الكويت - الراية : ترتبط كل من دولة قطر ودولة الكويت بعلاقات تعاون وثيقة ومتميزة وتغطي كافة المجالات . وتتسم العلاقات القطرية الكويتية بالقوة على كافة المستويات خلال السنوات الأخيرة كما شهدت تطوراً واسعاً، وعكس ذلك تقارب وجهات نظر البلدين على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية، فضلاً عن تقارب الرؤى المشتركة حول الملفات الإقليمية والدولية، ولذلك يتبادل الجانبان الزيارات بشكل دائم على أعلى المستويات. وحققت العلاقات التجارية بين دولة قطر والكويت قد حققت نمواً كبيراً بعد الحصار، حيث تعتبر الكويت من أبرز الدول التي وسَّعت الدوحة علاقاتها التجارية والسياسية معها، فتضاعف حجم الاستثمارات المشتركة والتبادل التجاري بينهما. فقد تطور التبادل التجاري بين البلدين من 2.4 مليار ريال عام 2017 إلى 4.2 مليار ريال عام 2018، بينما وصل خلال ثلاث ارباع العام الماضي إلى 3 مليار ريال. وهناك رغبة قوية لدى الكويت والدوحة في نقل التعاون المشترك إلى مستويات أعلى بما ينعكس على الاقتصادين القطري والكويتي. وقد شهدت السنوات الماضية توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم ومشروعات في البلدين بما يعزز التعاون المشترك في مختلف المجالات وخصوصا الاقتصادية والتجارية. بلغ عدد الشركات الكويتية المملوكة بنسبة 100% لمستثمرين كويتيين في دولة قطر نحو 180 شركة، في حين بلغ عدد الشركات القطرية-الكويتية المشتركة نحو 230 شركة، ليصبح إجمالي عدد الشركات الكويتية والقطرية-الكويتية المشتركة العاملة في السوق القطري بنهاية النصف الأول من العام 2019 نحو 410 شركة، مقابل 393 شركة بنهاية عام 2017. كما أن القطاع الخاص الكويتي ساهم في مساعدة نظيره القطري على تجاوز تداعيات الحصار، حيث زودت الشركات الكويتية السوق القطري بكثير من المنتجات والسلع منذ بداية الأزمة، وهو ما أسهم في استقرار السوق المحلي القطري. ساهمت العلاقات المتميزة بين البلدين في زيادة الزيارات المتبادلة بين ممثلي القطاع الخاص القطري والكويتي وذلك لاستكشاف مناخ الاستثمار في كلا الجانبين وزيادة التعاون المشترك وبحث انشاء شراكات وتحالفات اقتصادية وتجارية تعود بالنفع على اقتصادهما. في يناير 2018، توجه وفد كبير من رجال الأعمال القطريين ضم 55 من أصحاب الأعمال القطريين برئاسة سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة قطر، في زيارة إلى دولة الكويت الشقيقة والتي استمرت لمدة يومين. وعقد على هامش الزيارة ملتقى أصحاب الأعمال القطري الكويتي، برئاسة سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة قطر، وسعادة السيد علي محمد ثنيان الغانم رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت، وقد تضمن الملتقى التباحث في سبل تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين الشقيقين، وزيادة التبادل التجاري، اضافة إلى الفرص الاستثمارية المتاحة في كل من قطر والكويت، وامكانية اقامة تحالفات بين رجال الأعمال القطريين والكويتيين ومشروعات مشتركة سواء في دولة قطر أو دولة الكويت. كما تناولت جلسات العمل عروض للجانب الكويتي تشمل رؤية الكويت 2035 وعرض هيئة تشجيع الاستثمار وعرضا عن مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، كما شملت الجلسات عروضا للجانب القطري تضمنت رؤية قطر الوطنية 2030 وعرضا عن فرص الاستثمار المتاحة في قطر. وبحثت غرفتا الكويت وقطر خلال الاجتماع إمكانية إنشاء مجلس أعمال قطري كويتي مشترك، لتعزيز علاقات التعاون بين القطاع الخاص في كلا البلدين، كما تمت مناقشة افتتاح مكتب تمثيلي للهيئة العامة للصناعة الكويتية بغرفة قطر، وإمكانية إقامة معرض دائم للصناعات الكويتية في قطر، فضلا عن إمكانية إقامة معرض مشترك لمنتجات البلدين بدول مختلفة حول العالم . ودشنت قطر، في أغسطس 2017، خطاً ملاحياً بحرياً جديداً بين ميناء «الشويخ» الكويتي وميناء حمد، مما ساهم في توفير خدمة نقل مباشر للحاويات بين الميناءين وزيادة حجم التبادل التجاري بينهما. ولقد ساهم الخط الملاحي في توفير خدمة مثالية لنقل البضائع القابلة للتلف والمواد الغذائية وغيرها من البضائع القادمة من وإلى قطر بشكل أسبوعي. وفي شهر يناير 2020، وقعت قطر للبترول اتفاقية بيع وشراء طويلة الأمد مع مؤسسة البترول الكويتية لتوريد ما يصل إلى 3 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً إلى دولة الكويت. وقع الاتفاقية كل سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول والدكتور خالد علي الفاضل، وزير النفط ووزير الكهرباء والماء، رئيس مجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية ، وذلك في حفل خاص أقيم بهذه المناسبة في مدينة الكويت. ووفق الاتفاقية التي تبلغ مدتها 15 عاما، ستبدأ شحنات الغاز الطبيعي المسال بالوصول إلى محطة الاستقبال في مجمع الغاز الطبيعي المسال في ميناء الزور الكويتي اعتباراً من العام 2022، وذلك بما يدعم تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في دولة الكويت، خاصة في قطاع توليد الكهرباء.
مشاركة :