قال الدكتور ياسر ناجى الخبير المصرى فى بريطانيا فى الأشعة التداخلة، ورئيس وحدة الأشعة التداخلية والأوعية الدموية بمستشفيات نورث وست لندن التابعة لخدمة التأمين الصحى الوطنى البريطانى، إنه بين عامى 2009 و2010، كان فى زيارة لمركز الطب العالمى ، بالقاهرة، وتصادف وجود حالة لديها انفجار فى " Femoral artery"، وهو الشريان الأورطي والحالة من محافظة الإسكندرية وتم إبلاغه بذلك فطلب إجراء أشعة مقطعية على البطن والحوض، وأجرى أول عملية من نوعها فى مصر وحققت نجاحاَ كبيرًا وتمكن من وقف حالة النزيف وإنقاذ حياة المريض.وأضاف رئيس وحدة الأشعة التداخلية والأوعية الدموية بمستشفيات نورث وست لندن، في تصريحات صحفية ، أنه أثناء تواجده فى مركز الطب العالمى، اتصل بعض الأطباء به من الإسكندرية فى أحد المراكز المختصة بالأوعية الدموية، وأخبروه أن هناك حالة تم تشخصيها أنها تعانى من انفجار فى شريان البطن الأساسى، " وهو الذى يتصل من القلب إلى القدمين"، وهو فى حالة حرجة، وتابع:"طلبت إجراء اشعة مقطعية للمريض على البطن و الحوض وعندما وصلت إليه تأكدت من أنه فى حاجة إلى أشعة تداخلية وتركيب دعامات مغطاة".واستكمل :"كنت قبل سابق نصحت الشركات بأن تغطى الجمهورية بالدعامات المغطاة ، خاصة انها لم تكن موجودة فى الإسكندرية، ولكن قمت بأخذ المقاسات اللازمة والمطلوبة للمريض وابلغت الشركة فى القاهرة وقد أحضرتها فى ذات اليوم وقمت بعمل العملية واستغرقت 45 دقيقة وتمكنا من وقف الانفجار بعد أن أعطيت المريض البنج الموضعى".وأشار رئيس وحدة الأشعة التداخلية والأوعية الدموية بمستشفيات نورث وست لندن،إلى إمكانية الدعامات المغطاة والتي تعمل على وقف النزيف وإنقاذ حياة المريض، وعليه بعد 48 ساعة تماثل المريض للشفاء وغادر المستشفى بعدما تم إنقاذ حياته، وتابع:"حالات التدخل الجراحى فى حالات انفجار شرايين البطن يكون بها 50% وفاة سواء اثناء العملية أو بعدها خلال تواجد المريض فى غرفة العناية المركزة ولكن بعد الوصول إلى الاشعة التداخلية وتركيب الدعامات المغطاة تلاشت هذه النسبة تمامًا".وأكد الدكتور ياسر ناجى، أن هذه العملية التى أجراها للمريض فى محافظة الإسكندريةـ تعد الأولى فى مصر التى يتم خلالها إجراء عملية تداخلية لمريض وصل حد الانفجار فى الشريان "الاورطي "، موضحًا أن الأطباء كانوا فى البداية يتعاملون مع حالات التضخم فى شريان البطن ويتم إجراء العملية بشكل اختيار أى بعد الاتفاق مع المريض والطبيب ويكون قد تم أخذ المقاسات اللازمة لتصميم الدعامات كون الوضع فى حالة تضخم وليس انفجارا.وأشار "ناجى"، إلى أنه فى انجلترا يوجد مركز لانفجارات الشرايين بحيث يستطيع المسعفون تشخيص الحالة وعليه يتم توجيه المريض للمراكز المتخصصة لإنقاذ حياته كون هذه المراكز بها أطباء وفرق عمل كاملة مدربة للتعامل مع مثل هذه الحالات، وتابع:"ضغط المريض يتراجع بسبب فقدان كمية كبيرة من الدم ولابد على طبيب الطوارئ أن يكون على علم بأنه فى حال رفع ضغط دم المريض عبر إعطائه بعض السوائل سيتسبب ذلك فى تدهور حالة المريض كون النزيف الداخلى سيزداد..وعليه فلابد من أن يأخذ طبيب الطوارئ فى حسبانه ذلك وأن يعمل على رفع الضغط بشكل تدريجى حتى يحافظ على استقرار حالة المريض".وناشد الخبير المصرى ببريطانيا فى الأشعة التداخلة، ضرورة تأهيل فرق الاستقبال والاشعة والأوعية الدموية والباطنة والكلى بمصر وإنشاء مراكز متخصصة جاهزة على مدى الساعة لاستقبال مثل هذه الحالات حتى يتم الحفاظ على حياة المواطنين الذين يتعرضون لحالات انفجار لأحد الشرايين الكبيرة فى البطن.وتابع:" هذا ليس أمرا صعبًا .. ونحن كثيرًا ما نسمع بأن هناك شخصا تعرض لحالة إغماء بعد أن شعر بألم شديد فى البطن وبعد ذهابه للمستشفى يتوفى فى غضون 6 ساعات وغالبًا يكون هذا المتوفى قد تعرض لانفجار فى أحد الشرايين الكبيرة فى البطن، ولكى نحافظ على حياة هؤلاء لابد من إنشاء مراكز متخصصة".
مشاركة :