحافية «كوميرسانت» الروسية أوردتها وكالة إيتار تاس أمس. وقال سنائي: «قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفع الحظر على إمدادات منظومات إس 300 لإيران يفتح فرصا هائلة في مجال التعاون العسكري والتقني». وفي معرض الحديث عما إذا كانت إيران سوف تسحب دعوى قانونية ضد شركه «روسبون اكسبورت» الحكومية الروسية لتصدير الأسلحة من محكمة تحكيم في جنيف بسبب إلغاء الصفقة، قال الدبلوماسي الإيراني إنه يعتقد أن الأمر الأكثر أهمية هو أن «الرئيس الروسي رفع الحظر»، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. وأضاف سنائي: «الأمر متروك للخبراء لاتخاذ قرار بشأن بقية الأمور.. هذه لحظات فنية بالفعل وليست مشكلات خطيرة.. لا أعتقد أنها سوف تصبح عقبة أمام تطبيق قرار الرئيس الروسي». وحول سؤال عما إذا كان سوف تتم تسوية القضية مع المحكمة إذا قامت روسيا بتوريد المنظومات، قال السفير الإيراني: «بالطبع». وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أصدر في أبريل الماضي قرارًا بشأن رفع الحظر على تصدير منظومات «إس300 -» إلى إيران. يشار إلى أن روسيا منعت تزويد إيران بالمنظومة إس 300 - استجابة لقرار مجلس الأمن عام 2010 بحظر توريد أسلحة للجمهورية الإسلامية بسبب برنامجها المزعوم لتطوير أسلحة نووية. ورفعت إيران دعوى قضائية للحصول على تعويض بقيمة أربعة مليارات دولار ضد موسكو بسب عدم إتمام الصفقة التي تم التوقيع عليها في عام 2007.
مشاركة :