طوت عائلة علي الخنيزي صفحة من حياتها امتلأت بالألم ومعاناة البحث الطويل، أمس، عقب لم شملها بابنها المفقود منذ 21 عاما، وجاءت الساعة الـ12:30م، لتكتب فصلا جديدا في قصتها، بعد استقبال ابنها «موسى» ليعيش ويكمل حياته معها.» اجتماع مغلقاجتماع مغلق تم عقده في فرع وزارة العمل والتنمية الشرقية بمدينة الدمام، ضم أطرافا تضم مدير عام الفرع عبدالرحمن المقبل، والمواطن علي الخنيزي، وابنه العائد موسى، وإحدى الوسائل الإعلامية المرئية.. في حين تترقب الصحف منذ وقت مبكر في صالة الانتظار خروج الأب ماسكا يد ابنه.وكان والد المختطف استكمل إجراءات تسلم الابن بواسطة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، أول أمس، بعد إغلاق ملف نسبه بشكل نهائي، وتوجه برفقة أبنائه إلى الوزارة في الساعة الحادية عشرة تقريبا.» شريك رئيسيومن الطابق الثاني بدأت العائلة في الاستعداد للنزول، في حين سبقها أحد العاملين في الفرع متجها إلى وسائل الإعلام وطلب عدم التصوير لوجود خصوصية، إلا أن والد موسى، بادر بدعوة العاملين في بلاط صاحبة الجلالة؛ كونها شريكا رئيسيا في نشر قصته، وبدأ باحتضان ابنه العائد، وإطلاق كلمات البشرى والفرح قائلا: «صوروا.. صوروا.. خذوا راحتكم.. الله جمعنا والله لا يفرقنا أجمعين».» لقاء ودعواتوأكد علي الخنيزي لـ«اليوم» أنه سعيد بهذه المناسبة، وأنه فخور وابنه فخور كونه عاد إلى أحضانه، ولا يتمنى سوى العيش بالقرب منه. وحيث ما كان الجميع يدعون له ولعائلته بأن يكون هذا اللقاء دائما، كان يردد بكل أبوة «اللهم آمين.. اللهم آمين». في حين كان ممسكا بيد ابنه، وبدأ الابن بتقبيلها، واتجه إلى جبين والده الذي لم يره منذ سنوات عديدة، وقبله.» لحظات تاريخيةووصف الوالد لحظات استلامه لابنه بالتاريخية، والتي يصعب مسحها من الذاكرة، لافتا إلى أن المعاناة التي صاحبت اختطاف نجله يصعب نسيانها، فاتحا في الوقت نفسه نافذة أمل للمستقبل بقوله: «إن الأيام القادمة ستكون أكثر إشراقا من السنوات العشرين الماضية».» جهود مشكورةوذكر أن الجهود التي بذلتها جميع الدوائر الرسمية لإنجاز المعاملات ليست مستغربة على الإطلاق، مؤكدا أنها تعاملت بمسؤولية كبرى كعادتها مع جميع الأمور ذات العلاقة بالمواطن، مبينا أن الخطوة القادمة بعد عودة البسمة إلى الأسرة ستركز على توفير الأجواء المناسبة للابن.» خطوات متسارعةخطوات متسارعة كانت تأخذ الأب وابنه وبقية العائلة إلى خارج مقر فرع الوزارة، وفي حين كانت كلمات الأب إلى الابن مغطاة بدعوته إلى الابتهاج والسعادة وعدم الخوف أو الخجل ممن يراهم، قائلا: «انبسط يا ولدي، من قبل ما عندك أبو.. الحين أنا أبوك وأنا معك»، في حين كان ينتقل برفقة ابنه باتجاه المركبة، للانتقال إلى مسقط رأسهما بحي تركيا في مدينة القطيف التي تنتظرهما بالأهازيج والورود.» فرحة كبرىوعبر محمد الخنيزي «شقيق موسى» عن فرحته الكبرى برؤيته للمرة الأولى بعد غياب عقدين من الزمن، لافتا إلى أن رؤية البسمة على وجوه كافة أفراد العائلة لا تقدر بثمن على الإطلاق، مبينا أن القضية لن تنتهي بعودة موسى إلى أحضان الوالدة مجددا، فهناك الكثير من الخفايا لا تزال غامضة سيتم الكشف عنها في الأيام القادمة.» اعتراف الخاطفةوفي سياق متصل، كشفت مصادر ذات علاقة عن أن الخاطفة اعترفت بإقدامها على اختطاف طفل كل ثلاث سنوات، مشيرة إلى أنها تفضل اختطاف الأولاد على «البنات»، وأن الضحية الأولى كانت في 1414هـ، حينما أقدمت على انتزاع طفل من أحضان والدته بمستشفى القطيف العام، يعتقد أنه «نايف» محمد القرادي، وكانت الخاطفة آنذاك تقطن مع زوجها الأول قبل طلاقها.» تسجيل المختطفوأضافت المصادر: إن الخاطفة استطاعت تسجيل المختطف باسم زوجها، وفقا للمصادر، أما حادثة الاختطاف الثانية فوقعت عام 1417هـ، بمستشفى الولادة والأطفال بالدمام، وكان الضحية الطفل «علي محمد العماري».وفشلت جهود الخاطفة لتسجيل الطفل الثاني جراء الخلافات مع زوجها الأول، والتي انتهت بالطلاق، مضيفة: إنها تزوجت بآخر، ولكنه رفض كذلك إضافة الطفل إلى اسمه. فيما جرت أحداث حالة الاختطاف الثالثة في عام 1420هـ، بمستشفى الولادة والأطفال، وكان الضحية «أنس موسى الخنيزي»، وهو أيضا لم تستطع تسجيله. وبعد فشلها في جريمة الاختطاف الرابعة عام 1423هـ، اكتفت بالأطفال الثلاثة خوفا من افتضاح أمرها.» وثيقة مسربةيذكر أن وثيقة مسربة كشفت عن تقدم الخاطفة في عام 1439 هـ بطلب إلى وزارة العمل للسماح للمختطف «موسى»، والذي أطلقت عليه اسم «أنس» للحصول على استثناء للتوظيف تحت ذريعة استكمال إجراءات استخراج هوية وطنية.» الضحية الأولىوفي سياق آخر، قال جابر القرادي «عم المختطف نايف»: إن الأدلة الجنائية أخذت عينة لتحليل الفحص النووي DNA الإثنين، وأن النتيجة ستظهر خلال الـ 48 - 72 ساعة القادمة، مرجحا تطابق الحمض النووي باعتباره الضحية الأولى لمسلسل الاختطاف.» استكمال الإجراءاتومن جانبه، أكد نوري حبتور أنه راجع الأحد الماضي الجهات الأمنية بخصوص قضية ابنه «نسيم» المختطف خلال رحلة ترفيهية في كورنيش الدمام، لافتا إلى أنها فضلت استكمال الإجراءات قبل استدعائه مجددا لإعادة فحص الحمض النووي، معبرا في الوقت نفسه عن سعادته وفرحته الغامرة بعودة علي العماري وموسى الخنيزي إلى أحضان أسرتيهما، لافتا إلى أن المعاناة لا يشعر بها سوى من ذاق مرارتها وتقلب على جمرات الحرمان منذ سنوات طويلة.
مشاركة :