تُعِدّ سلطات الاحتلال مؤخرًا خطة لإقامة حي استيطاني ضخم على أراضي مطار القدس الدولي (قلنديا) المهجور شمالي القدس، رغم أن الخطة الأميركية – الإسرائيلية المعروفة بـ"صفقة القرن"، صنفت هذه المنطقة على أنها منطقة سياحية للفلسطينيين. وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن الاحتلال باشر الإعداد للمشروع منذ عشرة أيام، وأنه سيقام على أراضي مطار قلنديا وصولا لجدار الفصل العنصري، بحيث يفصل الجدار بين الحي الاستيطاني الجديد والمناطق الفلسطينية في محيط القدس مثل كفر عقب. وسيُقام المشروع على 1200 متر ليشمل ما بين 6 آلاف و900 وحدة، إلى 9 آلاف وحدة سكنية استيطانية، بالإضافة إلى مراكز تجارية بمساحة 300 ألف متر مربع، و45 ألف متر مربع ستُخَصَّص لـ"مناطق تشغيل" وفندق وخزانات مياه وغيرها من المنشآت. ويزعم الاحتلال ملكية الأراضي بالإضافة إلى ملكيةٍ لأفراد وبحسب المخطط ستجري إعادة توزيع الملكية في المنطقة قبل إصدار التراخيص، دون موافقة أصحاب الأراضي. وبحسب "صفقة القرن"، فإن هذه المنطقة ستُخَصَّص لإنشاء مشاريع سياحية للدولة الفلسطينية، لتشمل فنادق ومتاجر بهدف "دعم السياحة في القدس والأماكن المقدسة"، لكنها لم تحدد الأراضي أو مساحتها التي ستقام عليها هذه المشاريع. بدورها ذكرت منظمة "السلام الآن" أن "نتنياهو يسعى لتوجيه ضربة قاضية لفرص حل الدولتين لشعبين"، وأكدت أن الحي الذي يخطط له سيقطع التواصل العمراني الممتد ما بين رام الله والقدس الشرقية، ولمنع إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس. وقالت مصادر إن المخطط الاستيطاني وضع قبل عدة سنوات، وتم تجميده في أكثر من مناسبة بسبب الضغوط السياسية الدولية الرافضة للاستيطان في الأراضي المحتلة عام 1967، وخصوصا المعارضة التي أبدتها الإدارة الأميركية السابقة، برئاسة باراك أوباما في حينه، التي عارضت التوسع الاستيطاني بالقدس. من جهة أخرى اقتحم عشرات المستوطنين صباح أمس الثلاثاء، ساحات المسجد الأقصى تقدمهم الحاخام يهودا غليك ونواب في الكونغرس الأميركي، فيما هدمت جرافات بلدية الاحتلال منشآت في جبل المكبر بحجة البناء دون تراخيص. واقتحم غليك برفقة العشرات من المستوطنين ونائبين عن الكونغرس الأميركي بحراسة مشددة من الاحتلال، ساحات المسجد الأقصى ونظموا جولات استفزازية وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم.
مشاركة :